البوصلة إلى وجهتها الأولى

20 سبتمبر 2015
كمال بُلّاطه، مائية وحبر الصيني على ورق، 1966(مقطع)
+ الخط -

يصدر هذا العدد من "فلسطين العربي الجديد" وسط حالة يرافقها شعوران متناقضان، الأول غضب وإحباط من حالة انتهاك متواصلة متصلة تترك أهل البلاد العزّل في مواجهة مع نظام استعماري متقدّم في منهجيات قضم الوجود الفلسطيني، والثاني شعور بالاعتزاز لأن الناس رغم جميع التقنيات الفاشية الممارسة ضدها -عبر عقود- ما زالت تقاوم وبشكل يجعل المحتل يُصدم كل مرة وهو يتساءل عن هذه الطاقة العصية على التجفيف.

تبدو أحداث القدس استعجالاً صهيونياً لعملية أسرلة المدينة التي قرّت عليها السياسات الإسرائيلية منذ احتلال شطرها الثاني عام 1967. "التسريع" يبدو إمعاناً في استثمار الحالة السياسية الفلسطينية المتآكلة ومن خلفها لحظة عربية مكتظة بالتراجعات.

ولا منجاة في واقع كهذا دون إعادة البوصلة الوطنية إلى وجهتها الأولى، أي فكر التحرر الوطني ولغته الحيّة وصوابه الأخلاقي، إذ بدونه لا يعود ثمة معنى لقرن كامل مليء بالتضحيات التي بذلها الشعب العربي الفلسطيني دفاعاً عن أرضه وحريته ودفاعاً عن مشروع التحرر العربي ومستقبل إنسان هذه المنطقة.

إن فكر التحرر والتحرير ليس شعاراً وبمستطاعه -وهو يعلي سقف الخطاب السياسي- أن يرى البنى المجتمعية واللبنات الصغيرة التي بفضلها تتصل أسباب الصمود بأسباب التحرير.


الملحق بنسخته الورقية 

دلالات