الملف النووي

قد تختلف إدارة الرئيس الأميركي، بايدن، مع حكومة نتنياهو في إسرائيل في تفاصيل، أو حتى في أسلوب هذه الحكومة في ما يتعلق بمشروعها الاستيطاني وبالقضية الفلسطينية، لكنها خلافات سياسية وإعلامية لا تمسّ جذر العلاقة الاستراتيجية الأميركية الصهيونية.

لم يعرض أي إسرائيلي سعى للجلوس مكان نتنياهو الذي يستعد للعودة إلى رئاسة الوزراء أي فكرة متبلورة خاصة به حيال السياسة الخارجية، خصوصاً في العلاقات مع إيران، أو تسوية القضية الفلسطينية، ما يعني في نهاية المطاف عدم وجود معارضة حقيقية لسياساته.

النظام الإيراني مركّب ولا تتحكم فيه دائرتان في الحكم أو دائرة واحدة، بل هو نظام له دوائر وتحالفات متعدّدة، ولدى نخبته القدرة على إعادة الاصطفاف، لاحتواء أيّ غضبٍ قد يهدّد بنية النظام القائم، ما يجعل قدرة الاحتجاجات على تغيير النظام موضع تساؤل.

ليس هناك ما يشي بأن الرئيس الأميركي، بايدن، في زيارته المنطقة، سوف يدعو إلى إنشاء "ناتو شرق أوسطي"، ما سيؤدّي إلى احتقانات في صفوف الرأي العام، غير أن الإدارة في واشنطن، ومعها مؤسسات البنتاغون والوكالات الأمنية، سوف تحبذ دمج إسرائيل تدريجيا.

تعتبر واشنطن مفهوم العالم العربي خطراً ومعيقاً لإسرائيل ولأهدافها الاستراتيجية، ولهذا هي تعمل على دمج إسرائيل في المنطقة عبر إقامة تحالف عسكري أمني بين إسرائيل وبعض العرب، لمواجهة إيران من جهة، وجعل الأمن الإقليمي مرتبطا بإسرائيل.