لعبت الأم الفلسطينية دوراً عظيماً جداً في تعزيز الوازع الديني والوطني في نفوس أولادها، تزرع في نفوسهم حب الوطن، وأنّ حب الوطن لا يجب أن يقف عند حدود الأقوال، وأن الروح، مهما كانت غالية، رخيصة في سبيل الله ثم الوطن.
لم يقتصر الأمر على تهويد الأماكن العادية وتجريف الأراضي الزراعية، بل وصل الحقد الصهيوني إلى تجريف المقابر ونبش القبور، ما يدل على أن هذا العدو يتفنن في استهداف الشعب الفلسطيني، الأحياء منهم والأموات.
تاريخ الشعب الفلسطيني حافلٌ بالأدوات التي يستخدمها تجاه الاحتلال، فمهما كانت بسيطة إلا أنها مؤلمة، وتعتبر مسيرة العودة أحدث وسيلة نضالية يخوضها الشعب من أجل العودة إلى القرى التي هُجّر منها عام 1948.
وصفت صحيفة نيويورك تايمز ما جرى يوم الجمعة في فلسطين في ذكرى يوم الأرض بالصدام/ المواجهة، وفي أخبار لاحقة بـ"اشتعال الحدود" و"جمعة العنف"، من دون إشارة إلى أن العنف كان لقمع المسيرة السلميّة، موهمة القارئ أنّ العنف من الطرفين.
يقول أرسطو "احكم على الإنسان بكم كتاب قرأ وماذا قرأ؟"، ونحن نقرأ لكي لا نكون شركاء في تدمير حضارتنا، وكما يقول راي برادبوري: "ليس عليك حرق الكتب كي تدمر حضارة ما، فقط اجعل الناس تكف عن قراءتها".