يأمرونك أن تجلس على الأرض وتنظر إلى الحائط، وتضع يديك خلف ظهرك وتشبكهما، وإذا أتيحت لك فرصة رؤية من اقتحموا الزنزانة، ستجدهم ملثمين يرتدون السواد، الفرق بينهم وبين "داعش"، هو أن أفراد التنظيم الإرهابي يحملون سيوفًا، وهؤلاء يحملون بنادق الخرطوش.
تمتلئ زنازين التأديب بكل من له نشاط سياسي يزعج ضباط السجن، وهناك تهمة ملفقة ثابتة لا تتغير، تُدعى "الامتناع عن دخول الزنزانة" وتُكتب على تذكرة المعتقل، مدللة على أن جهة ما أوصت بتعذيب المعتقل.
انتظر الجميع تلك اللحظة المهمة، ولكن تلك اللحظة لم تأت بعد، مر اليوم من دون أن نرى أحد أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان، لا في زنزانتنا ولا في الزنازين الأخرى.
كنا فقط نتساءل: متى ينتهى هذا الكابوس؟! وكنا لا نعلم أي شيء عن تحقيق النيابة، فلم يخبرنا مخلوق عن أن النيابة قد جددت لنا 15 يوما على ذمة الحبس الاحتياطي.
كانت هذه هي الاتهامات التي وجهتها لي النيابة في أثناء التحقيق معي في معسكر الأمن. وقتها ضحكتُ وأشرتُ إلى الكاميرا التي في حوزتي، وقلت: هل سأفعل كل هذا بالكاميرا؟
أمرونا أن نهتف باسم السيسي وأن نسب الإخوان -رغم أن الغالبية لم تكن من الإخوان- وأن نقول بصوت عال إننا لسنا رجالاً وإننا عاهرات، وكانت الفتيات تقف خلفنا
نظر القاضي محمد ناجي شحاته إلى الأوراق وهو يدخن ويستمع إلى أغنية عمرو دياب "أديني رجعتلك" وقال للطالب: "إذاً أنت تكره الإخوان؟".. فرد أحمد بالإيجاب. ظننا جميعاً أن القاضي سيخلي سبيله ولكنه أمر باستمرار حبسه 45 يوماً على ذمة التحقيق!