15 مايو 2018
لماذا نقرأ؟
مصطفى أبو السعود (فلسطين)
ليست القراءة مجرّد هواية أو طقساً من طقوس الترف أو الترفيه التي يمارسها الإنسان بشكل يومي، أو أسبوعي وشهري أو سنوي.
القراءة هي أوّل أمر رباني نزل من السماء إلى الأرض، وهي مفهوم عميق، يتجاوز فك الخط وقراءة الحروف والكلمات لتصل إلى فهم مقصد الكلمة، في موضعها وسياقها وما يريد الكاتب وما لا يريده، بل هي فرض ودعوة إلى الغوص في بحر العلوم كي تستخرج منه أفضل ما تخدم به البشرية، القراءة تمسح الغبار عن العقول، وتزيل الغشاوة عن الأبصار، فحينما يقرأ الإنسان، تتفتح خلايا عقله، وتصبح أكثر نضجاً، ويصبح صاحب رؤية وليس تابعاً، وهنا نستذكر قول الفيلسوف الانجليزي، فرانسيس بيكون، حين يقول "اقرأ من أجل المعارضة والنقد، وليس من أجل الإيمان والتسليم". ذلك أنّنا نقرأ بحثاً عن القوة، ليس بمعناها المادي، بل بمعناها الروحي والعقلي والإنساني، ولأنّ قارئ اليوم هو قائد الغد، فهي تصنع جيلاً رائداً عملاقاً يواجه صعوبات الحياة بحكمةٍ، وليس بتهوّر يواجهها بعضلات عقلية، وليس بعضلات جسدية فقط، فاليد التي تتصرّف من دون إذن من العقل هوجاء، وهنا يقول فولتير، حينما سئل عمن سيقودون الجنس البشري، فأجاب: "الذين يعرفون كيف يقرأون".
حينما يقرأ الإنسان كتاباً يشعر بأنّ الكتاب ينقله من مرحلة الجهل إلى مرحلة العلم، ويزرع فيه الرغبة على مواصلة الرحلة لقيادة البشرية على علم، وها هو عملاق الفكر والأدب العربي، عباس محمود العقاد، يؤكد "القراءة غذاء للعقل والنفس، وسمو بالروح والقلب"، حيث يجد كل قارئ فيها رغبته، ويكتسب معارف كثيرة، ويخبرنا عن سبب حبّه القراءة بأنّ "لي في الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفي ولا تحرّك ما في داخلي من بواعث للقراءة"، فالقراءة وحدها تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة، وها هو المفكر البريطاني، جينس شيرلي، يربط بين القراءة والسعادة، فيقول "لم أعرف في حياتي ساعات أجمل وأفضل من تلك التي قضيتها بين كتبي"، وقيل للمأمون: "ما ألذ الأشياء إليك؟"، قال: "التنزّه في عقول الناس"، يعني قراءة إنتاجهم.
ويتفق الفيلسوف الانجليزي، فرانسيس بيكون، حين يقول "القراءة هي تصنع الرجال"، مع نائب الرئيس الأميركي في فترة الحرب العالمية الثانية، هنري والاس، بقوله "إن قراءة بعض الكتب تكون أحيانا أقوى من أيّ معركة".
نقرأ كي يحسن أرسطو في الحكم علينا، فهو القائل "احكم على الإنسان بكم كتاب قرأ وماذا قرأ؟"، نقرأ لكي لا نكون شركاء في تدمير حضارتنا، وهنا نذكر قول الأديب الأميركي راي برادبوري: "ليس عليك حرق الكتب كي تدمر حضارة ما، فقط اجعل الناس تكف عن قراءتها".
نقرأ كي نقوّي عقلنا ودماغنا وننّمي قدراتنا اللغوية وإثراء قاموسنا المعرفي وندخل في نقاشات علمية، ونتغلّب على صعوبات الحياة بكلّ أريحية بلا خوف أو وجل، ونقاوم الاكتئاب وننّشط الذاكرة، ونفهم ما دار في سالف الأزمان ونفهم ما يدور حولنا الآن.
لو أردنا عدّ الإجابات عن "لماذا نقرأ؟"، سيطول المقال، لكن يكفي القراءة شرفاً أنّ أوّل أمر رباني نزل من السماء إلى الأرض "اقرأ"، وعلينا أن نعلم ونتأكد أنّ:
العلم يبني بيوتا لا عماد لها/ والجهل يهدم بيوت العز والكرم
القراءة هي أوّل أمر رباني نزل من السماء إلى الأرض، وهي مفهوم عميق، يتجاوز فك الخط وقراءة الحروف والكلمات لتصل إلى فهم مقصد الكلمة، في موضعها وسياقها وما يريد الكاتب وما لا يريده، بل هي فرض ودعوة إلى الغوص في بحر العلوم كي تستخرج منه أفضل ما تخدم به البشرية، القراءة تمسح الغبار عن العقول، وتزيل الغشاوة عن الأبصار، فحينما يقرأ الإنسان، تتفتح خلايا عقله، وتصبح أكثر نضجاً، ويصبح صاحب رؤية وليس تابعاً، وهنا نستذكر قول الفيلسوف الانجليزي، فرانسيس بيكون، حين يقول "اقرأ من أجل المعارضة والنقد، وليس من أجل الإيمان والتسليم". ذلك أنّنا نقرأ بحثاً عن القوة، ليس بمعناها المادي، بل بمعناها الروحي والعقلي والإنساني، ولأنّ قارئ اليوم هو قائد الغد، فهي تصنع جيلاً رائداً عملاقاً يواجه صعوبات الحياة بحكمةٍ، وليس بتهوّر يواجهها بعضلات عقلية، وليس بعضلات جسدية فقط، فاليد التي تتصرّف من دون إذن من العقل هوجاء، وهنا يقول فولتير، حينما سئل عمن سيقودون الجنس البشري، فأجاب: "الذين يعرفون كيف يقرأون".
حينما يقرأ الإنسان كتاباً يشعر بأنّ الكتاب ينقله من مرحلة الجهل إلى مرحلة العلم، ويزرع فيه الرغبة على مواصلة الرحلة لقيادة البشرية على علم، وها هو عملاق الفكر والأدب العربي، عباس محمود العقاد، يؤكد "القراءة غذاء للعقل والنفس، وسمو بالروح والقلب"، حيث يجد كل قارئ فيها رغبته، ويكتسب معارف كثيرة، ويخبرنا عن سبب حبّه القراءة بأنّ "لي في الدنيا حياة واحدة، وحياة واحدة لا تكفي ولا تحرّك ما في داخلي من بواعث للقراءة"، فالقراءة وحدها تعطي الإنسان الواحد أكثر من حياة، وها هو المفكر البريطاني، جينس شيرلي، يربط بين القراءة والسعادة، فيقول "لم أعرف في حياتي ساعات أجمل وأفضل من تلك التي قضيتها بين كتبي"، وقيل للمأمون: "ما ألذ الأشياء إليك؟"، قال: "التنزّه في عقول الناس"، يعني قراءة إنتاجهم.
ويتفق الفيلسوف الانجليزي، فرانسيس بيكون، حين يقول "القراءة هي تصنع الرجال"، مع نائب الرئيس الأميركي في فترة الحرب العالمية الثانية، هنري والاس، بقوله "إن قراءة بعض الكتب تكون أحيانا أقوى من أيّ معركة".
نقرأ كي يحسن أرسطو في الحكم علينا، فهو القائل "احكم على الإنسان بكم كتاب قرأ وماذا قرأ؟"، نقرأ لكي لا نكون شركاء في تدمير حضارتنا، وهنا نذكر قول الأديب الأميركي راي برادبوري: "ليس عليك حرق الكتب كي تدمر حضارة ما، فقط اجعل الناس تكف عن قراءتها".
نقرأ كي نقوّي عقلنا ودماغنا وننّمي قدراتنا اللغوية وإثراء قاموسنا المعرفي وندخل في نقاشات علمية، ونتغلّب على صعوبات الحياة بكلّ أريحية بلا خوف أو وجل، ونقاوم الاكتئاب وننّشط الذاكرة، ونفهم ما دار في سالف الأزمان ونفهم ما يدور حولنا الآن.
لو أردنا عدّ الإجابات عن "لماذا نقرأ؟"، سيطول المقال، لكن يكفي القراءة شرفاً أنّ أوّل أمر رباني نزل من السماء إلى الأرض "اقرأ"، وعلينا أن نعلم ونتأكد أنّ:
العلم يبني بيوتا لا عماد لها/ والجهل يهدم بيوت العز والكرم
مقالات أخرى
10 مايو 2018
30 ابريل 2018
08 ابريل 2018