فساد كرة أميركا (12)... الحرب القانونية والطبية

03 نوفمبر 2015
حضور الـ "NFL" إلى المحكمة (العربي الجديد)
+ الخط -
يتناول الجزء الخامس من سلسلة تحقيقات فساد كرة أميركا الفترة السوداء التي قلبت القضية رأساً على عقب، وذلك بسبب تسريبات الزوجات وتحويل القضية إلى قضية رأي عام تدخل فيها الكونغرس الأميركي، ليذهب رئيس الـ "NFL" إلى مساءلة قانونية في المحكمة.

تقارير صحافية وهجوم إعلامي ضخم. زوجات الأبناء والشقيقات فتحن النار على الـ "NFL" بعد ارتفاع درجة الإنكار. اجتماعات وفوضى داخل مقر الاتحاد لأن النار بدأت تلامس الكبار. الكونغرس أصبح في وضع حرج وأجبرته الزوجات على فتح المحاكم للقضية والتحقيق أمام الرأي العام. الطب رفع مستوى الهجمات مستعملاً أساليب طبية مثبتة علمياً للتحذير من الخطر. وبعد سنوات طويلة من الإنكار فُتحت أبواب الجحيم على الـ "NFL".

الحلقة 12: الحرب القانونية والطبية
بدأت القنوات التلفزيونية الأميركية بالمقابلات مع الزوجات والأطباء والمعنيين بهذا الموضوع، لتفتح كل العيون على ما يحصل من فساد داخل الـ "NFL". هذا الأمر دفع بالكونغرس الأميركي للتدخل وفتح القضية في المحكمة لمعالجة قضية "الارتجاج الدماغي" بعد أن أصبح الرأي العام المُطالب الأول بمعرفة الحقيقة الكاملة.

إنه اليوم الأول من فتح القضية في المحكمة في أكتوبر/ تشرين الأول 2009، حضر الرئيس روجيه غوديل إلى المحكمة، وسط حضور إعلامي ضخم ونقل مباشر للأحداث التي ستحصل خارج المحكمة وداخلها لأن القضية لم تعد ملكاً خاصاً للاتحاد الأميركي لكرة القدم فقط، بل أصبحت قضية شائكة تضرُّ بالرأي العام وعلى الحكومة الأميركية معالجتها بأسرع وقت ممكن.

ومع بداية القضية في المحكمة وجه القاضي سؤالاً لغوديل عن إن كان يوافق على أن ضربات الرأس المتكررة تؤدي إلى مرض مُزمن في الدماغ، رد غوديل بطريقة غير مقنعة، ولم يجاوب عن السؤال أصلاً، لم يصرح بنعم أو لا، بل رفض الدخول في التفاصيل، وقال إن هذه القضية تحتاج إلى أطباء مختصين ليثبتوا هذه الفرضية الطبية، وبذلك يؤكد غوديل الشكوك في هذه القضية؛ لأنه لم يمنح القاضي أي جواب عن سؤاله، حتى إن القاضي سأله مرة ثانية "سألتك سؤالاً بسيطاً ولم أسمع الإجابة؟"، ليعود غوديل ويُصر على أن هذه الفرضية الطبية يجب أن يُناقشها أطباء مختصون في هذا المجال، وهذه ليس مهمته.

لكن الأكثر إثارة في هذه النقاشات داخل المحكمة هو حديث لجنة المحاكمة في المحكمة التي هزت كيان الـ "NFL" وغوديل نفسه، لأن العضوة في اللجنة ماكسين ويتيرز سألت أين أصبحت الدراسات الطبية؟ فمنذ سنوات والرأي العام يسمع بأن الاتحاد يدرس ويُحقق ولم يصل إلى نتائج طبية مؤكدة، فأين هذه الدراسات وأين أصبحت اليوم؟ هذه الأسئلة أصبحت برسم المحكمة والرأي العام. وهنا أصبح الرأي العام على يقين أن الـ "NFL" لا يريد الوصول إلى نتيجة ليست في صالحه أو توجه إليه أصابع الاتهام لناحية عدم صوغ قانون لحماية اللاعبين.

أما ليندا سانشيز العضو في اللجنة أيضاً فهي من فجّرت المحاكمة، عبر تشبيهها إنكار الـ "NFL" للضرر الدماغي بعمل شركات التبغ، والتي منذ نشأتها وهي تقول إنه لا توجد علاقة بين التدخين والأمراض، وهو الأمر المغلوط وغير المُثبت علمياً، وكأن سانشيز تقول لغوديل "لسنوات طويلة وليس هناك ربط بين ضربات الرأس والمرض الدماغي على الرغم من وجود مصابين، وخصوصاً من اللاعبين السابقين وتوجد أدلة على ذلك، والمختصر الصريح لسؤال سانشيز هو الإنكار".

وبعد جولات من المحاكمة قام الـ "NFL" بعدة طرق للهرب من المساءلة القانونية مستخدماً تقنيات بارعة في العلاقات العامة، أولاً عبر التبرع بنحو 30 مليون دولار لمؤسسة طبية لكي تجري الفحوصات الطبية للاعبين وكشف حقيقة إصابات الدماغ المُزمنة، وكأن الـ "NFL" قام بخطوة استباقية، وهي الإطالة في التحقيقات؛ لأنه ما زال يجري الدراسات الطبية وليس هناك أي دليل واضح.

اقرأ أيضاً: فساد كرة أميركا (11)... وفُتحت أبواب الجحيم
دلالات
المساهمون