سألتها هل ماتت؟.. أومأت بالإيجاب باكية، كذّبت أمي رغم أنها المرأة الوحيدة التي رعتها بجهدها وعاطفتها وكلّ قوتها في شدتها بعد أبي، واتصلت بأول رقم اعترضني في الهاتف ولم أسمع سوى النواح، ولم أصدق.
أنا امرأة تحب نفسها حين تكتب. حين تصمت وتكتب لتجمع فتات الحطام. أذكر أنني حين رأيت أول خصلة بيضاء بشعري لم يصبني أي سوء. لم أحزن ولم أنذهل. أذكر أنني فكرت في ملئه بياضاً لولا كآبة الأسود التي ملأتني سلفاً..
على غير العادة، بمحاذاة ساحة القصبة وفي قلب المدينة العتيقة، تبدو الحركة فاترة في سوق "البِركة" والمعروفة بأنها سوق بيع الذهب والمجوهرات في تونس، سوق تشهد مؤخراً عزوفاً نسبياً سببه ارتفاع أسعار الذهب، مما جعل شراءه مقترناً بالمناسبات عند التونسيين.
"نــوال أبو سمعان حرم الكافي"، هذا هو اسم أمـي وأم أول عائلة لآل الكافي. امرأة شديدة الغموض والغرابة، سيّدة اُرغمت على التهجير من بلد لم يستطع احتواء أبنائه كما لم يفعل جدي مع ابنته.
بدأت تظهر مؤخراً بوادر الحياد عن دور الإعلام الفعلي، فنجد الإعلام تارة يُستعمل كأداة تلاعب بالمواقف وتجاهل لواقع البلاد، وتارة أخرى سلطة تستعمل نفوذها.
القبيحة ليست قبيحة ما لم يعاملها المجتمع على أنها تفتقر للجمال. والمرأة التي تسارع لإزالة الشعر من وجهها لم يولد معها ذلك الشعور بالانزعاج منه، إذ لم تُعامل على أنها كائن مسخ يغطيه الشعر.