خطر الأزمة السورية على المستقبل الأكاديمي

04 مايو 2016
جيل بأكمله دفن مستقبله الأكاديمي تحت الثرى(Getty)
+ الخط -
بينما تحتل أزمة اللاجئين السوريين عناوين الأخبار في الصحافة العالمية، تتوارى خلف هذه الأزمة أزمة أخرى تتعلق بجيل بأكمله انقطع عن التعليم ودُفن مستقبله الأكاديمي تحت الثرى.

إن حجم المشكلة - بحسب رئيس مؤسسة التعليم الدولي (IIE) آلان جوودمان - غير مسبوق، فالتعليم العالي في سورية كان يحوي عشية الصراع في سنة 2011 نحو 350000 طالب جامعي وأكثر من 8000 محاضر وأستاذ. 
الآن بعد مرور نحو خمس سنوات نجد أنّ ما يقرب من 2000 أستاذ أكاديمي ومئات الآلاف من الطلاب يعيشون في معسكرات اللاجئين في تركيا والأردن، وآخرين كثيرين مفقودون وسط الملايين من النازحين السوريين.

يذكر جوودمان في تقرير نشر على الـ BBC أنه "في العراق حين تمّ اغتيال أساتذة الجامعات وساد العنف بصورة سيئة بقيت الجامعات مفتوحة تستقبل الطلاب ليكملوا مسيرتهم العلمية، أمّا في سورية فالأمر مختلف كليةً فالجامعات عادةً تُقصف وتُدمّر عن عمد".
ويُضيف قائلاً "إن المجتمع الدولي بدأ مؤخراً يُقدر عمق المشكلة ومدى احتياج التعليم العالي لأن يكون جزءاً من عملية إعادة الإعمار والبناء بعد الحرب الحالية".



الطالبة سناء
تقول سناء مصطفى – طالبة جامعية سورية في السنة النهائية بكلية بَرد الأميركية - إنها كانت تدرس الاقتصاد بجامعة دمشق وتمّ احتجازها من قبل الشرطة السورية بعد مشاركتها في مظاهرات ضد الحكومة في 2011 ثم تمّ إطلاق سراحها في 2013، فذهبت إلى لبنان وشاركت في ورش العمل التي تبحث سُبل إقرار السلام، وبينما هي هناك استطاعت الحصول على فرصة للدراسة ضمن برنامج تعليمي لطلاب الشرق الأوسط بالجامعات الأميركية وبالفعل وصلت إلى جامعة روجرويليام بواشنطن في صيف 2013.

وتحكي سناء عن فرارها قائلةً "كان يُفترض أن أبقى في سورية شهرين حتى أُنهي دراستي الجامعية لكن بينما أنا هناك تمّ احتجاز أبي، وأمي وأختاي ذهبن إلى تركيا وأنا كنتُ على وشك الانتهاء من آخر فصل دراسي ولكنني لم أستطع الاستمرار لأن إنقاذ حياتي كان الأهمّ، فبدأت الانتقال من مكان لآخر، حتى إنني أقمت في تسعة أماكن مختلفة على مدار عام واحد، لم أنعم أبداً بسرير أعتاد عليه وكنت أُقيم عادةً وسط أُناس لا أعرف منهم أحداً وبلا أي نقود حتى ولا درهماً واحداً".

أما الدكتور طلال الميهني أستاذ الأعصاب بقسم العلوم العصبية في جامعة كامبردج، والذي ترك سورية عام 2011 فيقول إنهَ في جامعته السابقة بسورية كان المخبرون منتشرين في كل مكان، فلم يكن المناخ مناخاً تعليمياً على الإطلاق.



شعاع أمل
لكن هناك شعاع أمل ينطلق دائماً، فمؤسسة التعليم الدولي IIE تعمل على إنقاذ الطلاب من سورية ومساعدة اللاجئين، حيث يعمل صندوق دعم الطلاب بـ IIE بالتعاون مع أحد المراكز التابعة للحكومة الفنلندية CIMO على إطلاق مُخطط يسمح للطلاب السوريين باستكمال دراستهم في الجامعات الفنلندية.

يقول جيمس كينج مساعد مدير صندوق الدعم بالمؤسسة: "إن اختيار الطلاب أمر صعب وعملية فيها كثيرٌ من التحدّي، إذ إن أي استمارة تقديم لطالب تتطلب إرفاق سيرة ذاتية، ومرجع، ونماذج لمنشورات علمية - وكل ذلك مستحيل توفُّره لكثير من الطلاب لأن مثل هذه الأوراق والمستندات إمّا فُقدت أو حُجبت".

ألمانيا أيضاً لها النصيب الأكبر في الجهود المبذولة لمساعدة الطلاب السوريين، ففي 2014 حصلت الهيئة الألمانية للتبادل الثقافيDAAD على منحة بلغت 7.8 ملايين يورو لتوفير مِنح دراسية لـ 200 طالب، وقد تلقّت ما يزيد عن 5000 استمارة تقديم لهذه المنح، وأكثر من نصفها من داخل سورية.

ويقول د. كريستيان هلشورستر - مدير الـ DAAD في الشرق الأوسط "أعددنا لجنة من 25 أستاذاً ألمانياً سافرت لمدة ثلاثة أسابيع لعمل مقابلات للطلاب في إسطنبول وبيروت والقاهرة وأربيل". "هؤلاء الطلاب يدرسون الآن في جامعات ألمانية".

(مترجم بتصرف من موقع البي بي سي، مساحة التعليم الدولي)



المساهمون