يوفنتوس ونابولي وقصة تنافس كبير يشعل "الكالتشيو"

08 ديسمبر 2023
حماس كبير في مباريات يوفنتوس ونابولي (العربي الجديد/Getty)
+ الخط -

تفتتح، الجمعة، منافسات الأسبوع 15 من الدوري الإيطالي لكرة القدم بمواجهة قوية بين يوفنتوس صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب في الدوري المحلي، ونابولي بطل الموسم الماضي، الذي شهدت نتائجه تراجعاً كبيراً في الموسم الحالي رغم تغيير مدربه منذ فترة قصيرة.

وتقام المباراة على ملعب "أليانز ستاديوم" في تورينو، ويحاول فيها يوفنتوس الصعود مؤقتاً إلى صدارة ترتيب الدوري في انتظار نتيجة لقاء إنتر ميلان المتصدر مع أودينيزي، في وقت سيحاول فيه نابولي تدارك خيبة خسارته أمام الإنتر في الأسبوع الماضي، والإعداد للمواجهة الحاسمة في أبطال أوروبا أمام براغا الأسبوع القادم.

كما أن نابولي، الذي ابتعد عن المراكز الأولى في الترتيب، يسعى إلى التعويض والبقاء قريبا من الأندية التي توجد ضمن المراكز الأولى، حتى يضمن المشاركة في دوري أبطال أوروبا خلال الموسم القادم، معتمداً على نتائجه الإيجابية بعيدا عن ملعبه بما أنه حصد 7 نقاط فقط أمام جماهيره هذا الموسم، والهزيمة الأخيرة أمام إنتر ميلانو أكدت الصعوبات التي يواجهها الفريق، وذلك بعد أسبوع من انتصار مثير على أتلانتا بعيدا عن ميدانه.

وتُعتبر المواجهة بين يوفنتوس ونابولي واحدة من أقوى المباريات في الكالتشيو، التي تثير جدلاً كبيراً بحكم التنافس التاريخي بين الفريقين، وهو تنافس يتجاوز الإطار الرياضي باعتبار الفارق الكبير في رصيد كل فريق من التتويجات، حيث تميل الكفة بشكل كبير إلى "بيانكونيري"، ولكنه تنافس تُشعله العداوة التاريخية بين جماهير الفريقين، التي تزايدت في السنوات الأخيرة مع صعود أسهم فريق نابولي ليظهر منافسا وحيدا ليوفنتوس في الحصول على لقب الدوري.

ويعتبر موسم 2017ـ2018 الأكثر تنافساً بعد أن كان نابولي قريبا من إنهاء سيطرة يوفنتوس وهيمنته على الكالتشيو، ولكنه في النهاية لم يقدر إلا على الحصول على مركز الوصيف، في خيبة قوية لجماهير النادي التي تلقت صدمة قوية لاحقاً بعد أن قرّر مهاجمها الأول غونزالو إيغوايين تفعيل الشرط التسريحي في عقده وقبول عرض الانتقال إلى يوفنتوس، في واحدة من أكبر الصفقات في تاريخ الكالتشيو من حيث القيمة المالية أو تداعياتها على الصعيد الرياضي أو العلاقة بين الجماهير، إذ وجّه يوفنتوس ضربة قوية لنابولي بحرمانه من نجمه الأول، في استعراض قوة يظهر الصلابة المالية ليوفنتوس قياسا بوضع منافسه الذي لم يقدر على إقناع الهداف الأرجنتيني بالاستمرار معه.

وتشهد مباريات الفريقين، باستمرار، حدوث تجاوزات خطيرة بين الجماهير تجعل السلطات الإيطالية تتخذ إجراءات استباقية من أجل تفادي حدوث أعمال شغب وعنف، ورغم ذلك، لا تكاد تمرّ مباراة من دون أن تشهد أحداثاً خطيرة، مع تزايد الهتافات العنصرية في السنوات الأخيرة، حيث يكون الاستعداد لهذه المواجهة مختلفا عن المباريات الأخيرة، وخاصة من جانب جماهير فريق نابولي التي تعتبر الانتصار على يوفنتوس حدثاً.

ولعل المشهد الذي ظل عالقاً بأذهان الجماهير في إيطاليا، العام الماضي، هو رفض ماسيمو أليغري، مدرب يوفنتوس، مصافحة لوسيانو سباليتي مدرب نابولي، في أعقاب المواجهة التي تلقى فيها يوفنتوس صفعة قوية حيث انتصر نابولي بنتيجة (5 - 1) في واحدة من أكبر الهزائم التي مني بها يوفنتوس في تاريخه، وقد احتفلت جماهير نابولي بالفوز بطريقة مثيرة.

والتوتر الكبير في العلاقة بين جماهير الفريقين تعود أصوله إلى خلافات ثقافية وتاريخية مرتبطة بالصراع الدائر في إيطاليا بين مدن الشمال الغنية ومدن الجنوب التي تعاني صعوبات اقتصادية تاريخياً، غير أن الصراع الرياضي برز على الواجهة بشكل فعلي منذ عام 1984، ببروز قطب جديد يهدد سيطرة يوفنتوس، ذلك أن تعاقد نابولي مع الأرجنتيني دييغو أرماندو مارادونا شكل منعرجا جديدا في الدوري الإيطالي الذي كان يسيطر عليه يوفنتوس، ولكن نابولي أصبح حديث العالم بالصفقة التاريخية رياضيا وماليا حينها، وتحول إلى منافس قوي ليوفنتوس على لقب الدوري.

وفعلاً، فإن الصفقات الأخرى التي عقدتها إدارة نابولي جعلت الفريق يحصد الألقاب وأنهى هيمنة يوفنتوس، وتحول التنافس التاريخي بين المدينتين إلى الملاعب بأعمال شغب متواصلة واستفزاز بشكل كبير، وخلال تلك الفترة، كان الصراع بين نابولي بقيادة الساخر الأرجنتيني ويوفنتوس بقيادة الفرنسي ميشال بلاتيني الأقوى في أوروبا.

واستمتعت الجماهير بعروض قوية وممتعة طوال مواسم عديدة، ورغم أن نابولي تراجع في السنوات الموالية ولم يعد قادرا على منافسة يوفنتوس، وبات يراهن على المراتب وسط الترتيب في أفضل الحالات، فإن ذلك لم ينه الصراع بين الجماهير الذي ما زال محتدما إلى حدّ الآن.

كرة عالمية
التحديثات الحية

وكان من النادر في السنوات الأخيرة أن يفرّط فريق في أحد لاعبيه إلى منافسه بشكل مباشر، رغم أن هذه الصفقات تعقد باستمرار في الدوري الإيطالي، ولكن عندما يتعلق الأمر بيوفنتوس ونابولي، فإن الأمر يكون معقداً للغاية، ورغم ذلك، فإن العديد من الأسماء لعبت للفريقين، مثل المدافع التاريخي تشيرو فيرارا الذي كان رمزاً في نابولي قبل أن ينجح يوفنتوس في الفوز بخدماته وينضم إلى الجيل الذهبي في الفريق في بداية التسعينيات.

ورغم ذلك، فإن العديد من اللاعبين فضلوا الرحيل عن نابولي نحو دوريات أخرى إيمانا منهم بقوة العلاقة مع جماهير الفريق، وآخرهم المدافع السنغالي كوليبالي، الذي رفض عرضاً من يوفنتوس واختار تشلسي الإنكليزي، حيث كان رمزاً في نابولي وفضّل عدم "خيانة" الجماهير التي وثقت به ودعمته طويلا.

المساهمون