هل ستكون آخر مباراة لكومان الليلة؟

02 أكتوبر 2021
هل انتهت رحلة كومان مع برشلونة؟ (Getty)
+ الخط -

كل التوقعات تشير الى أن مواجهة أتلتيكو مدريد الليلة ستكون آخر مباراة للمدرب الهولندي، رونالد كومان، في قيادة فريق برشلونة حتى ولو فاز في مباراة تبدو معقدة، جاءت في وقت مبكر وظروف صعبة استهلها الفريق "الكتالوني" بخسارتين متتاليتين في مسابقة دوري الأبطال، وأداء شاحب في مسابقة الدوري المحلي التي زادها تعقيداً غياب عدد كبير من اللاعبين الأساسيين بسبب الإصابة على غرار ديمبيلي أغويرو، بريثويت والعائد أنسو فاتي.

لكن مواجهة لويس سواريز الذي طرده كومان بشكل غير لائق قبل سنة ستكون مناسبة للأوروغواياني حتى ينتقم كرويا لنفسه ولزميله ميسي، لأن بداية انهيار برشلونة في تقدير المتابعين كانت عند الاستغناء عنه مما أثار غضب زميله ميسي الذي لم يغفر للإدارة فعلتها فحدث بعد ذلك الطلاق الكبير، دون إغفال تواجد غريزمان الذي سيحاول بدوره التأكيد على أن رحيله ولو على سبيل الإعارة كان واحدا من الأخطاء الثلاثة الكبرى التي ارتكبتها الإدارة في عهد كومان.

وستفوح رائحة الانتقام الليلة في ملعب ميتروبوليتانو بمدريد في مباراة لن يكون فيها دييغو سيميوني بحاجة إلى تحفيز لاعبيه ولا إلى التفكير في الخطة التي تسمح له بالإطاحة ببرشلونة، بل يكفيه اقحام سواريز وغريزمان للقيام بالمهمة والثأر من كومان وخوان لابورتا في ظروف صعبة يمر بها الفريق الكتالوني رغم أنه لم يخسر في المباريات الست التي لعبها في الدوري.

لكن خسائره كانت كبيرة منذ ترحيل سواريز والتفريط في ميسي والاستغناء عن غريزمان، وانتداب كومان الذي كان خطأ جسيما لم يعد بالإمكان تصحيحه بسهولة بعد انطلاقة الموسم بسبب صعوبة إيجاد البديل الملائم غير المتوفر في السوق لدرجة بلغ الأمر إلى حد التفكير في تيري هنري وأندريا بيرلو وحتى غوتي وسط ميدان الريال سابقاً، وهي كلها أسماء لا ترتقي الى سمعة فريق من حجم البرسا، ولا يمكنها أن تنقذ سفينة تتوجه نحو الغرق.

حتى تشافي مدرب السد القطري لا يزال يتردد ولا يريد أن يغامر باسمه وسمعته ليشرف على فريق متهالك يعاني من كل الجوانب الفنية والمادية وحتى النفسية والصحية بسبب كثرة الإصابات وغياب القائد فوق أرضية الميدان وانهيار معنويات اللاعبين بسبب الانتقادات الإعلامية والجماهيرية وخوفهم من مرحلة ربما تكون الأسوأ في تاريخ النادي

وسبق لبرشلونة أن ارتبط اسمه بميسي على مدى عقدين من الزمن وإنجازات كروية ومتعة فنية لم يسبق لها مثيل ليجد نفسه يحمل وزر أخطاء إدارية في التسيير بدأت بالتفريط في ميسي وسواريز وغريزمان وانتهت بانتداب مدرب نسي أن البرسا لا ينتظر ولا يعطي الوقت للوقت ولا لأي مدرب حتى يعيد بناء فريق، زادته تعقيداً أزمة مالية خانقة حالت دون استمرار ميسي ومنعت من انتداب لاعبين في مستوى سمعة النادي، وأدت الى تخفيض أجور عديد اللاعبين.

رحيل كومان لن يحل مشكلة برشلونة لكنه صار أكثر من ضروري لكن غياب البديل الملائم في الوقت الراهن يبقى معضلة كبيرة لإدارة النادي التي حاولت مع المدرب البلجيكي روبيرتو مارتينيز والفرنسي أرسين فينغر، وبلغ بها الجنون درجة التفكير في مدرب تشيلسي توماس توخيل وليفربول يورغن كلوب حسب بعض التسريبات، وكأن الأمر ممكن في الوقت الراهن.

كرة عالمية
التحديثات الحية

في وقت لم يكلف كومان نفسه عناء تقديم استقالته وسط موجة الرفض الجماهيري والإعلامي لاستمراره على رأس النادي الذي فقد هويته وشخصيته وهيبته بسبب كل التراكمات والأخطاء في التسيير وليس بسبب كومان الذي فرط بدوره في منتخب بلاده هولندا من أجل برشلونة فضيع ما تبقى له من سمعة في أوساط عشاق النادي "الكتالوني" باعتباره أحد نجومه السابقين الذين صنعوا أفراح النادي في عهد كرويف.    

ظروف الخسارة اليوم أمام أتلتيكو مدريد ستكون تحصيل حاصل حسب كل التوقعات، وفوزه أو تعادله سيكون إنجازاً كبيراً في الراهن، أما رحيل كومان فسيكون مسألة وقت إذا لم يفعلها الليلة ويستقيل حفاظا على ما تبقى له من كرامة، خصوصاً أن كل المؤشرات توحي بأن موسما أسود ينتظره ومستقبلا قاتما لفريق تحول إلى أكثر من عادي بعد رحيل ميسي الذي كان بمثابة الشجرة التي تغطي الغابة. 

المساهمون