شكري الواعر لـ"العربي الجديد": تونس قادرة على التتويج.. وهذه وصفة النجاح

24 يونيو 2019
الواعر يؤكد أن منتخب تونس سيذهب بعيداً (Getty/twitter)
+ الخط -
أثنى الحارس الأسطوري السابق للمنتخب التونسي لكرة القدم، شكري الواعر، على استعداد نسور قرطاج لمنافسات نهائيات كأس أمم أفريقيا لكرة القدم، والتي تحتضنها مصر اعتبارا من يوم الجمعة الماضي وحتى 19 يوليو/تموز المقبل.

وكشف الواعر، في حوار مع "العربي الجديد"، أن منتخب تونس قادر على الذهاب بعيدا في المسابقة، مشيرا إلى أهمية الحذر من منافسي تونس في المجموعة الخامسة من النهائيات. بل صرح الحارس المخضرم في حواره، معلنا عن أحقية الترجي الرياضي بلقب دوري أبطال أفريقيا.


المنتخب التونسي فاز في كل مبارياته الودية استعدادا لكأس أمم أفريقيا، ما هو تقييمك للمردود؟

تابعت باهتمام شديد وعن قرب كافة استعدادات المنتخب التونسي لكرة القدم، حيث شاهدت مباراتي العراق وبورندي في ملعب رادس، وأعتقد أن المنتخب جاهز للدخول بعزيمة الأبطال في أكبر مسابقة قارية والتي تقام كل عامين.

وبمواكبتي لكل ما يدور في كواليس المنتخب، وبتجربتي الخاصة في الملاعب الأفريقية مع نسور قرطاج سابقا، أعتبر أن المدرب الفرنسي استغل كل مستلزمات الاستعداد الجيد من المعسكرات، ووفر فرصا كبيرة لكل اللاعبين من أجل المشاركة في "الكان". وسعى الاتحاد التونسي لكرة القدم، بدوره، إلى توفير كل الظروف اللازمة للمنتخب، من كافة الجوانب اللوجستية والتفاوض مع الاتحادات لإجراء مباريات ودية على أعلى مستوى. ولاحظنا أهمية اللقاء الذي جمع منتخبنا بوصيف بطل العالم 2018، المنتخب الكرواتي، وما خرجت به كرة القدم التونسية من إنجاز أشاد به العالم، ما يعزز مكانتنا في صف كبار القارة.

أشعر بالرضاء التام عن لاعبي المنتخب التونسي في القائمة التي اختارها المدرب، وشاهدت عن قرب المستوى الجيد للمجموعة، فتحقيق الفوز في ثلاث مباريات دولية ودية، بهدفين في كل مباراة، يفسر مدى حسن الاستعداد لهذه التظاهرة التي ستستقطب أنظار العالم.

منتخبنا اكتسب الخبرة الكافية للعب على المراكز الأولى في كأس الأمم الأفريقية بمصر، فهو منتخب متجانس ومتماسك، وكل ما شاهدته في ملعب رادس من تناسق في اللعب وتقارب الخطوط دليل واضح على الرابط المشترك بين كل اللاعبين.

لا أخفي مطلقا أن هناك ثغرات في المنتخب، وهي ليست حكرا فقط على منتخب تونس، والمهم تفادي تلك الثغرات في المباريات الرسمية. إجمالا منتخب تونس مرشح بارز للوصول إلى نصف نهائي النسخة 32 لكأس أمم أفريقيا. وأعتقد أنه من المبكر الحديث عن النهائي، فهذا حديث سابق لأوانه، لأن كرة القدم ليست بعلم صحيح، والتكهنات والفرضيات لا تجدي نفعا وليست بالأمر الصحيح في مسابقة لا يتجاوز عدد المباريات فيها سبعة لكل منتخب. منتخب تونس يملك كل الإمكانات والظروف الجيدة للوصول بعيدا في النسخة العربية الحالية.

تحدثت عن الثغرات فهل يمكن أن تحصيها؟

الثغرات موجودة بالتأكيد، فمحور الدفاع ليس بالمثالي، واستطاعت المنتخبات المنافسة في المباريات الدولية الودية الأخيرة الوصول إلى المرمى بسهولة في أكثر من مرة. فلم يجد مدرب منتخب تونس، إلى حد الآن، التركيبة المثالية في المنظومة الدفاعية، وغياب المدافع الدولي للمنتخب، صيام بن يوسف، وقرار اعتزاله دوليا أضر بـ"مثالية" الرباعي الدفاعي، ما ترتبت عليه أخطاء كثيرة.

في السابق، كان الأسلوب الدفاعي مبنيا على بن يوسف، فمنذ تخليه عن مكانه لم نجد، حسب تقديري، التوازن في وسط الدفاع، ولم تعد هناك منظومة متجانسة ومتناسقة ومتكاملة مثل تلك التي كانت تمثل صمام الأمان لحراس المرمى.

إبعاد جناح الأهلي المصري علي معلول من المنتخب أثار الجدل، فهل تعتقد أن جيراس خسر لاعبا مؤثرا؟

علي معلول له خصال دفاعية وهجومية عديدة، ويملك قيمة ثابتة، جذب انتباه الجميع وله مكانة خاصة في قلوبنا، ويبقى قرار إبعاده شأناً يخص المدرب الفرنسي، لأني أجهل سبب إبعاده والاستغناء عن خدماته من المنتخب، ويبدو أن هناك شيئا ما حصل بينه وبين جيراس. ومن وجهة نظري، فإن جناحي المنتخب في القائمة الحالية أيمن بن محمد وأسامة الحدادي، بإمكانهما أداء نفس الدور لعلي معلول، نظرا لقيمتهما الفنية العالية وما صنعاه في الموسم الحالي مع فريقيهما الترجي الرياضي وديجون الفرنسي، والتزامهما بنصائح المدير الفني والعمل على تجسيدها في الميدان.


هناك منافسة شديدة على حراسة المرمى، من تتوقع أن يكون الحارس الأساسي في كأس أمم أفريقيا؟

جيراس في موقف لا يُحسد عليه، لديه ثلاثة حراس من طينة الكبار وأداؤهم متقارب، وفي النهاية عليه اختيار حارس أساسي فقط، وأعتقد أن الحراس الثلاثة مؤهلون لحراسة مرمى المنتخب في جميع المباريات المرتقبة، ويمكن لكل حارس منهم أن يكون أساسيا.

حارس الترجي الرياضي معز بن شريفية، يمر بمرحلة إيجابية مع قدوم رامي الجريدي، ومنافسته على الحراسة جعلها تشتد بينهما في الدوري والكأس ودوري أبطال أفريقيا، أما فاروق بن مصطفى فتم اختياره كأفضل حارس مرمى في الدوري السعودي، أما ثالثهم معز حسن فقد ظهر بمستوى قوي في كأس العالم في روسيا.

لأول مرة يغيب الحارس البلبولي عن كأس أمام أفريقيا، هل انتهت مسيرته مع النسور؟

قبل الدخول في تفاصيل دعوة الحارس الدولي أيمن البلبولي من عدمها، لنتفق جميعا في أن كرة القدم تحتاج للعب باستمرار ومن دون انقطاع، وهذا لم يكن لدى البلبولي على مدار العام  الحالي، غيابه عن المرمى أثّر سلبا عليه، مع تزامن نهاية عقده في النجم الساحلي الذي رافقته تبعات على الحارس ما ترتب بعد انتقاله إلى النادي الأفريقي مع بداية الدوري، وهناك لم يجد النسق الطبيعي للمباريات، إضافة إلى الإصابات المتعددة التي تلقاها.


حاليا البلبولي غير جاهز ليكون ضمن قائمة الحراس في المنتخب، فهو يحظى بتاريخ حافل بالمشاركات مع النجم والمنتخب في كبرى المسابقات الدولية، وسيبقى البلبولي من أبرز حراس المرمى في تاريخ كرة القدم التونسية، فله ثقله وعليه المزيد من العمل ليعود إلى إشعاعه.

 لماذا لم يستطع منتخب تونس رفع كأس أفريقيا ثانية؟

تأهل منتخب تونس للمرة السادسة تواليا إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا من دون الوصول إلى نصف نهائي البطولة أمر محير، سيعجل بالضغط على كل اللاعبين لتحقيق إنجاز جديد لكرة القدم التونسية. تاريخياً لم ترفع تونس التاج الأفريقي إلا مرة واحدة عام 2004 ولم نتأهل إلى النهائي على مدى ربع القرن الأخير إلا مرة فقط، وكنت من بين اللاعبين الذين ساهموا في إنجاز نهائي كأس أمم أفريقيا في جنوب أفريقيا عام 1996، قدرنا أن نبحث عن كأس ثانية، وبهذه المجموعة يمكن أن نحصل على لقب جديد من مصر بالذات.

 تقييمك لمنتخبات مجموعة تونس في "الكان"؟

أنغولا ومالي منتخبان لهما ما يكفي من الخبرة في كأس أمم أفريقيا وتعوّدا عليها، وأترقب مفاجأة من أحد المنتخبين. أما بالنسبة لكرة القدم الموريتانية لاحظت تقدما هاما لها، وتابعتهم كذلك في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم وفزنا بهدفين ذهابا وإيابا بشق الأنفس، فالاتحاد الموريتاني يعمل على بناء كرة القدم من القاعدة، والمرابطون تأهلوا عن جدارة إلى "الكان"، يجب الحذر من المنتخب الشقيق، ونتائجه الأخيرة خير دليل على تأهله المستحق. ومن المبكر الحديث عن نتائج المجموعة ولكل مرحلة خصوصيتها، فكل دور له حقيقته ومفاجأته.

ما هي الإضافة التي قدمها الاتحاد الأفريقي في زيادة عدد المنتخبات من 16 إلى 24 منتخبا؟

الاتحاد الأفريقي يعمل على تطوير مستقبل كرة القدم الأفريقية، وقد فكّر في كيفية بروز اللاعبين الأفارقة، لذلك فضل زيادة عدد المنتخبات من 16 إلى 24 منتخبا. أفريقيا أهم قارة مصدّرة للاعبين المحترفين إلى أوروبا، وزيادة المنتخبات سيجد اهتماما أكبر من الفرق الراغبة في الفوز بالنجوم الصاعدة في القارة.

نهائي دوري الأبطال بين الترجي والوداد لم يحسم بعد ودخل أروقة المحكمة الرياضية، ما تعليقك؟

ما حصل في النهائي فضيحة وغير معقول، أن يهضم حق الترجي في رفع كأس البطولة، سننتظر قرار المحكمة الرياضية لاسترجاع حقنا في اللقب الرابع.

الترجي يعيش عاما استثنائيا بمناسبة المئوية الأولى، كيف عشت الحدث؟

عام 2019 استثنائي ومثالي للترجيين، نعيشه مرة واحدة كل قرن، الترجي فاز بكل الألقاب الممكنة في كافة الفروع والاختصاصات، منها دوري أبطال أفريقيا على حساب الأهلي المصري، وأمنيتي أن تعود الكأس الرابعة لخزينة الترجي.

 

المساهمون