في هذه اللحظة المصيرية من تاريخ أمتنا، على الحكومات العربية أن تفعل شيئا، لوقف الممارسات البربرية التي ترتكب بحقّ العراقيين، بدل التشدّق بأنها مع التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتّحدة، الذي يرتكب المجازر في سورية والعراق بحجة "محاربة داعش".
نلاحظ كيف أن خطابات حزب الله فيها كثير عن "الفاسدين"، وعمّن "يكدّسون الثروات". لكن، لا تُذكر فيها أبدًا كلمات محدّدة، مثل المصارف ومتعهّدي العقارات الذين لا يترفّع الحزب عن التعامل معهم، وهو بالطبع لا يريد إحباطهم.
السقطة الحقيقيّة والمدوّية في منطقة البحر الميت لم تكن وقوع الرئيس اللبناني، ميشيل عون على الأرض، وإنّما كانت بيانا ختاميا للقمة العربية لم يجرؤ حتى على تسمية إيران التي تقتلنا ويتفاخر حكاّمها أنّهم يحتلّون أربع عواصم عربية بالاسم.
إقرار مشروع الحصّة النيابية النسائية الاجبارية في لبنان يمثّل، لكثيراتٍ من النسوة الطموحات، الطريق الوحيدة الممكنة للحصول على المقعد النيابي: "الكوتا" هي هنا وسيلة للضغط بالجملة على "النظام"، ليأمل بعضهنّ بالحصول على المنافع بالمفرّق.
يعلم الجميع أن سياسة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الخارجية محاولة عكسٍ جذريٍّ لإرث سلفه باراك أوباما الرهيب، في ما يخصّ إيران، وإن هذا هو السبب الأساسي، إن لم يكن الأوحد، لحملة "نيويورك تايمز" على إدارة ترامب.
دخلت إيران النادي النووي، ولم يعد باستطاعة الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب فعل شيء حيال الأمر، حتى لو كان أراد أن يغيّر هذا الواقع. وسيمسي حينها موضوع التأثير على نظامٍ موغل في الإجرام مزوّد بقنابل نووية عملية عظيمة الصعوبة.
اليساريون في لبنان أكثر غباءً من يساريي فرنسا الذين حاول جزء منهم أن يحارب حكّام دولته، بسبب استعمارها الجزائر، بينما المناضل "اللبناني الغبي" يناضل ضد "طواحين" الفساد و"المال الريعي"، ويسكت عن مصادر تمويل حزب الله حربه الإيرانية على العرب.
الخيار الوحيد هو وقف سيمفونيات النرجسيّة التي تضرّ ولا تفيد، من أجل استجماع كل القوى العربية والعالمية، بدءا من العراق والخليج العربي، وصولًا حتى تونس، وتأسيس مقاومة من نوع أرقى ضد أشرس هجوم تتعرّض له أرض العرب في تاريخها كلّه.
هناك عدم قدرة لدى القيادة السعودية في التحكّم بالسرعة الكافية بماكيناتها الإعلامية المتخمة بأيدولوجيين مناهضين للمصلحة القوميّة العربية، لأسباب بيروقراطية، أو صراعات داخلية في التأثيرات في مراكز السلطة، أو لأسباب لا نعلمها تماما.
قتال حزب الله خلال ما سمّيت حرب تمّوز لم يكن، حينها أكثر من مواجهة عسكرية مرحلية ومحليّة، محدودة جغرافيًّا، بين وكيل لمستعمرٍ (إيران) ومستعمر آخر (إسرائيل) كانت تجري في الطرف "الغربي" من دائرة النفوذ الإيرانية على جسد الأمّة.