جنون الأسعار ينغص على المصريين فرحتهم بعيد الفطر

04 يوليو 2016
المسحراتي يجوب الشوارع في مصر (محمد الشاهد/ فرانس برس)
+ الخط -
أيام قليلة ويستقبل الشعب المصري عيد الفطر، والذي يتزامن هذا العام مع ارتفاع متواصل في الأسعار وانخفاض في قيمة الجنيه أمام الدولار وتدني قيمة الأجور.
يقول عضو الغرفة التجارية ورئيس شعبة الحلويات صلاح العبد في تصريحات إن هناك ارتفاعاً في أسعار الكعك والبسكويت عن العام الماضي بنسبة تتجاوز 10%، وذلك بسبب ارتفاع أسعار مكوناته من السمن والدقيق والبيض والحليب، بالإضافة لارتفاع أسعار النقل والعبوات الكرتونية وغيرها.
يلفت العبد، وهو صاحب أشهر محلات الكعك والبسكويت في مصر، إلى انخفاض الإقبال على مستلزمات العيد، وتراجع الاستهلاك من قبل آلاف المصريين، بنسبة 20%، لافتاً إلى أن قيمة استهلاك المصريين العام الماضي وصلت لـ 70 ألف طن من الكعك، ومن المتوقع أن تنخفض نتيجة زيادة أسعار الدقيق والزيوت والسكر. ويؤكد العبد أن زيادة أسعار الكهرباء في الفترة الماضية وقيام الحكومة برفع الأسعار المحاسبية لشرائح الكهرباء أدت إلى ارتفاع التكلفة الإنتاجية النهائية للمنتج، مما أحدث زيادة في الأسعار، يتحملها التجار والصناعيون والمواطنون بدرجات متفاوتة. حيث تم تخفيض الإنتاج بما يقرب من 40% خشية التعرض لخسائر كالعام الماضي.
يقول مقرر حملة "بلاها كعك" علي العصيري، إن تقرير الغرفة التجارية المصرية عن نسبة الارتفاع في أسعار الكعك والبسكويت وخلافه غير دقيق، لا سيما أن سعر كيلو الكعك العام الحالي يتراوح ما بين 60 و250 جنيهاً مقابل 40 إلى 120 جنيهاً العام الماضي، ما يعني أن قيمة الارتفاع في أسعاره وصلت لما يزيد عن 30%، لافتاً إلى أن هناك العديد من الأسباب التي تؤدي لارتفاع الأسعار أهمها غياب الرقابة على الأسواق، واستغلال إقبال فئات بعينها على منتجات الحلويات خلال فترة العيد. وهو ما دفع بعض المحلات الشهيرة في مصر إلى الإعلان عن كيلو كحك يصل إلى 700 جنيه، بحجة أنه وضع في كأس مرتفع الثمن. ويوجه العصيري دعوة للشعب المصري بالامتناع عن شراء حلويات العيد، للقضاء على استغلال التجار المواسم والأعياد، مؤكداً أن الامتناع عن شراء السلع التي يحدث بها ارتفاع كبير يؤدي على الفور لانخفاض سعرها في الأسواق.

تقول ربة المنزل فوزية عبد الرحمن، إنها لن تشتري كعك العيد هذا العام، مؤكدة أن الأسعار مبالغ فيها، وأن الغالبية العظمى من الأسر المصرية أنهكت تماماً خلال شهر رمضان، نتيجة للارتفاع الجنوني في أسعار كافة السلع. وتلفت عبد الرحمن إلى أن العيد لن يأتي على ملايين الأسر هذا العام، نتيجة للارتفاع الجنوني في الأسعار. مشيرة إلى أن الشوارع المزدحمة بالمواطنين لا تدل على الإقبال على شراء ملابس العيد كالمعتاد، بل إن الغالبية العظمى من المواطنين يتجولون ولا يقومون بشراء الملابس التي ارتفعت أسعارها بنسب قياسية.
وكانت شعبة الملابس الجاهزة قد أصدرت تقريراً أكدت فيه على أن ارتفاع سعر الدولار في السوق السوداء خلال الفترة الماضية، والذي تجاوز 11 جنيهاً، أدى إلى ارتفاع أسعار الملابس المحلية والمستوردة على السواء بنسبة لا تقل عن 30% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وقالت الشعبة إن نسبة الإقبال على الملابس في موسم عيد الفطر ضعيفة على غير المعتاد، بسبب ارتفاع الأسعار. وإن الملابس التي تم بيعها أقل من نصف البضائع الموجودة في المخازن.
ويؤكد صاحب أحد محلات الملابس الجاهزة ويدعى جوزيف فابلوس، على أن المخازن تغص بالبضائع، نتيجة لعزوف عدد كبير من المصريين عن التسوق للعيد هذا العام، خاصة ملابس الأطفال، والتي تشهد ارتفاعاً غير مسبوق بالسعر بسبب ارتفاع الدولار، ورفع قيمة الجمارك على الغالبية العظمى من السلع، سواء كانت ملابس أو أقمشة أو جلوداً، بالإضافة لارتفاع تكاليف الإنتاج من طاقة ونقل وأيدٍ عاملة. أما أسعار الأحذية فتشهد ارتفاعاً ما بين 15 و30%.
المساهمون