جـمال بوزيان (الجزائر)

يُقاوِم الشَّعب الـجزائريّ "عِصابة" لاسترداد حقّ أصيل ومنْح "الشَّرعيّة" لـمَن يُريد ووضْع "الثِّقة" في مَن يُريد.. هكذا يَرَى "الثُّوَّار السِّلميُّون" الـحلّ سياسيًّا وليس دستوريًّا فهُمْ يُريدون تغييرًا جذريًّا؛ وذلك هو اتّجاه بوصلتهم لتنفيذ خطّة تفصيليّة للـمَرحلة الانتقاليّة وفق رؤى الـمُستقبَل

سقط قناع الدّولة المَدنيّة مَرّة أُخرى، بعْدما سقط في مَراحل كثيرة من مَسرحيّات هزليّة يُخرِجها أفراد محسوبون على "الجيش الوطنيّ الشَّعبيّ" سليل "جيش التّحرير الوطنيّ"؛ وذاك عارٌ وتلك مُصيبة عُظمَى في بلد عظيم اسمه الجزائر.

تريد الشُّعوب الحُرَّة تَطهير بُلدانها مِن كُلِّ مُستعبِدٍ ومُستبِدٍّ، بدايةً مِن مَسيرات سِلميّة واحتجاجات هادئة نحو تغيير منشود ومُقاوَمة أيّ خلل في شؤون الـمُجتمَع والدّولة بأمناء أوفياء قادرين على خدمة أوطانهم؛ وتأسيس "حُكم وطنيّ راشد" بقيادات شابّة.

ها نحن أمام فرحة عارمة تَشهدها الجزائر كلّ يوم جمعة. يسيرون في شوارع المُدن هاتفين "الجزائر حُرّة مُستقلّة"؛ وهو شعارٌ يُشير إلى حريّة الشَّعب واستقلال تام عن فرنسا التي لا تَزال تَحشر نفسها في شؤون الجزائر إنْ سِرًّا وإنْ علنًا.

عبْر مَسيرات الكرامة في الجزائر؛ لا تَزالُ الإرادات تَسيرُ بِيقينٍ؛ ونَحْنُ نُردِّد مَعًا: لا نَرضَى تَخوينًا وتَخويفًا مِن أيّ أحد؛ نَحْنُ وطنيّون أوفياء لشهداء نوفمبر حقيقة؛ ومُخلِصون لِمبادئ ثورة أجدادنا الأبطال؛ رغم التّعتيم الإعلامي والتّضليل الصّحفي.

الابتكار يَبدأ بفكرة؛ ويرتكز على التّخطيط؛ حين تُولَد الفكرة وتُغذَّى وتُطوَّر بالاجتهاد؛ وستُثمر ولو بعْد حين، الابتكار في كُلّ المجالات الّتي تَنفع النّاس؛ العقول ليست للزّينة؛ العقول للتّفكير، إذ لا يزال الوقت كافيًا لأيّ ابتكار.

يظلّ الإنسان يَسعى إلى حماية أخيه الإنسان، حتّى تسطع شمس الحياة والأمان على النّاس كلّ النّاس، وتُزرع البسمات في وجوه الـمحكوم عليهم بالإعدام ظلمًا، والمسجونين والمعتقلين قهرًا، والـمعذَّبين واللّاجئين كرهًا، والـمُخفيْن قسرًا والـمنفيّين من دون استثناء.

الأُمّة العربيّة والإسلاميّة في غِنًى عنِ الأزمات، لذلك يرحّب أحرار العالَم بحوار هادئ بيْن الفرقاء، وتقريب وجهات النّظر في القضايا الخلافيّة لا سيما أنّ ما يَجمع أكثر ممّا يُفرّق في إطار خليجيّ صرفٍ في الأمن والاقتصاد، وغيرهما.