كاتب ومترجم مغربي
من المستغرب عدم وجود مؤلَّف يصنّف المترجمين في تراثنا ضمن طبقات، علماً أنّ عددهم كان وفيراً، ويُشكّلون جماعات وأجيالاً مختلفة.
إذا كان ميلان كونديرا قد بخس قراءة فوينتيس لكافكا مترجمَاً، فمن الزاوية ذاتها يمكن أن نُسائله إن كان قد قرأ ملاحم اليونان بلغتها الأصلية؟
لا غرو في أنّ الطموح الإبداعي من قبل المترجِم مشروعٌ ولا يعني أيّ سطو على "الأصل"، ما دام أنّه لا ينفي أنّ الأخير هو عِلّة وجود ترجمته.
على الرغم من كثرة المترجِمين، ومن كثرة حديثهم عن الترجمة، فإن أقوالهم هذه يُستأنَسُ بها لا غير، أي أنها تبقى أقوالاً لا ترتقي إلى مستوى النظرية.
للعرب واقعتَان أليمتَان سببُهما الدرّاجة الهوائية التي أنهت حياة أديبَين بارزَين: اللبناني أمين الريحاني، والشاعر العراقي عبد الأمير جرص.
لم تكن الترجمة بمعزل عن قضية السبق، ولا يفتأ البحث في هذا المجال يطالعنا بالجديد، في الثقافة الغربية مثلما في نظيرتها العربية.
لا مندوحة عن توسيع مفهوم "انصهار الآفاق" لكي تُدرَج الترجمة ضمنه، بصفتها مساهِمة أساسية في ترسيخه، واعتباراً لما يسم نشاطها من انفتاح على الآخر.
هل سيفضي الذكاء الاصطناعي إلى الاستغناء عن المترجم الأدبي؟ يبدو هذا مستبعداً، فالنصّ الأدبي كائن ثقافي ذو روح يستعصي على الآلة نقلها، بينما يتيسّر ذلك للمترجم.
رغم استعمالنا لغة واحدة، يطالبنا الناشرون العرب، نحن المترجمين، باستعمال قاموس لغوي مغاير للمتداول في المشرق، كأنّنا نتكلم عربية أُخرى.
تقدّمت الترجمة في سياق "طوفان الأقصى" باعتبارها ترجمة فاضحة ومُصحّحة، تخترق القِلاع الأكاديمية، وتربح فئات عمرية شابة ترفض الانصياع للآلة الإعلامية الصهيونية.