وكلاء اللاعبين ... "بيزنيس" عائلي من أجل مكاسب مالية مهمة وتقاسم الشهرة
رغم نجومية عدد من وكلاء اللاعبين مثل مينو رايولا أو خورخي مينديس، برزت خلال السنوات الأخيرة، ظاهرة لجوء عدد من اللاعبين إلى اعتماد أقاربهم وكلاء.
وهي ظاهرة بدأت تنتشر خاصة بعد تعديل القوانين من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم"فيفا" على هذا القطاع، في إطار التعديلات التي أقدمت عليها لتطوير عمل هذا القطاع.
وأصبح من حق أي لاعب التعاقد مع أحد المقربين منه للتفاوض نيابة عنه، بعدما غيّر الاتحاد الدولي قوانينه. ولكن معظم الوكلاء يختارون العمل مع شركات محاماة لتعويض النقص على مستوى التكوين القانوني.
وبرز والد نجم باريس سان جيرمان، نيمار داسيلفا، في صيف 2017 عندما قاد مفاوضات انضمام ابنه إلى النادي الفرنسي، حيث تعهد بإتمام مختلف الترتيبات الثانوية التي تهم العقد.إ كما يتولى في بعض الأحيان التحدّث باسم ابنه لتوضيح مجموعة من المواقف، وآخرها تكذيب الأخبار التي تحدّثت عن رغبة نيمار في مغادرة فريقه والعودة إلى باريس سان جيرمان.
كما تخلّى الأرجنتيني ليونيل ميسي عن وكيله التاريخي منذ سنوات، واختار بدوره تكليف والده بدور مدير أعماله، وهو لا يهتمّ بتفاصيل العقد بل بالخطوط العريضة التي تهمّ مدّة العقد وعددا من الامتيازات.
وقاد والد ميسي، خلال الصيف الماضي المفاوضات مع برشلونة الإسباني من أجل السماح لابنه بمغادرة النادي، وفسخ العقد دون اللجوء إلى المحاكم. وسيكون والد ميسي نجم الصيف القادم عندما يعود ملف "البولغا" ليكون محورا مهما في سوق الانتقالات.
وانضمّ تيري هازارد والد النجمين البلجيكين، إدين هازارد لاعب ريال مدريد، وتورغن هازارد مهاجم دورتموند الألماني، إلى قائمة الوكلاء المعتمدين منذ 2019، وهو ما أثار عديد الانتقادات في بلجيكا حيث لمح بعض المختصّين إلى أن هذا التوجه الهدف منه تحقيق مكاسب مالية.
واضطرّ تيري هازارد إلى التأكيد أنّه لن يهتمّ إلا بملف ابنيه لتوفير الإحاطة بهما، كما أشار إلى أن الهدف ليس كسب المزيد من المال، بقدر القيام بدوره "الأبوي" وتوجيه ابنيه.
ومنح مدافع ريال مدريد سيرجيو راموس، شقيقه حرية التفاوض نيابة عنه مع ريال مدريد. وتولى روني راموس، قيادة المفاوضات مع النادي الملكي منذ السنة الماضية، بهدف تمديد عقد شقيقه.
وقد سبق لروني راموس أن تحدث نيابة عن شقيقه بخصوص أهدافه المستقبلية، كما أكد أنّه يأمل في أن ينهي راموس مسيرته مع ريال مدريد، ولكن يبدو أن هذا الأمر لن يحدث.
وفاقت شهرة "واناد نارا" عديد اللاعبين البارزين، بعد أن قادت كل المفاوضات التي تهم مستقبل زوجها الأرجنتيني "ماورو ايكاردي" منذ أن انتقل إلى إنتر ميلانو ثم تمديد عقده مع هذا الفريق، ونهاية بانتقاله إلى نادي باريس سان جيرمان.
ولم يرتبط اسم واندا نارا بأي لاعب آخر في مجال التعاقدات مع يؤكد أن زوجها اختارها من أجل مساعدته وتحقيق المكاسب المالية.
من جانبها فإن والدة الفرنسي أدريان رابيو، اشتهرت كثيراً في فرنسا عندما تولت الدفاع عن ابنها بسبب قرارات مدرب المنتخب أو خلال مفاوضات تمديد العقد مع باريس سان جيران أو الإشراف على انتقال ابنها إلى يوفنتوس.
وتتهم في فانيسا بأنّها أساءت توجيه اللاعب ولم تساعده على القيام باختيارات مناسبة، على الصعيد الرياضي خاصة عندما أصرّت على الحصول على منح عالية قبل تمديد العقد مع باريس سان جيرمان.
ويختلف الوضع نسبياً بالنسبة إلى والد المدافع النمساوي دافيد ألابا لاعب بايرن مونخ، الذي يتحدث من وقت إلى آخر نيابة عن ابنه. وسبق له أن أكد أن ابنه لم يتعاقد رسميا مع الريال. ويشغل والد ألابا دور المستشار إلى جانب وكيل أعمال آخر له نفوذ كبير على الصعيد الدولي.
والمدربون أيضاً
من جانب آخر، فإن دييغو سيميوني الذي صنّف أفضل مدرب في العشرية الأخيرة وفق الاتحاد الدولي للإحصاء وتاريخ كرة القدم (IFFHS)، فوّض شقيقته بالتفاوض مع نادي أتلتيكو مدريد الإسباني بخصوص تجديد العقد. وقد التقت منذ أيّام إدارة النادي الإسباني لبحث آليات تمديد العقود والامتيازات الجديدة.
ويحتفظ التاريخ بعدد من المدربين الذين اشتغل أبناؤهم وكلاء مثل الإيطالي مارشيلو ليبي بطل العالم 2006، وقد ذكر اسمه في فضيحة التلاعب بالمباريات، أو الفرنسي رولان كوربيس الذي أسس ابنه شركة كبيرة لها مجال تعاملات كبير في فرنسا، كما أن التونسي فوزي البنزرتي مدرب الوداد البيضاوي اختار ابنه ليكون وكيلاً له.
المال والشهرة
هذا التوجه الجديد لا يعكس رغبة في فتح الآفاق، والبحث عن إمكانية التسويق بهدف الحصول على عرض جديد، باعتبار أن معظم اللاعبين الذين اختاروا أفرادا من عائلاتهم لنيابتهم هو نجوم اللعبة ولا يستحقون من يروج لهم أو يسوقهم بين البطولات.
ويتضح أن الهدف الأول هو تحقيق مكاسب مالية أكبر لأن الوكلاء يحصلون عادة على نسبة تصل 10 بالمائة من قيمة العقود، وبدل أن تذهب هذه الأموال إلى أطراف غريبة فإنها تعود إلى أحد المقربين.
ويستعين "المقربون من اللاعبين" بمكتب محاماة للاطلاع على العقود، ودراساتها باعتبار أن التفاصيل القانونية معقدة وتحتاج إلى مختصّين، من أجل حماية مصالح اللاعب، كما أن بعض اللاعبين حافظوا على وكلائهم مع إقحام أفراد من عائلاتهم في هذا النشاط.
من جهة أخرى فإن الرغبة في الشهرة، تدفع البعض إلى ممارسة هذا النشاط رغم أن عديد اللاعبين دفعوا ثمن الخلط بين العائلي والمهني وتسبب لهم هذا الأمر في عديد المشاكل.
وتخوّل قوانين الاتحاد الدولي، لكل لاعب أو مدرب التعاقد مع أحد أقربائه من أجل تمثيله في المفاوضات والتعاقدات، بعدما أدخل الاتحاد الدولي منذ سنوات مجموعة من التعديلات التي جعلت القطاع يتسع لعدد كبير من الوكلاء.