هلا البطراوي: أصغر فارسة في فلسطين

29 أكتوبر 2015
هلا البطراوي: أصغر فارسة في فلسطين (العربي الجديد)
+ الخط -
رغم صغر سنّها الذي لم يتجاوز بعد ست سنوات إلا أن الطفلة هلا البطراوي حفرت اسمها كأصغر فارسة لقفز الحواجز في فلسطين. في نادي الجواد للفروسية غرب مدينة غزة، تدربت هلا على قفز الحواجز واكتسبت مهارات التعامل مع الخيل الأصيل؛ حيث استطاعت أن تتخطى عمرها الزمني وتقفز عن حواجز تعدى ارتفاعها المتر والنصف، ما جعل مدربها أحمد عبد العال يعلمها دروساً متقدمة في القفز لارتفاعات أكبر.


لكن ما يزيد من تعلّق هلا علاقتُها التي تجمعها مع فَرَسها ذات اللون البني "زينة" كما تحب أن تطلق عليها، تقول: "أحب فَرَسي زينة كثيراً، لأنها صديقتي". ولم تقتصر علاقة هلا بالخيل بمجرد ركوبه والتمرن عليه بل تجاوزت ذلك، فهي دائماً ما تعتني بخيلها، تطعمه، وتهتم به، وتسرّح شعره.

وقبل دقائق معدودة فقط من التدريب وأثناء ترتيب زينة وإطعامها تحكي هلا بداية عشقها لركوب الخيل، "رافقت شقيقي يوسف 10 سنوات كثيراً لنادي الجواد للفروسية أثناء تعلمه مهارة ركوب الخيل، ونال ذلك إعجابي، وأحببت أن أقلد شقيقي وأخوض التجربة".

حينئذ ألّحت هلا على والدها كمال البطراوي بأن يصحبها ويوسف لتعلم مهارة القفز، فوافق الوالد. وعلى الفور سجل اسم طفلته هلا في نادٍ للخيل، وهنا بدأت الحكاية التي دفعت الوالد لأن يفرغ من وقته ساعتين لاصطحاب أبنائه إليه، يقول: "بالفعل تكحلت عينا هلا وهدأ بالها وأصبحت خيلها زينة حاضرة حتى على موائد الطعام والجلسات العائلية".

تتوجه هلا ما يقارب ثلاث أيام أسبوعياً لنادي "الجواد" للفروسية غرب مدينة غزة، وتتمنى أن تمتلك جواداً خاصاً بها في منزلها، وتقول والدتها: "تسارع هلا بمجرد عودتها من المدرسة لحل واجباتها ومذاكرة دروسها، وتبدأ بعدها بالإلحاح على والدها للتوجه إلى النادي".

ويبدو أن جرأة هلا وحبها لخوض المغامرات والتجارب الجديدة –بحسب والدتها- كميزة لها بين أقرانها كان سبباً في إصرارها على تحقيق أهدافها.

وعندما جاء وقت التمرين الذي تنتظره طويلاً، ارتدت هلا قبعتها السوداء، وربطت على رقبتها شريطة بيضاء، ثم تناولت عصاها الصغيرة وتوجّهت لإسطبل الخيل، وسارت بفرسها إلى ساحة النادي لتكمل تدريبات قفز الحواجز، وانطلقت متخطية الحواجز بكل جرأة ورباطة جأش.

ويؤكد مدربها الكابتن أحمد عبد العال بعد الانتهاء من التمارين أن هلا ورغم صغر سنها إلا أنها "أثبتت جدارتها واجتازت ارتفاعات أكبر من عمرها خلال 3 شهور حيث تعلمت على حركات القفز وفن التعامل مع الخيل وكيفية الصعود على ظهره".

وطلب مدربها عبد العال من هلا المشاركة بعد ذلك في بطولة استعراضية "تجريبية" ليتأكد من قدرتها على المنافسة، وبالفعل حصلت على درع "أفضل أداء بين الفارسات المشاركات".
في هذه الأثناء بدأ والد هلا يفكر بخطوات عملية فبحث على محرك البحث "غوغل"، عن اسم أصغر فارسة لقفز الحواجز فوجد أنها تبلغ من العمر 9 سنوات ومسجلة في موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية.

وبسرعة طلب الوالد من مدرب هلا أن يصورها وهي تقفز الحواجز المرتفعة، ولم تمض أيام حتى وأُرسل مقطع للفيديو إلى إدارة الموقع الرئيسي بلندن.

أعاد والد هلا تواصله مع إدارة غينيس، أخبروه أنّهم أرسلوا اسمها إلى فرع الشرق الأوسط في إمارة دبي في دولة الإمارات العربية المتحدة، وكتبوا على موقعهم الرئيسي "انتظروا هلا البطراوي".

وتبذل أسرة هلا جهوداً لأن تحقق طفلتهم طموحها الذي لا تزال تردده بأن يسجل اسمها بموسوعة غينيس للأرقام القياسية لتصبح أصغر فارسة قفز حواجز في العالم، لتستفيد من التجارب الدولية.

كما أن لذلك من وجهة نظر هلا وعائلتها إثبات بأن الفلسطيني المحاصر في غزة منذ تسع سنوات أو يزيد قادر على العيش والحياة بل والتتويج في المحافل الدولية لا تمنعه ظروف ولا تحد من طموحاته عقبات.

(فلسطين)
دلالات
المساهمون