3 عوامل ساعدت الحارس المغربي ياسين بونو على بلوغ العالمية

19 مايو 2022
نجم الحراسة المغربية ياسين بونو (مانويل سيرانو/Getty)
+ الخط -

بصم الدولي المغربي، ياسين بونو، حارس مرمى فريق إشبيلية الإسباني لكرة القدم على موسم كروي استثنائي من خلال أدائه الرائع في الذود عن مرمى الفريق "الأندلسي"، واقفاً سداً منيعاً في وجه المنافسين، ليؤكد أنه قفاز ذهبي اختار أن يسير على خطوات مواطنه العملاق بادو الزاكي.

واستطاع بونو، حامي عرين منتخب "أسود الأطلس"، أن يُنافس بقوة كبار القوم في الليغا على جائزة "زامورا" كأفضل حارس مرمى في الدوري الإسباني خلال الموسم الجاري، حيث لم تعد تفصله إلى تفاصيل صغيرة على التتويج رسمياً، وهو ما يتأكد خلال الجولة الأخيرة من المنافسات، رغم أن كل الأرقام والمعطيات تؤكد تفوق بونو على منافسه، تيبوا كورتوا، حارس مرمى ريال مدريد الإسباني.

ويُعتبر نجاح الحارس السابق لنادي الوداد الرياضي على المستوى العالمي، بمثابة مشوار يُعطي الكثير من الأمل ويفتح باب التفاؤل أمام جميع اللاعبين المحليين، ما جعل من بونو اسماً كبيراً في الساحة الكروية المغربية والعالمية. ولأن لكل نجاح عوامل وأسباباً، إليكم أبرز ثلاثة عوامل ساهمت في تألق بونو وتسلقه الدرجات بسرعة لبلوغ النجومية ثم دخول قلوب المغاربة على اختلاف انتماءاتهم الكروية.
 

البناء السليم والانضباط

تدرج ياسين بونو، صاحب الـ31 سنة، في الفئات العمرية لفريق الوداد الرياضي، إلى أن وصل إلى الفريق الأول، ليجد نفسه حارساً ثانياً في فريقه "الأم"، في أوج تألق نادر المياغري، الحارس الأساسي للوداد آنذاك، وهو ما دفع بونو إلى أن يستفيد من أسماء كبيرة ويُضاعف مجهوداته بحثاً عن فتح باب جديد في مشواره الكروي، ليختار صيف سنة 2012 الذي وقّع خلاله عقداً مع الفريق الرديف لنادي أتلتيكو مدريد، بمستحقات مالية أقل مما كان يتقاضاه مع الفريق "الأحمر"، إذ إن ذكاءه ورغبته دفعاه إلى التفكير في اكتساب تجربة جديدة تفتح له آفاقاً أكبر، عوض التركيز على المال خلال تلك المرحلة، مؤكداً طموحه الكبير، وواثقاً من إمكاناته وموهبته بين الخشبات الثلاث.

وسرعان ما خاض بونو تجارب أخرى، إما بنظام الإعارة أو البيع، بين أندية ريال سرقسطة وجيرونا، قبل أن يحطّ الرحال في إشبيلية، ولسان حاله يقول: "أستفيد من كل محطة، وأواصل البحث عن فريق يمنحني فرصة اللعب"، وهو العامل الرئيسي الذي ساهم كثيراً في تألقه، بعد أن اختار المنافسة واللعب، على المال أو البقاء حارساً احتياطياً في أي فريق.

الموهبة والعمل

لا يختلف اثنان على أن موهبة ياسين بونو ظهرت منذ التحاقه بالفئات السِّنية لنادي الوداد الرياضي، حيث كان لا يجد صعوبة في إقناع مدربيه باحترافيته وقدراته الكبيرة، ليتنبأ له كثيرون بمستقبل زاهر، ويُلقبونه بالزاكي الجديد، نسبة إلى العملاق بادو الزاكي، أحد أبرز حراس المرمى في تاريخ الكرة العربية، الذي يقتسم معه الموهبة والانتماء إلى الفريق "الأحمر"، بل حتى حركية الجسد، وهي عوامل دفعت بونو إلى العمل بجد لتطويرها، إذ يُجمع كل من لعب إلى جانبه على تفانيه في التدريبات منذ بداياته في المغرب، مروراً بجميع المحطات، ووصولاً إلى تجربته الحالية مع الفريق "الأندلسي"، حيث تنوعت ألوان أقمصة الأندية التي دافع عن ألوانها، وبقي عنواناً ثابتاً للعمل والاجتهاد.

الاختبارات الناجحة وحسن التعامل

نجح بونو إلى حد كبير في اختياره الأندية التي لعب لها، وإن لم يستقر به الحال طويلاً معها، إلا أنه استفاد من جميع التجارب التي خاضها، وكان من الأسماء التي تختار النادي والمحيط الذي ستوجد فيهما قبل التفكير في المال، إضافة إلى دماثة أخلاقه التي جعلته من الأسماء المحبوبة في الشارع الرياضي المغربي، إذ إن الجميع يُجمع على أن بونو نجح في حياته الشخصية وعلاقاته، قبل أن ينجح بين الخشبات الثلاث، كسد منيع تتكسر على يديه هجمات الخصوم، ليستحق جائزة "زامورا" عن جدارة واستحقاق.

المساهمون