صقلية.. بوابة العرب على أوروبا

07 ديسمبر 2014
شكلت صقلية ملتقى للثقافة العربية والأوروبية(العربي الجديد)
+ الخط -
كان للوجود العربي في صقلية، واتخاذ باليرمو مركزاً لهم، حيث انتشرت المدارس ومعها نقل العرب ترجماتهم للعلوم إليها، أثره الكبير في انتقال أوروبا من العصور الوسطى إلى أخرى مختلفة تنهل من ثقافة وعلوم العرب وترجماتهم. 

والوجود العربي في صقلية لم يمس بعادات وتقاليد وقوانين وحرية أهلها، ما ساهم في تبني الصقليين للغة ولهجة عربية ما زالت بعض آثارها حتى يومنا. 

لعب موقع صقلية وتجارتها مع بقية أنحاء إيطاليا وأوروبا دوراً في نقل الكثير ممّا جاء به أو نقله العرب إلى هذه الجزيرة، ومثلما كان للوجود العربي في الأندلس أثره، لا يمكن أن ننسى هنا الفن المعماري والأقمشة المزركشة. 

وتزايد الاهتمام بالزراعة حين أدخلوا إليها زراعة قصب السكر والكتان والزيتون واشجار الفاكهة المختلفة والخضروات التي ساعدت خصوبة أرض صقلية في نموها. والعرب أيضاً استخرجوا المعادن من أرض صقلية واقاموا مصانع الورق والنسيج فيها. 

علوم كثيرة أخرى حملها العرب معهم، كالحساب والكيمياء والأرقام، ساهمت في تسهيل حياة الأوروبيين لاحقاً، وخصوصاً بعدما شعر هؤلاء بالفرق بين حالهم وحال الآخرين الذين عاشوا في ظل وجود عربي. 

كان للملك فريدريك الثاني، وهو حفيد روجار الثاني، ووريث عرش ألمانيا من والدته وعرش صقلية من أبيه، دور في نفوذ النورمانديين في إيطاليا وصقلية والاعتماد على الثقافة العربية وحضارتها. 

كما أن بناء جامعة نابولي في جنوب إيطاليا واعتماد مؤلفات ابن رشد وغيرها، أحد آثار العرب، وهي الجامعة التي تخرّج توما الاكويني منها والذي ساهم في نشر الفلسفة والثقافة الشرقية في أوروبا. دون نسيان أن جامعة باريس اعتدمت على ما احتوته جامعة نابولي من مؤلفات وترجمات.
المساهمون