لعبة الكراسي التدريبية شعار الموسم الجديد في الليغا الإسبانية

15 يونيو 2017
مدرب نادي إشبيلية الجديد (Getty)
+ الخط -
أكدت الليغا الإسبانية تفوقها على الجميع خلال السنوات الأخيرة، بعد وصول الفرق الإسبانية إلى المباريات النهائية في دوري الأبطال، مع بقاء المنافسة محلياً حتى الأسبوع الأخير بين العملاقين ريال مدريد وبرشلونة، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الفرق الأخرى كأتليتيكو مدريد وإشبيلية وأثليتك بلباو وسيلتا فيغو وريال سوسييداد، وتطور تكتيك الجدد كلاس بالماس وإيبار وألافيس.

يهتم مشجعو اللعبة بتفاصيل البطولة الجاذبة للنجوم، ويعتبر الموسم القادم مفصليا بالنسبة للجميع دون استثناء، بعد حركة التغييرات الكبيرة في مناصب المدربين، وقيام أكثر من ناد بتغيير المدرب. برشلونة ليس الفريق الوحيد الذي فعل ذلك، بل لحق به الآخرون ليكون هذا التوجه شعار الميركاتو الصيفي، توارت انتقالات اللاعبين قليلاً ودخل المدربون على الخط، وكأن الأمر أصبح أقرب إلى العدوى بعد استقدام البريميرليغ لكبار المديرين في السنة الفائتة.

إشبيلية الأساس
"لم أستطع رفض نداء الوطن، تدريب الأرجنتين حلمي كمشجع قبل أن أكون مدربا، لذلك قررت سريعا الموافقة على العرض"، تحدث سامباولي بقلبه قبل عقله ليوافق دون تردد على قيادة ميسي في كأس العالم 2018، ويعتذر لإشبيلية على إكمال رحلته في الأندلس، رغم ما قدمه خلال عامه الأول في أوروبا، من أداء مميز ونتائج جيدة على الصعيدين المحلي والقاري، حتى حصول فريقه على المركز الرابع بالليغا.

سامباولي لم يرحل بمفرده بل سبقه المدير الرياضي مونشي، الرجل الذي صنع أمجاد إشبيلية في الدوري الأوروبي، لتقرر الإدارة سريعاً الرد بنفس الفعالية، بإسناد مهمة الإدارة لأوسكار أرياس، الساعد الأيمن لمونشي خلال سنوات سابقة، وتقرر فنياً الرهان على إدواردو بيريزو مدرب سيلتا فيغو السابق، وبالتالي حافظت على نفس الأدوات السابقة، لأن أرياس عمل مع مونشي طويلاً، ويمكن تصنيف بيريزو بأنه أحد خريجي مدرسة الضغط العالي التي يندرج منها جورجي أيضاً.

عمل إدواردو لسنوات طويلة مع مارسيلو بييلسا، واستفاد من أفكاره وقدراته كثيرا، ليطبق جزء رئيسي منها في رحلته الأوروبية مع سيلتا. بيريزو برفقة خافيير تورينتي، كلاوديو فيفاز، وآخرين، عملوا جميعا ضمن أشهر طاقم فني في تاريخ الشيلي، والخطة الأشهر على الإطلاق في ملاعب الكوبا أميركا، 3-3-1-3. ولعب المدرب بطريقة هجومية واضحة لكن مع بعض التعديلات التي تناسب فريقه، ومدى قوة المنافسين في إسبانيا.

يلعب مدرب إشبيلية الجديد بمزيج بين 4-4-2 و4-3-3، بوجود رباعي خلفي، بينهما ثنائي على الأطراف يصعد كثيرا إلى الأمام، مع تغطية مستمرة من الارتكاز الدفاعي الصريح، الذي يتحول إلى الخط الخلفي من أجل تمديد الملعب، وجعل قلبي الدفاع أقرب إلى الأطراف. ويفضل الاستحواذ والسيطرة في المنتصف بثنائي متحرك بين الخطوط برفقة الثلاثي الهجومي الصريح الذي يبدأ بالرقم 9 وينتهي بالجناحين أسفل الأطراف، لتصب كل التوقعات في حفاظ إشبيلية على نفس النهج التكتيكي مع قدر بسيط من التغييرات.

بيتيس جديد
بعد موسم كارثي على جميع المستويات، قرر ريال بيتيس السير على خطى عدوه اللدود إشبيلية، بالتعاقد مع مدير فني جديد من هواة المبادرة، ليحصل على توقيع كيكي سيتيين المدرب السابق لبالماس. حوّل كيكي طريقة لعب فريقه إلى نسخة أكثر جمالية، ورغم مركزه المتأخر نتيجة البدايات السيئة بالموسم قبل الماضي، إلا أن بالماس استطاع تحدي الكبار بعد مواصلته بنفس النجاعة والجرأة، مع طريقة لعب مرنة بين 4-1-4-1 و 4-3-3 بين الهجوم والدفاع.

سيتيين من رجال اللعب التموضعي حيث استغلال الفراغات، ونقل الكرات من جهة إلى أخرى، أملا في تحريك الخصم وخلق المساحة الشاغرة خلف خطوط الضغط، من أجل الحصول على التفوق النوعي والعددي بعيدا عن غابة السيقان والرقابة الدفاعية. ونجح الرجل في تحقيق ما يريد على مستوى الأداء، نتيجة وجود مجموعة من اللاعبين المميزين في تدوير الكرات، مثل روكي ميسا وجوناثان فييرا وقلب الدفاع ليموس، لكن مع بيتيس الأمر مختلف بعض الشيء، نظرا لطريقة لعب الفريق ذات الصبغة الدفاعية الواضحة.

اختار كيكي فريقاً مغايراً لأفكاره، هو مدرب يريد الهجوم والسيطرة والانطلاق للأمام، بينما ريال الأندلس خصم دفاعي يعتمد أكثر على رد الفعل، لذلك تحتاج هذه الشراكة إلى وقت أطول للتكيف والنجاح. هي تجربة تشبه بعض الشيء الموسم الأول لغوارديولا في إنكلترا، حيث تنافر أسلوبه مع طريقة لعب البريميرليغ، وأخذ فترة طويلة حتى بدأ التعامل بشكل أفضل مع القواعد الجديدة، وهذا ما سيفعله سيتيين في البدايات وخلال فترة الاستعداد.

تعاقد بيتيس مع المهاجم ليون من أوساسونا، وأصر سيتيين على بقاء نجم الفريق داني سيبايوس، مع اقتراب إتمام صفقة المهاجم البرازيلي هنريكي دورادو، كذلك يريد المدرب جلب لاعب جديد في المنتصف، ليتمكن من ربط الشق الدفاعي بالهجومي، ومحاولة ضبط بوصلة الفريق الثاني في الأندلس خلال الفترة المقبلة بالليغا.

الرجل الثاني
تعاقد فالنسيا هو الآخر مع مارسيلينو، المدرب صاحب الشخصية القوية الذي صنع تاريخاً مميزاً برفقة فياريال، باعتماده على طريقة لعب 4-4-2 مع إغلاق مناطقه جيدا، ونقل الكرات بطريقة عمودية من الخلف إلى الأمام. ويعرف جمهور الخفافيش جيدا حاجة فريقهم إلى مدرب قوي تكتيكيا، لضبط عملية التحولات الضعيفة والاستفادة من المواهب الصغيرة بالفريق الرديف. ولا يعتبر تولي مارسيلينو قيادة فالنسيا أمرا غير متوقع، لكن المفاجأة هذا الصيف جاءت عن طريق فريقين آخرين، سيلتا فيغو وأتليتك بلباو.

أندية أخرى قامت بتغيير الطاقم الفني بالكامل، كسيلتا فيغو بعد قرار إدواردو بيريزو بخوض مغامرة جديدة مع إشبيلية، ليتعاقد الفريق الذي وصل إلى نصف نهائي الدوري الأوروبي مع خوان كارلوس أونزوي، مساعد لويس إنريكي في برشلونة وساعده الأيمن خلال مسيرته الإسبانية. ولم يكن أونزوي مجرد شخص يعمل بالجهاز الفني لبرشلونة، بل اعتمد عليه لوتشو بشكل شبه كلي في أمور تكتيكية عديدة، مع جعله المسؤول الأول عن متابعة المنافسين وتحديد نقاط قوتهم وضعفهم.

نشرت صحيفة "ماركا" خلال موسم الثلاثية مع إنريكي، تقريرا عن كيفية استغلال فريق برشلونة للكرات الثابتة في الفترة الأخيرة، وأكدت أن المدرب يلجأ منذ قدومه لبرشلونة لخطط كرة السلة من اجل إفساح المجال للاعب لا تتوقع دفاعات المنافس منه تنفيذ تسديدة أو رأسية من كرة عرضية، وكان خوان كارلوس هو السبب الرئيسي لتطور فريقه في ألعاب الهواء. ويعرف جمهور سيلتا فيغو المدير الفني جيداً، لأنه عمل من قبل مع إنريكي في النادي قبل انتقال الثنائي إلى برشلونة عام 2014.

أما أثلتيك بلباو فسار على نفس النهج لكن مع تعديل بسيط، حيث قرر المديرون المغامرة كعادتهم، بوضع كل شيء في يد مدرب الرديف خوسيه آنخيل زيجاندا، بعد ذهاب إرنستو فالفيردي إلى برشلونة. وعمل خوسيه الشهير بـ "كوكو" مع الفريق الباسكي منذ عام 2011، واهتم بتصعيد الشبان إلى الفريق الأول، مع تحسين مستوى المواهب الصغيرة، ليتعاون مع فالفيردي لعدة سنوات، ويستفيد قائد برشلونة الجديد من الأكاديمية القوية في تصعيد قرابة أربعة لاعبين كل موسم.

الجدير بالذكر أن بلباو نادٍ صاحب تقاليد خاصة جداً، إذ إنه يعتمد فقط على أبناء إقليم الباسك، ولا يُدخل الاحتراف إلى صفوفه، لذلك جاء قرار الرئيس خوسو أوروتيا بوضع كل ثقته في مدرب الفريق الثاني، في محاولة واضحة للحفاظ على نفس نسق اللعب، واستمرار الدفع بالصاعدين في التشكيلة الأساسية أمام عمالقة إسبانيا.

المساهمون