مصطفى قصقصي - القسم الثقافي

مصطفى قصقصي

كاتب من فلسطين

مقالات أخرى

هي رواية المراهَقة المثقلة بميراث العنف الاستعماري، وبالحرب الأهلية وبالأصولية المنكوبة، وبالذكورية المرعوبة من الأنوثة والساعية إلى قمعها وتدجينها وإسكاتها.

29 يوليو 2024

في الحرب/ أَحرص على أن أكونَ رفيقاً بكوابيسي/ أَلتزمُ بمواعيدِنا المشتركة، أطرُقُ بابَها أوّل اللّيل وأنتظر/ أُعاملُها بأدبٍ جمٍّ/ أُطمئنُها على حُزني وجنوني.

25 مارس 2024

لا أستطيع أن أكتب عن الحرب/ الحرب لا تقرأ/ ولا يعنيها الشعر/ والشرّ يشتهي لغة ميتة/ لكن أستطيع أن أكتب عن الحرّية التي تمشي بعينَين مفزوعتين باحثةً عن أشلائها.

10 فبراير 2024

الحقيقة أنّه لا توجد أدلّةٌ كافيةٌ على موتك/لأنه لا توجد أدلّة كافيّة على حياتِك/تقول إن كلامي يرعبُك؟/وإن صَمَمي هو الدّليل على موتِك؟/تقول إنّك ميّتٌ /لكن قلبَك حيّ وصوتَك حيّ وموتَك حيّ؟/وإنّك بريء؟/ولا شيء غير الحبّ والحرب/يمكنه أن يكسِرَ قلبَك؟

29 نوفمبر 2023

في انتظارِ الحَرب المستمِرّة منذ أكثر من مئة عام، أُكَدِّسُ الهواءَ في رئتيّ والبُكاءَ في عُروقي. في انتظارِ الحَرب المستمِرّة منذ أكثر من مئة عام، أختارُ كتباً للقراءة، إذ تؤلمني فكرَةُ الموت دون أن أسمَعَ الحياةَ تقولُ كَلِمَتَها الأخيرة.

19 نوفمبر 2023

من المُستَحسَ، لو كان الأمرُ بيَدِكَ، أن تنسى كلَّ ما تعرِفُه عن النِّسيان/ اخترْ وضعيّةً صحّيةً ملائمةً لقلبِك عند العزْف/ لا تنظرْ إلى أصابعك: قد يبهِرُكَ سوءُ التّفاهِمِ بين العَتمَةِ والنُّجوم.

29 سبتمبر 2023

أسمع صوتَه الآن وهو يشحذُ منقارَه على مِسَنِّ الغروب/الغروب ذاته الذي باغت النورس بطعنةٍ في ذيله الطويل وهو في طريقه إلى سمائِه المائيّة /فأوى إلى السُّفن المهجورة في خليج حيفا/ أنا أيضاً أذهبُ أحياناً إلى هُناك لألتقي بالفتى الذي كنتُه.

17 سبتمبر 2023

أرسم بيتاً للريح وصندوقاً خشبيّاً لألعابِها وأجنحتِها المستعملة/ودمعاً رقراقاً لكي ترى جيّداً في العتمة، ولكي تتعرّف على وجه من تحبّ/ أنت أيضاً ترسم؟/ أنا لا أرسم، أنا أكتب الشّعر فقط/ لماذا تكتب الشِّعر؟/ لأُضيّع بيتي، ولأرى جيّداً في العتمة.

08 اغسطس 2023

لا يمكن قراءة رواية "الزمن الحسّي" للكاتب الإيطالي جورجو فاستا (1970) من دون أن نفكّر في الاحتلال الذي يتوحّش في فلسطين، وفي الفاشية التي تصعد واثقةً إلى الحكم في غير مكان من العالم.

29 مايو 2023

في الربيع التالي كنتُ أخوضُ مع رجال العائلة في متاهة رخاميّة/ وأحفر في الأرض ظلّاً حجرياً لنارِه العائدة إلى موقدِها/ حفرتُ بمعولٍ كمن يصنع سريراً لجذورٍ تعبت من المشي في الهواء وتريد أن تنام/ أو كمن يكيد مكيدةً من الصقيع لجنديّ الغياب.

13 مارس 2023

أجفاني مُلتهِبة/ أحزاني يانعة/ قلبي، بعُريِهِ الفاضحِ كنديفِ ثلجٍ، مُمدّد بين ملاءاتها المزركشة بوميضٍ متقطّع/ يخفق، يخفق.../ دون أمل، ودون يأس،/ كمخطوطةٍ منسيّة/ أو كجنينٍ مُزمِنٍ لم تحِنْ ساعةُ ولادتِهِ. 

16 أكتوبر 2022

يأتي الأبناء من المستقبل. لحمُهم من لحمه ودمُهم من دمه وأقدامُهم صدىً لأجراسه. ينكتبون في بريده الإلهي كرسائل حبّ غامضة إلى عالَم فَقد موهبة الانتظار. يندفعون إلى تقليد نظراته وحركات جسده وهُم يمشون نحونا بخطوات بطيئة وبعيون ثابتة.

26 سبتمبر 2022

شيّدَهُ الأتراك قبل الحرب العالميّة الأولى وصَمَد حربيْن عالميّتين وانتداباً بريطانيّاً في فلسطين، قبل أن يُخطَفَ عام 1948 "مكتباً" للحاكم العسكري الإسرائيلي. انتهى الحكم العسكري المُعلن، في حين لم يفارق المكان مفارقته الساخرة: مدرسة "المكتب".

05 سبتمبر 2022

الآخر بأوجهه المتبدّلة: الأم والأب والعائلة والمعلّمون والمجتمع والله. وكلّ الذين نحبّهم ونخافهم. هو سؤال اللاوعي الذي نحن كلامه واحتدامه: ماذا يريد الآخر منّي أن أريد؟ ماذا تريد الحياة منّي أن أريد؟

23 اغسطس 2022

تسري صرختُه كقشعريرةٍ في جسد الصحراء. صرخة مكتومة لذاتٍ توّاقة إلى تحجُّرِها، و إلى انعتاقِها من سيولتِها المزمِنة، اللانهائيّة، المُنهِكة. ذاتٌ تهفو إلى تلذّذها الحجريّ المغلق بإحكام، الخالي من الآخَر، تلذُّذَ كائنٍ مفرِطٍ في صلابته.

08 يوليو 2022

أجلس في مطبخ أقشّر عواطفي/ كطاهٍ كسولٍ طُرِد من عملِه لإتلافِهِ كمّيات هائلة من الانتظار/ أقشّر مسراّتي النّيئة وأقطّعها إلى مكعّبات متساوية/ كأحجار نرد زائدة عن حسابات الربح والخسارة/ أقشّر كوابيسي و أجسّ نبضَها لأتأكّد أنّي ما زلت حياً داخلَها.

28 يناير 2022

أستنجدُ بالماء كي أنساكِ / ألوّح له بجفافي وأصدافي الفارِغة / أدُقُّ بأنفاسي على أسوارِه كطبولِ حربٍ وشيكة / أزحف في خنادقِهِ الحصينةِ / كجنديٍّ مجهولٍ خسِر كلَّ هزائمِهِ ويُراهِن الآن على أرضٍ محروقةٍ أخيرة / يُرابط فيها كبحيرةٍ متجمّدة.

28 نوفمبر 2021

ينزحُ عن حياتِه الآمنة ويتشرّد في قلبِه وخارجَ سربِهِ دون دليل سوى ذاك النشيد العنيد: كُن ما يريدُ لك شوقُك الإنسانيّ أن تكون. لا تطمئنّ إلى أصنام الممكِن والمتوارث والمألوف. كُن جديراً بمستحيلِكَ، بالإلهيّ الذي فيك والذي أنت فيه.

19 أكتوبر 2021

أحبّ الذين لا يجدون مكانَهم/ يصطدمون بحياتهِم كحادثٍ عرضيّ متكرِّر بين غيمةٍ و جِدار/ يقطعون كلّ صباح جذورَهم/ ثمّ يخيطونَها إلى الأرض من جديد/ كجروحٍ واعِدة/ كشفاهٍ معتذِّرة عمّا فاتَها من قبلات/ كأشجار أرقٍ سحريّة.

12 أكتوبر 2021

في وَصْف الأسرى لبزوغهِم الإعجازيّ من سجنِهم، ومن سِجنِنا، يصعقُنا الإشراقُ الحسّيُّ لفكرة الحريّة. يرتعِشُ خيالُنا أمام ملموسيّتها النادِرة. فجرٌ من لحمٍ ودم. غريزةٌ من هواء وسماء. قشعريرة زرقاء. قاموس كامل لبداية العالم ولبداهة الوطن.

30 سبتمبر 2021

في كلّ كلامٍ خيبة دفينة، في كلّ حرفٍ انحرافٌ حزين عمّا نريد أن نقول. نلجأ الى الكلمات لتمنحَنا عزاءَها الرمزيّ، وللمجاز لكي نرتوي قليلاً من ماء الخيال، ونوقِن مبكّراً أن لا عزاء ولا ارتواء. هي تمارين متقدّمة في التصالح مع النقصان وتهذيب العطش.

10 سبتمبر 2021

كتب أليساندرو باريكو نصّاً مسرحيّاً بارعاً، "1900، مونولوغ عازف البيانو في المحيط" (1994)، حكايةً تختزل وجوداً راقصاً، أي حقيقياً ودون مجاز، وناقصاً، أي دون شاطئ، في الآن ذاته. دوّن بخفّة النوارس وحِدّتها رواية الحياة الطافية على البحر.

02 يوليو 2021

يوفّر العلاج النفسيّ أدواتٍ لاستكشاف اللاوعي والتبصّر بالظلال كطريقة لتحقيق توازن أرقى وأقوى. لكنّ سيرورة الشفاء مؤلمة وتظلّ غير منتهية ومشروطة بصيانة دائمة، وقد تتعثّر. لا سيّما عندما يتحوّل العصاب النرجسيّ لبُنية نفسيّة جماعيّة مشتركة.

04 يونيو 2021

الألم الأصلانيّ مطالَبٌ أن يكون مهذّباً دوماً، أن يخفِض من صوتِه، وأن يَستُر "عورة" ثورته وأن يُغطّي سُفورَ إنسانيّته العارية الدامية لحظةَ استهدافِها من القنّاصة والطائرات والرّعاع العنصري. وعليه ألّا ينتهك الأعراف والتقاليد والطقوس الاستعماريّة.

30 مايو 2021

الأب هو "مشروع غياب": انسحابٌ ضروريّ من السلطة الأبويّة بكلّ تجلّياتها، لتمكين الابن من الدخول الفعليّ إلى معترك الوجود. كلّ محاولة للخروج عن هذا الناموس الطبيعيّ محكومةٌ بالمأساة. تكمن بذور المأساة في عدم قدرة الآباء على الموت الرمزيّ.

30 ابريل 2021

لِما نشْهَدُ من كوارث اجتماعية وسياسيّة أكثر من مقام، وأكثر من مقال، إلّا أنّه ثمّة تعاقد نرجسيّ خبيث بين الفرد والجماعة، وبين الزعيم والأمّة، إليه تستند وعليه تُعَوِّل الهويّات الأيديولوجيّة المنفلتة من عقال العقل والتاريخ.

18 ابريل 2021

نحن مطالبون باستحضار وترسيخ "أخلاقيات علاجية" تعيد الاعتبار إلى المعاناة الإنسانية باعتبارها لغةً من لغات التواصل مع الوجود، وشكلاً من أشكال البحث عن معنىً لا يمكن "تعليبه" في "معادلات منطقيّة" أو "خُطب وعظيّة" ينقصها التواضع أمام الألم الإنساني.

15 ابريل 2021

كلّ شيء مؤقّت ومؤجّل وغير متعيّن. كلّ شيء يدين بالولاء الأعمى للمستقبل. ذاك السجّان الكبير بطفولته المُعنَّفة وبرغباته المكبوتة وأحلامه المؤرشَفة أبداً في سجلّ المفقودات. نطيل الوقوف بخشوعٍ وسْواسيٍّ قهريّ في معبد المستقبل وفي أقبيته.

02 ابريل 2021

كلمة وَحْدَة تعني الانفراد والاتّحاد معاً، أي يذوب فيها التناقض بين وَحدَة الذات وتلاحُمِ أجزائِها، بل يَغدو التناغمُ بين أجزاءِ الذات شرطَ وَحدَتِها بمعناها الأعمق والأصفى، وتصبح الوَحدَةُ، شرطاً لتحقّق الذات وتخفّفِها من أعباء زيفِها وغربتها.

26 فبراير 2021

يجلس آدم على ما يشبه حافة الهاوية ويمدّ إصبعاً مرتعِشاً للوجود، منتظراً وميضاً يسري في أديمِه وشرارةً يولد منها وفيها. ولها. في الفجوة بين الإصبعين يكمُن الشَّوق. شوقٌ لحياةٍ إنسانيّةٍ تتجلّى في الحُلم والاحتمال، واللّمس. 

21 فبراير 2021

سقراط لم يكن إبريقاً يصبّ الحكمة في الآخرين بل عاشقاً غريقاً في حبّ الحقيقة. كان يتملّص ساخراً من طلب أغاتون ويستأنف أسئلته المحيّرة عن الحبّ والجمال. كان المعلّم سقراط نبعاً فلسفيّاً يتدفّق عطشاً وماكينة شوق للحقيقة لا ينفد وقودُها. 

05 فبراير 2021

فيروس عنيدٌ كحبّ لا يَكتفي بحياةٍ واحدة. ولا بموتٍ واحد. عنيف كحياةٍ مُبْتَسَرة لا تريد أن تضيّع فرصتها في أن يكتشف العالم موهبتها في احتمال الأمل. خائف كبحرٍ هجرتْهُ العواصف. هل نحن موج هذا البحر، مياهه المتقاذفة المتشبّثة بغرقِها؟

02 نوفمبر 2020

النفس التي نسكنها في زمن الوباء: أُلْفة مفزِعة، حميميّة أجنبيّة. حائرين وغرباء نحلّ في زمن الوباء ضيوفاً على أنفسِنا. نجد "الموحِش" الفرويديّ The uncanny بانتظارنا في عقر وعُمْق دارنا: أُلفةٌ مفزِعة، حميميّة أجنبيّة. صدىً وجوديّ معاصرٌ لسؤال عنترة.

18 سبتمبر 2020

تقول لنا الهجرة النبوية إن كلّ مشروع ولادة للذات فرديةً كانت أم جمعيةً يؤسَّس على الهجرة عنها وعن جاهليّتهِا وربوعها الآمنة وعلى المحاولة التي لا تكلّ للعودة إليها وإلى شعابِها ومنازلها الأولى وعلى التصالح المعرفي والعاطفي معها من خلال الآخرين ومعهم.

21 اغسطس 2020

يندفع النصفان باسم الحبّ إلى مبارزةٍ دامية عاقديْن العزم على الاستئثار بالمرأة التي تلوّح لهما دون أن تدري بخلاصٍ غامض وتقترح أُنوثتَها كشفاء جوهريّ وضروريّ لقلبٍ ذكوريّ يفترس نفسه. يُغْمِد كلُّ نصفٍ سيفَه في النصف الآخر فيلتحمان من جديد جسداً واحداً

02 اغسطس 2020

تغوص الألوان أكثر في لحم تلك اللحظة الإنسانية والموغِلة في الألم. تحدّق الصور فينا بثباتٍ كما يحدّق ماضٍ بحاضره التوأم، وتوثّق صمتنا المصدوم وثقتَنا المتزعزِعة بالكلمات.

17 يوليو 2020

مُمَّدَّداً على مائه مِنْ ألفِه إلى يائه، بيدٍ فرّاسةٍ وبفمٍ نهمٍ لقُبَل الغياب/ دَبَغ جسمه بالأخطاء الإملائية/ لكي تتهجّاه الريح جيّداً
دون أن تحفظَه عن ظهر قلب/ ولكي يؤلّفَ الهواء و يفسّره بجوارحه/ بمسامير ضوء سميكةٍ سنّها حدّادون قدامى بكافٍ ونون.

30 يونيو 2020

أنهض بتثاقل متعثّراً بأشباحي دون كلمات أتكّئ عليها، ودون حروف أبلعها وأتغرغر بها لتخفيف خشونة الصمت في الحلق. وفي القلب. أبذل جهداً خارقاً لكي أتجنّب قراءة الأخبار. سأقرأ قليلاً من رواية كواباتا "العاصمة القديمة" لكي أشحن رئتيّ بالأزهار، وبرقّة الربيع.

28 ابريل 2020

في سوبرماركت الأمل، الرفوف خالية/ عمّال النظافة يكنسون النظرات التالفة التي خلّفتها الكارثة/ ويكدسونها في أكياس بلاستيكيّة غير قابلة للتدوير/ بعد قليل ستمرّ الشاحنات العسكريّة لتعيد الألم المتمرّد إلى ثكناته، في ضواحي الضحك البكاء حرب الشتاء ستنتهي وسيحلّ سلام كابوسيّ.

04 ابريل 2020

أن تقرأ شعراً في القدس/ أن ترى الماضي يمشي في الشوارع مختالاً كـ"غانغستر" خرج لتوّه من حفلة دم/ أن تصطدم بالضوء ينكّل بجثّة الليل الملقاة على قارعة الطريق في "الشيخ جرّاح"/ أن تغبط المستقبل ينحني إجلالاً للفجر في ممحاة حجريّة.

12 نوفمبر 2018

قضيت ردحاً من الليل أصارع الأنواء لأُنقذ شخصيّة روائيّة من مصيرها المحتوم،
كنت أحيك في العتمة أكواناً سميكة لكواكب هشاشتها، وأستبسل في الدفاع عن الغاز شهواتها خشية أن تُفَكّ، وأُحذّرها مرعوباً من كمين البياض المنصوب في آخر الرواية...

31 اغسطس 2018

نجحْتُ في إقناع أمّي بأن تمشي معي هذا المساء، فهي تشكو مؤخّراً من تشنّج مفاجئ في عضلات حزنها، التي تطلّبت حياةً كاملة من الخسارات، وكثيراً من التمارين القاسية لتقوى على الانهيار بانضباط جمبازيّ صارم كما في التصوير البطيء.

13 مارس 2018

سأدّعي أن الترجمة لاكانيّاً هي فعل رغبة، وأنّ تلك الرغبة التي هي ذلك السؤال الذي يفيض سرّاً من ذات المترجِم على النصّ المترجَم. يستدرج المترجمُ الآخرَ الذي يسكن النصّ ويوكل إليه مهمّة الإجابة على أسئلة وجوديّة لا يشفي غليلها كتاب.

23 أكتوبر 2017

رغم تطوّر وتشعّب مدارس التحليل النفسي واتجاهاته، لا يزال فرويد مهيمناً على الكتابات النفسانية في العربية. من هنا تبرز أهمية صدور ترجمة عربية لـ"معجم تمهيدي لنظرية التحليل النفسي اللاكانية" لديلان إيفانس. "العربي الجديد" التقت، في حيفا، بمترجم الكتاب هشام روحانا.

29 اغسطس 2017

لم أسأل صوفيّا عما يجول في خاطر قدميها الطريتين/ وهما تشقّان طرقاً سحريّة في الماء أسلكها فقط عندما أكتب أو أحلم/ وأضيعها تماماً حال يقظتي/ بيد أنها تعرف جراحي حقّ المعرفة وتنظّفها من الرمل بجسارةٍ لا أتقنها.

09 اغسطس 2017

يجب الحرص على ترك مواد الحزن في عبواتها الأصلية وتمويه كيميائها بالبكاء بين حين وآخر/ يوصى بتخزينها بعلبٍ يصعب فتحها بأدوات حادّة وهشّة كالحبّ والكتابة، ثّمة خسارات لا تستردّ/ كما يوصى بتجنّب خلط مواد الحزن، وخاصةً مشتقاتها من الحنين والندم.

27 ابريل 2017

في مدينة نوورو، الموجة الصخرية التي لفظها البحر فلجأت إلى الجبال، ثمّة شارع اسمه "الوحدة"/ وحدة خضراء لا شيء يؤنسها سوى أل التعريف التي تجرّها بوقار مأساويّ إلى المجهول/ كيلومتر من مشي سريع مشجّر بأصداء الأودية مثل قصب أفرغ حنينه...

29 يناير 2017

أرى صوتها يحمل حلمي في راحتيه المخضّبتين بأشواقٍ لا تلتئم ويعبر به نهراً من عويل الذكريات... أرى يديها تنسجان لي الغياب غماماً أبيضَ/ وتدثّران به جوارحي المفجوعة بفقدانٍ لا تحتمل زرقته...أراها تنهل من عطشي/ وتحبّني/ بكلّ ما أوتيت من أقنعةٍ.

23 نوفمبر 2016

لوتشيرا هي مدينة تقع في جنوب إيطاليا استقبلت عام 1224 العرب النازحين من جزيرة صقلية غداة إنهاء الوجود العربي فيها. كانت تجربة لوتشيرا تعددّية باهرة أطلقها الامبراطور المتنوّر فرديريكو الثاني دامت 75 عاماً وأُغرِقت بالدم والظلم بعد موته.

06 نوفمبر 2016

كلّها كانت تشدّني من دمي الغريق/ وأنا أقف، راجفاً كمنارةٍ من نسيان، على بوّابة الرياح/ التي يصيرُها الرجال ويندمون/ رياحُ الوله العاتية/ رياح الأصياف اللانهائيّة للوجود/ رياح الحياة التي تهبّ مثل أتلانتيس من حضارات قديمة ومنسية من السعادة...

27 أكتوبر 2016

تدخل آلة الاستعمار الإسرائيليّ طوراً جديداً من أطوار حداثتها المتوحّشة، إذ توسّع مجال عملها التخريبيّ الهدّام ليشمل، إضافةً إلى التنكيل بحياة الفلسطيني، التنكيل بموته. هو تنكيل بهدف التشكيل: يستبيح بدقّة هوجاء وجود الفلسطينيّ وفقدانه ويهندس سيرورة حضوره وغيابه.

23 أكتوبر 2016

في الرابعة فجراً، وبينما كان منهمكاً بحروبٍ لا أذكرها/ اقتحمْتُ العالم من شبّاكه البحريّ المكسور/ ببلوزة حمراء وبنطلون أزرق قصير/ على رأس كتيبةٍ منكّسة الأحلام من طفولاتٍ هاربة ومُتعَبَة/ أحكَمَتْ سيطرتها على ثكناته النائمة دون أن تُسْفَك قطرةُ نور واحدة.

10 أكتوبر 2016

أقرأ الآن وجهك/ المسافر إليّ من حياة على ضفّة أخرى/أسترجعُ رحلته الطويلة
عبر جغرافيا الألم السخيّ/ الى كلّ هذه الانتباه البهيّ/ أتخيّل آلهةَ الحرب والسلام/
التي اكتشفَتْهُ واتّخذته وطناً في غابر الحبّ/أتفرّس فيه بينما تنضُجُ مياهُهُ النثريّة على نار الشعر الهادئة.

29 سبتمبر 2016

أرق ملثّم يجوس في الممرّات الوحيدة ويسقي الزهور العملاقة التي يُحْدثها الغائبون عندما يبالغون في غيابهم/ بيوتٌ من الصمت بشرفاتٍ معلّقة في مهبّ الكلام كمناديل استهلكها الوداع/ حفيفُ كائنات صغيرة وطيبة تصعد الدرج بارتباكٍ بنفسجي وتتعثّر بشرودك.

14 سبتمبر 2016

رجلٌ يقف، جبهته مثخنةٌ بالغيوم، على أطلال ظلِّهِ/ ظهره لمدينةٍ تحتفي بنفسها وبأمسها/ ولجيادٍ بأجنحةٍ تستهلك، بشجنٍ صارمٍ، ميادين من الإسفلت/ يشعل مرآةً ويعلّقها في داخلِهِ/ فوق الخواء المنحوت من صليل معارك لا تنتهي...

10 سبتمبر 2016

كان الموت، كعادته، مقتصداً في حركته، وفي عواطفه، كقنّاصٍ محترف، يناور كائنات الشعر الفقيرة، الذاهبة حافيةً إلى عملها اليومي، في نسج أسطورة صفورية من برقوقٍ وطين، ومن رائحة الخبز و"رمّان الأمسيات". كان يتمهّل محتسباً المسافة المثلى بين الصوت والصمت.

30 اغسطس 2016

كاميرات حزن بجودة HD رصدت تحركاته المشبوهة / في الممرّات الإيروسيّة المعتمة قليلاً المفضية إلى الحبّ والحرب والجنون/ ضاقت به السبلُ والقُبلُ وشعريّات الهزيمة والانتصار/ والوعودُ بجنّةٍ في غيبٍ ما أرضيٍّ أو سماويّ
الأمل، ذاك الاسم التجاريّ الشهير للشهيق والزفير...

23 اغسطس 2016

عندما سقطت قنبلة على رأسي/ ورأيته يتدحرج، ككرة من نار، بأسلوب سينمائي ساذج/ أحزنني أن أودّعَه بهذه السرعة ودون ألمٍ يذكر/ إلاّ أنني تركته فوق العشب مشتعلاً/ واستأنفت ركضي/ برشاقةٍ لم أعهدْها في/ جسمي الذي أنهكه السلام.

03 اغسطس 2016

ماذا يصنع الإيقاع بنفسه/ عندما يقفر الحبّ من قاطنيه،/ ومن أعراس حواسّهم ومن/ بهاءِ غِيابهم،/ ومن طقوس الغواية المهلكة؟/ وأين يسَجّي شفق جسده وقد مسّهُ من غروب الأشواق/ وضجرها المخمليّ وترٌ وحيد؟/ وأين يسلم الرغبات اليافعات إلى بارئها؟

20 يوليو 2016

ومشى في شعاب الألب شاهقة الثلوج، مستأنساً الوعول والنسور التي تذبحُ هواءَ القمم وتمضغُه نيئاً/ وتتدفأ على نار حريتها عندما تنخر الوحدة عظمها/ ليدرك أن "المقاومة أن تتحلّق مع رفاقك حول النار ليلاً، لتتأمل الجنود عبر المنظار" في جبال الخليل.

14 يوليو 2016

الجدّ، الذي لا يعنيه أيّ انتقام ولا يفلّ عزيمته أي كلام "براغماتي" عن العدل الشحيح في الأرض، نذر حياته لإنقاذ ذاكرة "معلول" من جفاف يتربّص بها ومن حنين شاعريّ قد يغرقها في المجاز.

02 مايو 2016

سأتحايل على الاستجواب الأمنيّ السخيف/ على أبواب صالات روحي المزدحمة بالمغادرين/ حول أسباب ارتطام دمي بقصائد فرناندو بسّوا/ بمثل هذا الطيش وقلّة الحيطة/ متعلّلاً بأعراض جانبية لإدماني القديم على الاختفاء/ ثمّ أمضي، دفعاً للشبهات، إلى سوق الحبّ الحرة...

05 مارس 2016

كنّا عندما امتدّت يد الغرق إلينا لتنتشلنا من براثن الهواء الأخير نتشبث بالموتى لنحيا قليلاً. نمسك بأنفاسهم الأخيرة، ونلوّح بها كقماشة حمراء في وجه الحياة لنهيّجها ونتوسّل حبّها وقسوتها، نلبس جلودهم بمساماتها العاكفة بصبر الخطاّطين والنسّاك على امتصاص حبر الأعماق.

14 يونيو 2015

وثمّة إجماع متزايد على أنّها ليست لحظةً تاريخيّة فاصلة، بقدر ما هي حقبة متحرّكة في فضاء استعماريّ واسع لمشروع تغييب وجوديّ وحضاريّ مدجّج بالمعرفة الاستشراقية الضارية. النكبة هي اسم من أسماء الاستعمار الإحلاليّ، وبالتالي هي حدث بنيويّ أي متأصّل ولامنته.

16 مايو 2015

لا يمكن عزل مأزق الحركة الوطنيّة الفلسطينيّة عن تبعات النفوذ النفسي والفكري العميق الذي يمارسه مفهوم النكبة في طبقات الوعي الجمعي الفلسطينيّ. تشغل النكبة، بوصفها حدثاً ماضياً ومضارعاً في آن، مكانةً مأساويةً متفرّدة بين العذابات الإنسانية الكبرى.

26 ابريل 2015

بنفس الوعي الفطريّ بالحق البسيط المرتقي إلى مفهوم العدالة الشعرية، كانت أمّ أديب منهمكة، بكلّ ما أوتيت من بلاغة أصحاب البلاد، بتوريث هذه العلاقة الذوبانيّة اليقينيّة بين الذات والأرض، بين الروح والجغرافيا، للجيل القادم.

29 مارس 2015

وظائف استثنائيّة: التصوير البانورامي، لطعنة البحر في الظهر قبل غروب الشمس بقليل أو لقصف مائدة الإفطار العائلية بقنبلة تزن طنّاً وقرنين على الأقلّ من أدبيات الاستشراق. التصوير الليلي، لكوابيس الأطفال وحدقاتهم التي افترسها عمى المتفرجين.

22 مارس 2015