الفندقة في العراق: لا تنافسية ولا استراتيجيات استقطاب

14 مارس 2016
ارتفاع أسعار الفنادق في العراق (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -
هنا بغداد. مدينة الإبداع الأدبي، وفق "اليونسكو" في عام 2015. تصنيف لم ينعكس إيجاباً على القطاع السياحي، لأسباب عديدة، أهمها ارتفاع أسعار الفنادق في هذه المدينة مقارنة مع مدن أخرى توجت أيضاً كمدن إبداعية في التاريخ ذاته، منها مدينة لفيف الأوكرانية. حيث تصل أسعار المبيت ليلة واحدة في فندق مصنف ثلاث نجوم في "لفيف" إلى نحو 28 دولاراً، في مقابل أسعار تبدأ من 50 دولاراً لليلة الواحدة وترتفع إلى 60 دولاراً في بغداد. وحتى في المدن المجاورة للعراق، مثل مدينة إسطنبول التركية، فإن الأسعار أيضاً تراوح بين 30 و33 دولاراً.
يوجد في العراق وفق بيانات هيئة السياحة، والتي حصلت "العربي الجديد" على نسخة منها، 1312 فندقاً منها 175 فندقاً في العاصمة بغداد و380 فندقاً في إقليم كردستان، والباقي في المحافظات الأخرى، بينما تحتل محافظة كربلاء المركز الأول في عدد الفنادق حيث يوجد 382 فندقاً وبعدها النجف بنحو 286 فندقاً.

وقد دخل البلاد في العام الماضي ما يقارب مليوني سائح، وفقاً لإحصاءات وزارة الداخلية، أغلبهم ذهبوا إلى الأماكن الدينية.
يقول هشام الكناني مدير أحد الفنادق في محافظة كربلاء لـ "العربي الجديد"، "إن عمل الفنادق في العراق وتحديداً في المناطق ذات الطابع الديني يعتمد على السائح، حيث تراوح أسعار الإقامة في الليلة الواحدة بين 50 دولاراً إلى 100 دولار مع تقديم وجبتي طعام". ويضيف: "نستثمر بشكل جيد، الأيام التي تشهد مناسبات دينية، حيث ترتفع قيمة الغرفة في الليلة الواحدة من 50 دولاراً إلى 100 دولار"، معللاً أسباب ارتفاع الأسعار إلى "عدم استيعاب الفنادق جميع السائحين وقطع الطرق وانقطاع التيار الكهربائي لساعات متواصلة وزيادة عدد العاملين".
أما الخبير السياحي ومدير إحدى شركات السياحة العاملة في بغداد، محمد الدليمي، فيقول لـ "العربي الجديد": "يعتبر العراق من البلدان الخطيرة بسبب انتشار الجماعات المسلحة، وخروج ثلث مساحته عن سيطرة الدولة، مما قلل من نسبة قدوم السياح الأجانب بشكل كبير جداً"، لافتاً إلى أن "السائح الأجنبي لا يفضل للمجيء إلى العراق دون وجود جهة تضمنه بعدما تعرض العديد منهم إلى القتل والاختطاف".
ويضيف: "هذه الأسباب تؤدي إلى ارتفاع أسعار الليلة الواحدة في الفنادق حيث تصل في العاصمة بغداد إلى 250 دولاراً كونها أماكن محصنة أمنياً، بينما في المحافظات الأخرى تنخفض إلى 100 دولار أو 150 دولاراً"، مشيراً إلى أن "السائح العربي وتحديداً السائح من دول الخليج ينفق ما يقارب خمسة آلاف دولار في الأسبوع الواحد لتسديد فواتير الفنادق والشركات الأمنية التي توفر له الحماية عند انتقاله من مكان إلى آخر بالإضافة إلى تكاليف الطعام".
ويفضل الأجانب زيارة محافظة كربلاء لزيارة المراقد الدينية، حيث يؤكد السائح البحريني علي سلمان لـ "العربي الجديد"، أن السائح العربي يفضل القدوم عبر شركات السياحة لأن تكلفتها رخيصة، حيث تصل تكلفة الإقامة لأسبوع إلى 1800 دولار"، مبينا أنه عندما يأتي بمفرده، فإن المبلغ يرتفع إلى ضعفين أو ثلاثة أضعاف. ويقول "إن الفنادق التي نسكنها ليست من الدرجة الأولى، وإنما فنادق عادية جداً، وأجورها مختلفة، وذلك بسبب العشوائية التي تسيطر على هذا القطاع".
من جهته، يقول رئيس هيئة السياحة محمود الزبيدي لـ "العربي الجديد"، إن موضوع ارتفاع أجور الإقامة في الفنادق طبيعي جداً وهذا يحدث في أيام المواسم السياحة والدينية، ففي الأيام العادية تتوقف الفنادق عن العمل، وعليها تسديد الضرائب والرسوم للدولة".
أما الخبير الاقتصادي الذي يعمل في هيئة المستشارين التابعة للحكومة، ميثم لعيبي، فيعتبر أن "ارتفاع أجور الإقامة في الفنادق أمر طبيعي جداً، ويحدث في كل دول العالم لأنه قطاع موسمي"، مضيفاً أن "ارتفاع الأسعار يعتمد على زيادة الطلب، في حين تنخفض الأسعار مع انخفاض الطلب".

اقرأ أيضاً:معادلة العراق: الإبداع ممنوع، الفساد مقبول
المساهمون