11 ابريل 2019
.. وسقط قناع الدولة المدنية
جـمال بوزيان (الجزائر)
كثُرت التّحليلات السياسيّة، أخيرًا، بشأن بعض قادة "المُؤسَّسة العسكريّة" الّذين لا يَزالُون يَخرقون ما بقي من "الدّستور الجزائريّ"، على الرغم من أنّه على مَقاسهم بواجهة عسكريّة صريحة أو بواجهة مَدنيّة كذوب؛ ويَخرق أولئك مبدأ "واجب التحفّظ" في "المُؤسَّسة العسكريّة" متى شاءوا؛ وقد طلبوا أمس من "عسكريّين سابقين" ضرورة الالتزام بالمَبدأ نفسه؛ أي "حرام عليهم؛ حلال علينا"... وكانت "الـمُؤسَّسة العسكريّة" لا تتكلَّم علنًا عن الانحرافات الخطيرة التي تَتزايد من "الحكومات المُتعاقِبة" لأنّها هي من تُعيّنها، عدا ما شذّ من وزراء أمناء أمثال أحمد طالب الإبراهيميّ وأحمد بن محمَّد وغيرهما.
عدد البيانات المُتكرِّرة حول الأزمة في الجزائر من عسكريي الصِّفة ليس إلّا دليلاً آخر على مُمارَسة "قادة" مِن "المُؤسَّسة العسكريّة" للسّياسة من وراء حِجابٍ منذ 5 جويلية 1962 م؛ وهو ما يَنفي نفيًا قاطعًا ما يُسمَّى "الدّولة المَدنيّة" الذي تُروِّج له وسائل إعلام وصحافة مأجورة صباح مَساء؛ ويُردِّده "أشباه سياسيّين" مُنتفِعين من "البقرة الحلوب"؛ وسكوت دوليّ لمَصالِح محفوظة لا سيما "واشنطن" و"باريس"... في حين أن الشَّعب يُسحَق سحقًا بقوانين جائرة وضرائب مُجحِفة، كأنّ سُلطة أجنبيّة عنه هي من تَحكُم البلد وليست سُلطة وطنيّة نابعة منه.
بعْدما غيَّر الشَّعب مَوازين القوّة في المَيادين؛ دون ريبٍ يُراد الالتفاف على إرادة الشَّعب الجزائريّ بهكذا "خطوات"؛ وإجهاض "الحراك السِّلميّ" بكلِّ الطُّرق؛ وإنْ بـ"القوّة الغاشمة"؛ وهو أمر واردٌ جِدًّا نَظرًا لِما عوَّدتنا عليه "الجيوش العربيّة".
"الدّولة العميقة" تَتصارع أجنحتها وتَتقاسم "السُّلطة" و"الثّروة" منذ الاستقلال الوطنيّ؛ في حين أنّ "الجزائر العميقة" تَضيع في أتون تلك الصّراعات؛ وتستغفل "الدّولة العميقة" الشَّعب بأباطيل وأراجيف؛ وباستنبات "خدع جديدة". لكن "الجيل الجديد" بدأ يَفهمها جيّدًا، خاصّة بعْد الانفجار الهائل لوسائل التّواصل المُجتمعيّ؛ والوعي المُتنامِي منذ 22 فبراير/ شباط الماضي؛ وستتوالَى الحقائق.
لَم ينسَ الجزائريّون إبعاد "بيان نوفمبر" الشّهير الذي يُصرِّح بلسان فصيح بليغ بملامِح الدّولة في الجزائر؛ إلّا أنّ "جماعة وجدة" انقلبتْ بقوّة السّلاح على "الحكومة المُؤقَّتة". لكن رئيسها حينذاك الـمُجاهِد، الحكيم بن يوسف بن خدّة، فوّت فرصة "حرب دمويّة بيْن الصّفوة "النُّخب" بعسكريّيها ومَدنيّيها قد تطاول الشَّعب؛ لا سيما أنّ الجزائر لا تَزال حديثة عهد بالاستقلال.
وها هُم الجزائريّون الأحرار يتزايد عددهم في المَسيرات مُطالِبين بـ "رحيل رموز الاستعباد والاستبداد والإفساد" عبر شعارات "ترحلوا يعني ترحلوا" و"تتنحاو قاع" وغيرها... وهو ما يعني أنّ "الاستقرار الحقيقيّ" في الجزائر لن يَجلبه إلّا حُكم الشَّعب، وما دون ذلك هو زيْف والتفاف على إرادة الشَّعب الحُرِّ الذي يَخرُج بالملايين.
الشَّعب الجزائريّ لا يُريد انقلابًا على انقلابٍ؛ بلْ يريد استرجاع حقِّه بنفسه؛ وهو حُكم الشَّعب لا حُكم الجيش. وهكذا يُردِّد الـمحتجُّون السلميّون: "للشُّعوب جيوش؛ وليس للجيوش شُعوب".
ببطء؛ يُريد أعداء الشَّعب الـجزائريّ إرهاقه؛ واستفزازه؛ وسرقة أفراحه بحجج واهية؛ وتوجيه الرأي العام الوطني والعالَمي إلى أوهام عبر تضليل إعلاميّ وتعتيم صحافيّ؛ وزرع الفخاخ وتسويق الإشاعات؛ وإضعاف "الحراك السّلميّ" وإفشال مُبادَرات "المُعارَضة الأمينة النّشطة" بالالتجاء إلى تطبيق المادّة 102 من "بقايا دستور" عاثتْ فيه "آلة التّطويع على مَقاس" أكثر مِن مَرّة؛ ويلوك كلّ ذلك "المُنتفِعون" وما أكثرهم رغم ما يَحدُثُ من اندساس.
يدرك "الحراك الشَّعبيّ السلميّ" أنّ سلاح الحرباء هو الألوان؛ وأنّ الشَّعب يَعرف الصّراعات التي تَزداد احتدامًا بين طرفي "الدّولة العميقة"؛ ويَعرف كلّ رموزها؛ ويُدرك مَساره الواضح جيّدًا وهو "التّغيير الجذريّ" وليس "التّرقيع" وحماية "رموز الاستعباد والاستبداد والإفساد"؛ ولا يُريد مُواجَهة مع "الجيش الوطنيّ الشعبي" سليل "جيش التّحرير الوطنيّ"؛ بلْ يُريد منه تطهير نفسه بنفسه قبْل أيّ خطوة نحو "التّغيير الجذريّ"، وأن يَتحرّر القضاء والإعلام والصّحافة والنّقابات وغيرها من الكيانات التي عمّتْها "صحوة وطنيّة" مُبارَكة رغم تأخرّها منذ الاستقلال لإعادة سِكّة البلد نحو الطّريق السّليم.
لقد أفشل الجزائريّون كثيرًا من الـمُؤامَرات التي تُدبَّر بِليْلٍ ونهارٍ، وذي سادس جُمعة مِن أجل تغيير جذريّ لـ"الحُكم السّياسي" ذي "النّظام العسكريّ"؛ حتّى إنّ "الجيش الوطنيّ الشعبي" لَم يُغيّر عقيدته القتاليّة منذ الاستقلال رغم "الدساتير" المُمجِّدة لمبادئ الحرّيّة والعدالة والتعدديّة الفكريّة والسّياسيّة والثقافيّة وحُكم الشَّعب؛ وهي مُفارَقة عجيبة كأنّ الجيش يُحارِب الشَّعب. لكن الحقيقة أنّ تلك الدّساتير مُحاكَة في "باريس" على مقاسات مُعيَّنة؛ ولا علاقة للشَّعب بصياغتها حتّى الآن؛ ولحماية مَصالح خاصّة وخاصّة جدًّا.
بإيجازٍ؛ سقط قناع الدّولة المَدنيّة مَرّة أُخرى بعْدما سقط في مَراحل كثيرة من مَسرحيّات هزليّة يُخرِجها أفراد محسوبون على "الجيش الوطنيّ الشَّعبيّ" سليل "جيش التّحرير الوطنيّ"؛ وذاك عارٌ وتلك مُصيبة عُظمَى في بلد عظيم اسمه الجزائر.
عدد البيانات المُتكرِّرة حول الأزمة في الجزائر من عسكريي الصِّفة ليس إلّا دليلاً آخر على مُمارَسة "قادة" مِن "المُؤسَّسة العسكريّة" للسّياسة من وراء حِجابٍ منذ 5 جويلية 1962 م؛ وهو ما يَنفي نفيًا قاطعًا ما يُسمَّى "الدّولة المَدنيّة" الذي تُروِّج له وسائل إعلام وصحافة مأجورة صباح مَساء؛ ويُردِّده "أشباه سياسيّين" مُنتفِعين من "البقرة الحلوب"؛ وسكوت دوليّ لمَصالِح محفوظة لا سيما "واشنطن" و"باريس"... في حين أن الشَّعب يُسحَق سحقًا بقوانين جائرة وضرائب مُجحِفة، كأنّ سُلطة أجنبيّة عنه هي من تَحكُم البلد وليست سُلطة وطنيّة نابعة منه.
بعْدما غيَّر الشَّعب مَوازين القوّة في المَيادين؛ دون ريبٍ يُراد الالتفاف على إرادة الشَّعب الجزائريّ بهكذا "خطوات"؛ وإجهاض "الحراك السِّلميّ" بكلِّ الطُّرق؛ وإنْ بـ"القوّة الغاشمة"؛ وهو أمر واردٌ جِدًّا نَظرًا لِما عوَّدتنا عليه "الجيوش العربيّة".
"الدّولة العميقة" تَتصارع أجنحتها وتَتقاسم "السُّلطة" و"الثّروة" منذ الاستقلال الوطنيّ؛ في حين أنّ "الجزائر العميقة" تَضيع في أتون تلك الصّراعات؛ وتستغفل "الدّولة العميقة" الشَّعب بأباطيل وأراجيف؛ وباستنبات "خدع جديدة". لكن "الجيل الجديد" بدأ يَفهمها جيّدًا، خاصّة بعْد الانفجار الهائل لوسائل التّواصل المُجتمعيّ؛ والوعي المُتنامِي منذ 22 فبراير/ شباط الماضي؛ وستتوالَى الحقائق.
لَم ينسَ الجزائريّون إبعاد "بيان نوفمبر" الشّهير الذي يُصرِّح بلسان فصيح بليغ بملامِح الدّولة في الجزائر؛ إلّا أنّ "جماعة وجدة" انقلبتْ بقوّة السّلاح على "الحكومة المُؤقَّتة". لكن رئيسها حينذاك الـمُجاهِد، الحكيم بن يوسف بن خدّة، فوّت فرصة "حرب دمويّة بيْن الصّفوة "النُّخب" بعسكريّيها ومَدنيّيها قد تطاول الشَّعب؛ لا سيما أنّ الجزائر لا تَزال حديثة عهد بالاستقلال.
وها هُم الجزائريّون الأحرار يتزايد عددهم في المَسيرات مُطالِبين بـ "رحيل رموز الاستعباد والاستبداد والإفساد" عبر شعارات "ترحلوا يعني ترحلوا" و"تتنحاو قاع" وغيرها... وهو ما يعني أنّ "الاستقرار الحقيقيّ" في الجزائر لن يَجلبه إلّا حُكم الشَّعب، وما دون ذلك هو زيْف والتفاف على إرادة الشَّعب الحُرِّ الذي يَخرُج بالملايين.
الشَّعب الجزائريّ لا يُريد انقلابًا على انقلابٍ؛ بلْ يريد استرجاع حقِّه بنفسه؛ وهو حُكم الشَّعب لا حُكم الجيش. وهكذا يُردِّد الـمحتجُّون السلميّون: "للشُّعوب جيوش؛ وليس للجيوش شُعوب".
ببطء؛ يُريد أعداء الشَّعب الـجزائريّ إرهاقه؛ واستفزازه؛ وسرقة أفراحه بحجج واهية؛ وتوجيه الرأي العام الوطني والعالَمي إلى أوهام عبر تضليل إعلاميّ وتعتيم صحافيّ؛ وزرع الفخاخ وتسويق الإشاعات؛ وإضعاف "الحراك السّلميّ" وإفشال مُبادَرات "المُعارَضة الأمينة النّشطة" بالالتجاء إلى تطبيق المادّة 102 من "بقايا دستور" عاثتْ فيه "آلة التّطويع على مَقاس" أكثر مِن مَرّة؛ ويلوك كلّ ذلك "المُنتفِعون" وما أكثرهم رغم ما يَحدُثُ من اندساس.
يدرك "الحراك الشَّعبيّ السلميّ" أنّ سلاح الحرباء هو الألوان؛ وأنّ الشَّعب يَعرف الصّراعات التي تَزداد احتدامًا بين طرفي "الدّولة العميقة"؛ ويَعرف كلّ رموزها؛ ويُدرك مَساره الواضح جيّدًا وهو "التّغيير الجذريّ" وليس "التّرقيع" وحماية "رموز الاستعباد والاستبداد والإفساد"؛ ولا يُريد مُواجَهة مع "الجيش الوطنيّ الشعبي" سليل "جيش التّحرير الوطنيّ"؛ بلْ يُريد منه تطهير نفسه بنفسه قبْل أيّ خطوة نحو "التّغيير الجذريّ"، وأن يَتحرّر القضاء والإعلام والصّحافة والنّقابات وغيرها من الكيانات التي عمّتْها "صحوة وطنيّة" مُبارَكة رغم تأخرّها منذ الاستقلال لإعادة سِكّة البلد نحو الطّريق السّليم.
لقد أفشل الجزائريّون كثيرًا من الـمُؤامَرات التي تُدبَّر بِليْلٍ ونهارٍ، وذي سادس جُمعة مِن أجل تغيير جذريّ لـ"الحُكم السّياسي" ذي "النّظام العسكريّ"؛ حتّى إنّ "الجيش الوطنيّ الشعبي" لَم يُغيّر عقيدته القتاليّة منذ الاستقلال رغم "الدساتير" المُمجِّدة لمبادئ الحرّيّة والعدالة والتعدديّة الفكريّة والسّياسيّة والثقافيّة وحُكم الشَّعب؛ وهي مُفارَقة عجيبة كأنّ الجيش يُحارِب الشَّعب. لكن الحقيقة أنّ تلك الدّساتير مُحاكَة في "باريس" على مقاسات مُعيَّنة؛ ولا علاقة للشَّعب بصياغتها حتّى الآن؛ ولحماية مَصالح خاصّة وخاصّة جدًّا.
بإيجازٍ؛ سقط قناع الدّولة المَدنيّة مَرّة أُخرى بعْدما سقط في مَراحل كثيرة من مَسرحيّات هزليّة يُخرِجها أفراد محسوبون على "الجيش الوطنيّ الشَّعبيّ" سليل "جيش التّحرير الوطنيّ"؛ وذاك عارٌ وتلك مُصيبة عُظمَى في بلد عظيم اسمه الجزائر.