دراسة: 72% من المهاجرين يُدفع بهم نحو الحدود التونسية دون رغبة منهم

23 يوليو 2024
وقفة احتجاجية لرفض قيام تونس بدور شرطة الحدود لأوروبا، مايو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- كشف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن 72.2% من المهاجرين الذين وصلوا إلى تونس دُفع بهم نحو الحدود دون رغبة منهم، حيث مثلت الحدود البرية مع الجزائر وليبيا بوابات الدخول الرئيسية لأكثر من 83% من الواصلين.

- الحروب والتغيرات المناخية كانت الدافع الرئيسي للهجرة، حيث هاجر 64% من المهاجرين هرباً من الأنظمة القمعية و54% بسبب التغيرات المناخية والجفاف.

- الدراسة أشارت إلى أن 67.7% من المهاجرين لم يشاركوا في محاولات هجرة غير نظامية خلال العام الماضي رغم رغبة أكثر من 80% منهم في المغادرة لسوء المعاملة.
كشف المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن نسبة 72.2% من المهاجرين الذين وصلوا إلى البلاد دُفع بهم نحو الحدود التونسية دون رغبة منهم، إذ مثلت الحدود البرية المشتركة مع الجزائر وليبيا بوابات الدخول الرئيسية لأكثر من 83% من الواصلين.
وبيّنت دراسة ميدانية أصدر المنتدى نتائجها، اليوم الثلاثاء، بمشاركة عيّنة من 379 مهاجراً، أن 60% من المهاجرين وصلوا قادمين من الحدود البرية الجزائرية، بينما مرّ 23% منهم من طريق الحدود الليبية.
وقال المهاجرون المُستجوبون في العيّنة، إن 44% منهم وصلوا إلى تونس قادمين من 23 دولة أفريقية مشياً على الأقدام في مسار هجرة استغرق نحو 14 شهراً. ووفق الدراسة، ينتمي أغلب المهاجرين الواصلين إلى تونس إلى فئة الشباب، ذلك أن 64% منهم تراوح أعمارهم ما بين 18 و28 عاماً، أغلبهم من الذكور بنسبة تصل إلى 72%.

الحروب والتغيرات المناخية دافعا الهجرة

وتعدّ الحروب في بلدان المنشأ والتغيرات المناخية الدافع الأول للهجرة وفق الدراسة، ذلك أن 64% منهم هاجروا من بلدانهم هرباً من الأنظمة القمعية، بينما هاجر 54 بالمائة بسبب التغيرات المناخية والجفاف.
ويشرح المتحدث باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، رمضان بن عمر، أن "تونس ليست الوجهة الأساسية للمهاجرين، بل تُعَدّ جزءاً من مسار هجرة تكون إيطاليا النقطة النهائية فيه". وقال بن عمر في تصريح لـ"العربي الجديد": "إن المهاجرين الذي استُجوِبوا في ثلاث محافظات رئيسية، وهي العاصمة تونس وصفاقس ومدنين، أكدوا بنسبة تفوق 79% أنهم يريدون العبور نحو الضفة الشمالية للمتوسط، ذلك أن بقاءهم في تونس مسألة وقت".

مهاجرون نحو الحدود التونسية

وأضاف أن "الاعتراض المكثف لمراكب الهجرة وصدّ المهاجرين لمنعهم من الوصول إلى إيطاليا، في إطار اتفاق الهجرة الموقع بين تونس أوروبا، أدى إلى إطالة أمد بقاء المهاجرين في تونس". وأكد بن عمر أن "نتائج الدراسة الميدانية أشارت إلى أن 67.7% من المهاجرين المستجوَبين لم يشاركوا في محاولات هجرة غير نظامية خلال العام الماضي، رغم أن أكثر من 80% منهم يرغبون في المغادرة لسوء المعاملة التي يتعرضون لها من قبل السلطات التونسية، بحسب قولهم".
وتشير الدراسة إلى أن 53.2% من المهاجرين لا يستطيعون العودة إلى بلدانهم، وأن السودان يتصدر قائمة البلدان الأفريقية الأكثر تصديراً للمهاجرين بنسبة تزيد على 14%، تليها غينيا كوناكري، بينما تحتل دول موريتانيا وإثيوبيا وإريتريا المراتب الأخيرة".
وتشير الأرقام الصادرة عن المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية إلى 
أن "قلة قليلة من المهاجرين الواصلين إلى تونس لا يجيدون القراء والكتابة، بينما تصل نسبة الحاصلين على مستوى تعليمي ثانوي إلى 40.9%، فيما يحمل 28.1% مؤهلات علمية جامعية". كذلك بينت الدراسة أن المهاجرين ينقطعون عن التعليم ويتركون وظائفهم من أجل تحقيق حلم الهجرة، ذلك أن 30% منهم كانوا بصدد تلقي تعليمهم في بلدان المنشأ، كذلك 14% من المهاجرين المستجوَبين كانوا يشتغلون في وظائف قارة.  كذلك يمثل وجود شبكة أشخاص للمساعدة على البقاء في تونس من بين أسباب الاستقرار المؤقت للمهاجرين بنسبة تصل إلى 62%.
لكن الدراسة أشارت أيضاً إلى أن التوجه إلى الصيدليات والعلاج التقليدي من بين الحلول الأكثر تداولاً لدى المهاجرين الذين يتعرضون لمشاكل صحية، حيث لا يقبل 
سوى 14% منهم على العلاج في المستشفيات الحكومية، كذلك لا تتجاوز نسبة اللجوء إلى العيادات الطبية 12%. ويعتبر المشاركون في الدراسة أن الوضع المادي والخوف من الاعتقال من أبرز العوائق أمام التوجه إلى المؤسسات المعنية، لطلب العلاج.
المساهمون