هل حسم أمر اللقب القاري قبل الأوان؟

15 يناير 2022
الجماهير تراقب هوية من سيتوج بلقب كأس الأمم الأفريقية (أحمد عواد/Getty)
+ الخط -

الجولة الأولى من مباريات كأس أمم أفريقيا الجارية وقائعها في الكاميرون كانت فقيرة فنياً و تهديفياً لم يسجل فيها سوى معدل هدف واحد في كل مباراة، أثير فيها الكلام الكبير حول برمجة مباريات المرشحين الكبيرين للتتويج مثل الجزائر والسنغال، والظلم التحكيمي الذي تعرض له المنتخب التونسي في مواجهة مالي، وأرضيات الميدان المتباينة الجودة التي لعبت فيها بعض المنتخبات المرشحة، دون الحديث عن الشكوك التي بدأت تحوم حول نتائج الفحوصات الطبية للاعبين ضمن البروتوكول الصحي، التي أسفرت عن إقصاء عشرة لاعبين سنغاليين قبل مواجهتهم الثانية أمام غينيا، مما قاد المدرب ألي سيسي إلى انتقاد البروتوكول الصحي المعتمد، الذي يؤخر ظهور النتائج إلى أربع ساعات بعد إجراء الفحوصات، وهي كلها أمور غذت الشكوك بوجود سيناريو يخدم الكاميرون وبعض الاتحادات المحلية النافذة في الاتحاد القاري.

بعد مباراة السنغال البارحة أمام غينيا، التي انتهت بالتعادل، انتقد ساديو ماني قرار المنظمين ببرمجة مباراتي السنغال على الثانية زوالا، واعتبره قرارا غير عادل، لأن بعض المنتخبات لم تلعب أي مباراة في نفس التوقيت، وتحدث عن الأرضية الجافة لملعب "بافوسام" الذي تعادل فيه مع غينيا، وهو نفس الأمر الذي ينطبق على حامل اللقب المنتخب الجزائري، الذي لعب مباراته الأولى أمام سيراليون تحت درجة حرارة عالية ونسبة رطوبة مرتفعة وأرضية ميدان رديئة، بينما تلعب منتخبات الكاميرون، مصر، نيجيريا، المغرب، تونس كل مبارياته في الخامسة والثامنة بتوقيت الكاميرون، على أرضيات ميدان أفضل بكثير من ملعبي "دوالا وبافوسام"، وهو الأمر الذي زاد من الشكوك في وجود نية مبيتة للتأثير على حامل اللقب والوصيف باعتبارهما المرشحين للتتويج.

مدرب المنتخب السنغالي، أليو سيسي، انتقد أيضا البروتوكول الصحي، الذي يرهق اللاعبين بسبب تأخر ظهور النتائج لمدة أربع ساعات، وعدم سماح لجنة التنظيم بإجراء مسحة ثانية للتأكد من الإصابة من عدمها، أو حتى إجراء فحوصات بعد خمسة أيام من إعلان الإصابة، لمعرفة مدى تعافي اللاعبين مثلما حدث مع الحارس إيدوارد ماندي، والمدافعين خاليدو كوليبالي وبالو توري و وسط "البياسجي" غانا غيي، الذين ضيعوا مباراتين متتاليتين بسبب إلزامهم بالحجر لمدة عشرة أيام، مما أدى إلى تعثر الفريق في مباراته الثانية أمام غينيا بيساو، وأثر على معنويات أحد أقوى المرشحين للتتويج باللقب، بعدما بدأ يشك في وجود نوايا لإطاحته برفقة المنتخب الجزائري الوحيد، الذي يلعب مبارياته الثلاثة على أرضية ميدان سيئة؟

الظلم التحكيمي الذي تعرض له المنتخب التونسي في مواجهة مالي بإعلان الحكم الزامبي نهاية اللقاء قبل انتهاء الوقت الرسمي والوقت بدل الضائع كان أيضاً مؤشراً كبيراً لوجود خطة لإطاحة المنافسين الأقوياء في هذه البطولة ضمن سيناريو متعدد الجوانب يشمل البرمجة والملاعب والبروتوكول الصحي، وحتى جدولة المباريات، في انتظار بروز عوامل أخرى في دور خروج المغلوب الذي يكون فيه التحكيم أحد العوامل الأساسية لتحديد مصير اللقب القاري مع البروتوكول الصحي، ومسحات الإصابة بفيروس كورونا، التي تحرم المنتخبات من الاستفادة من لاعبيها لمدة عشرة أيام، في وقت لم تظهر أية حالة لحد الآن على المنتخبات صاحبة النفوذ في الهيئة القارية!!

هذه العوامل وأخرى غذت الشكوك وأثرت على المستوى الفني للمباريات الأولى في البطولة التي تأثرت أصلا بسبب تأخر التحاق اللاعبين المحترفين في أوروبا بمنتخباتهم، إلى غاية الثالث من يناير أي قبل أسبوع من انطلاقة البطولة بقرار من "فيفا"، الذي خضع لضغوط جمعية الأندية الأوروبية، مما خلق صعوبات في التحضير والتأقلم السريع، وأفقدت عديد اللاعبين تركيزهم وتوازنهم ومستواهم الذي بدا دون المستوى مقارنة بمستواهم في دورة مصر، التي كانت من أنجح البطولات الأفريقية في تاريخ المسابقة على كل المستويات.

فهل يفلح الساحر حيث أتى؟ أم ينقلب السحر على الساحر؟  أم هي مجرد تخمينات وتبريرات مفتعلة من فنيين وإداريين واعلاميين، وجماهير تحركها العواطف والمشاعر، أم هي عوامل طبيعية تدخل في إطار اللعبة في أفريقيا.

المساهمون