بدا جليّاً منذ أواخر الستينيات، أن لموهبته قيمة مضافة، بفضل ملامح وجهه المريحة ووقع صوته المميّز. لم يمنعه حصوله على شهرة واسعة، من خلال أفلام التيار المركزي للسينما المصرية، من أن يُنجز مع مخرجين ذوي مشروع نقدي جاد سينما مختلفة.
قد يكون أبو سيف (1915 - 1996)، الذي تحل مئوية ولادته هذا العام، أكثر من ينطبق عليه من السينمائيين العرب تعريف الشريط السينمائيّ بأنّه منتج ثقافيّ شاهد على عوالم أصحابه. مخرج كشف ديناميّة الإخضاع بين الدولة ومواطنيها.
ابن موجة الواقعية الثانية في السينما المصرية وأبرز وجوهها. أحب فيه الناس شخصياته المركبة، وسمرته الأقرب إليهم، وأدواره التي تنتقد حقبتي السادات ومبارك. هنا وقفة عند أبرز محطّات "فتى الشاشة الأسمر"؛ أحمد زكي، بمناسبة مرور عقد على رحيله.
لو اعتبرنا أغنية "تسلم الأيادي" شرعنة فنيّة لقتل الأبرياء، وأغنية "بشرة خير" رقصاً هستيرياً لانتصار الثورة المضادة،، سيسهل النظر إلى "أوبريت مصر قريبة" على أنّه التجسيد الفني للعجز الاقتصادي والسياسي الذي أتى به النظام المنقلب على ثورة المصريين.
ما من شكّ أن ما نعرّفه اليوم على أنّه "سينما شبابية"، هو خروج عن المألوف والتجاريّ لصالح الجودة. ومعظم ما ينتجه شباب السينما المستقلة في الدول العربية، يبقى محصوراً في الأفلام التسجيلية وعروضها المتاحة في المهرجانات السينمائية.
معاينة رحلة أم كلثوم في السينما تكشف "ثومة" أخرى، بعيدة عن الصورة المطبوعة في الأذهان لسيّدة تخطّت عقدها الخامس حاملة منديلها الأيقونيّ. مسيرة لا يمكن تجاهل مميزاتها، أثمرت ستة أفلام صدرت بين عامي 1936 و1947.
قد تكون فاتن حمامة أكثر من ينطبق عليه وصف إدغار مورين، لنجوم الأفلام، بأنّهم المعادل العلمانيّ في القرن العشرين للآلهة القديمة التي بناها الإنسان في أساطيره الأولى. إحدى أوائل البطلات المرافقات لموجة الواقعيّة في السينما المصرية أوائل الخمسينيات.
لا يمكن الحديث عن سينما جماهيرية في العالم العربي من دون الإشارة إلى الإنتاج السينمائي في مصر، الذي قدم ما يزيد عن ثلاثين شريطاً هذا العام، في ما يبدو استرداداً لصحّة السينما المصرية على مستوى جذب الجماهير مُجدّداً.
"أغنية الثورة أغنيتك". عبارة قالها مقدّم البرنامج أحمد فهمي، موجّهاً إيّاها للمغنّي الإماراتيّ حسين الجسمي، في إشارة إلى أغنية "بشرة خير". عن أيّ ثورة يتحدث؟ إلّا إن كان قد أنقص نعتاً إلزاميّاً في هذه الحالة، يقضي بأنّها ثورة مضادّة.
ما زال بالإمكان تحميل الأعمال السينمائية التي أنتجت في عهد حسني مبارك، وتحديداً في العقدين الأخيرين من فترة حكمه، معان جديدة في ظلّ الأحداث السياسية في مصر منذ ثورة يناير، وذلك لتماسّها مع الواقع المصري الحالي الذي استشرفته.
