كشر بوروسيا دورتموند عن أنيابه في موسم 2018-2019، بقيادة مدربه الجديد السويسري لوسيان فافر. تسعة انتصارات وثلاثة تعادلات في 12 مباراة دون أي خسارة على الصعيدين المحلي والأوروبي. نتائج تؤكد عودة المارد الأصفر بقوة دون رحمة مع مجموعة من اللاعبين الشباب الموهوبين. ماذا فعل المدرب الجديد وكيف أصبح شكل دورتموند اليوم خصوصاً في الشق الهجومي.
صفقات قوية وقوة دفاعية
أعاد فافر شحن طاقات بوروسيا دورتموند بأفكاره التكتيكية المُميزة ونظم الصفوف من جديد بعد أن كانت مبعثرة بعد رحيل المدرب يورغن كلوب. منح لوسيان فافر هوية لدورتموند في الموسم الجديد، من البناء المنظم للهجمات مروراً بالصلابة الدفاعية وصولاً إلى القوة الهجومية والسرعة.
يُضاف إلى ذلك تعاقد بوروسيا دورتموند مع صفقات شابة قوية مثل البلجيكي أكسيل فيتسيل، الإسباني باكو ألكاسير والدنماركي توماس ديلاني. هذه الصفقات تأقلمت سريعاً مع المارد الأصفر وصنعت الفارق سريعاً على أرض الملعب، لا بل كان لها الفضل الأكبر في انتفاضة دورتموند. بالنسبة لفيتسيل وديلاني، فهما منحا خط الوسط صلابة أكبر وخصوصاً في الجانب الدفاعي حيثُ لعبا دور حامي ظهر الخط الخلفي الذي لا يملك خبرة كبيرة بسبب العناصر الشابة.
انتقل دورتموند من (4-2-3-1) الكلاسيكية مع المدرب الجديد إلى (4-4-1-1) أو (4-1-4-1) في الحالات الدفاعية (الصورة 1). ومن الملاحظات التكتيكية للفريق أن اللاعبين يضغطون بنسبة أكبر عندما يعود الخصم بالكرة إلى الوراء، حيثُ يضغط كمجموعة واحدة (الصورة 2).
(صورة 1)
(صورة 2)
يُضاف إلى ذلك إلى طريقة إغلاق خيارات التمرير لمدافعي الخصم، عبر تمركز ثلاثة لاعبين كما تظهر الصورة (3)، وهو الأمر الذي يُجبر المدافع على لعب كرة طويلة تنتهي بدون خطر كبير. بالنسبة لدورتموند فإن (4-4-1-1) أو (4-1-4-1) تُحافظ على شكل الدفاع المنظم وصلابته، إذ إن المدافعين يتحركون مع اتجاه الكرة ثم يتقدم أحد الأظهرة ليغلق المساحة أمام حامل الكرة ويترك ثلاثة مدافعين في مواقعهم الدفاعية المنظمة دون ترك للمساحات في الخلف.
(صورة 3)
هذا بالإضافة للمساندة الدفاعية من لاعب خط الوسط الذي يلعب بدور أقرب "لليبيرو" في الوسط ويُساند الأظهرة والأطراف للحد من خيارات التمرير أيضاً. بهذه الطريقة يغلق دورتموند منطقة الوسط تماماً ويُجبر خصمه على فتح الملعب ومن ثم الضغط كمجموعة لاسترجاع الكرة.
هجوم "مُكهرب"
مع المدرب فافر يبدأ دورتموند هجماته من الخلف بنسبة كبيرة، فمانويل أكانجي ودان أكسيل زاغادو يملكان المهارة الكروية التي تسمح لهما بمراوغة لاعبي الخصم والانتقال من الحالة الدفاعية إلى الهجومية بسرعة عبر لتمرير لفيتسيل المتواجد في الوسط.
يعتمد فافر على ماكسيميليان فيليب في الهجوم رغم أن المهاجم الإسباني باكو ألكاسير سجل ستة أهداف عندما دخل بديلاً. سجل ألكاسير 6 أهداف في 81 دقيقة وهو رقم قياسي في "البوندسليغا"، حيثُ كسر الرقم السابق المُسجل باسم ميتشي باتشواي الذي سجل أول ستة أهداف بعد 400 دقيقة.
هناك على اليمين جادون سانشو الذي بدأ يظهر في التشكيلة الأساسية لدورتموند، ويكفي أنه يتصدر قائمة صانعي الأهداف في جميع البطولات الأوروبية رفقة لاعب آخر برصيد ست تمريرات حاسمة.
أما ماركو رويس فهو "الورقة الرابحة" للمدرب، لأنه قادر على شغل مركز اليسار أو الوسط المهاجم، وهذا الأمر يمنح للمدرب قوة كبيرة في الهجوم بسبب مهارة اللاعب وذكائه في تمويل المهاجمين بالكرات الحاسمة. ولا يمكن إغفال تواجد شينجي كاغاوا أو ماريو غوتزيه أيضاً كخيارات في المقدمة.
يبدأ دورتموند صناعة الهجمات من الخلف دون تسرع وفجأة ينتقل إلى الحالة الهجومية بدون إنذار مستغلاً سرعة لاعبين والمهارة. يفتح لاعبو دورتموند الملعب بشكل مستمر ويسمحوا للظهير بالتقدم للمساندة الهجومية في معظم الحالات من أجل إحداث الكثافة العددية.
ومع تقدم الأظهرة يُركز دورتموند على تمرير الكرة نحو العمق وبالتالي إشغال منطقة الوسط قرب منطقة الجزاء (اندفاع الخصم نحو المنطقة – صورة رقم 4)، وبعد ذلك انتظار اللحظة المناسبة لإفراغ الأجنحة من المراقبة ثم الكرة العرضية السريعة والهدف.
(صورة 4)