نهائي برلين.. كرة القدم ليست مجرد أهداف والدليل ميسي

07 يونيو 2015
+ الخط -


ماذا لو أصيب أحدهم بغيبوبة طويلة في شهر يناير الفائت، وعاد للحياة مرة أخرى ليلة السبت الموافق 6 يونيو/حزيران 2015؟ كيف سيتقبل الفرحة إذا كان من أنصار برشلونة؟ وهل عقله سيستوعب كل هذا الكم من التغيير حتى في حالة تشجيعه لفريق آخر؟ تبدو الإجابة صعبة للغاية عن هذا السؤال التعجيزي غير المتوقع، لكن في كرة القدم هذا الموسم، حدث شيء أشبه بالخيال، وتحول البرسا من فريق يريد بكل قوة إنهاء الموسم في مركز جيد فقط إلى بطل الثلاثية التاريخية.

إنها الساحرة المستديرة وأسرارها الغريبة، البعيدة كل البعد عن التوقعات ومريديها، لذلك تبقى هذه اللعبة هي اللقطة الأهم ضمن قائمة اللقطات غير المهمة التي لا يتوقف عليها الكون في أغلب الأوقات، لكنها تظل غريبة في أعمق تفاصيلها، لتصيب من يتبعها في النهاية بمس من الجنون.

يوفنتوس ضد ميسي
"من دون شك إنه هدف رائع، لكن أعتقد أن ميسي لم يكن سيسجله في إيطاليا، إذ إن الدفاع أقوى بكثير من إسبانيا، في الليغا تلعب كرة جميلة مقارنة بالكالتشيو ولكن هناك دفاع أسوأ"، هكذا كانت أول تعليقات جورجي كيليني بعد فوز برشلونة منذ أسبوع بكأس الملك، حينما سجل ميسي هدفا عالميا افتتح به النتيجة أمام أسود الباسك.

ليرد عليه المعسكر الكتالوني سريعاً، ويؤكد بوسكيتس أمام الجميع أن ميسي قادر على تسجيل الأهداف الجميلة أمام بلباو، ويوفنتوس، وأي فريق في إيطاليا والعالم، لتبدأ رحلة التحدي سريعاً بين المعسكرين قبل أيام قليلة من نهائي برلين، ويتحول ليو إلى أيقونة السبت الكبير، لتضع السيدة العجوز جميع رجالها في مهمة رسمية للقضاء عليه.

أراد لويس إنريكي اصطياد منافسيه، وميسي كان بمثابة الشبكة التي تساعده في حصار الخصوم، والحصول على أكبر قدر ممكن من التركيز، من أجل فتح الطريق أمام رفاقه، وخلق مساحات حقيقية أمام القادمين من الخلف والأطراف، وهذا ما فعله بالنص في الأراضي الألمانية.

الكثرة أم الشجاعة؟
هل هناك لاعب ما يهزم فريقاً كاملاً بمفرده؟ وهل الكرة حالياً من الممكن مقارنتها بفترات تاريخية قديمة؟ أسئلة كثيرة يتم طرحها من دون أي جدوى؛ لأن الأصل في اللعبة جماعيتها في نهاية المطاف. لكن ليونيل ميسي هذا العام اختار في لحظات عديدة التضحية بنفسه في سبيل فريقه، والتحلي بالشجاعة النادرة أمام غابات متتالية من سيقان الخصوم، لذلك تفوق برشلونة في قمم كبيرة هذا الموسم، مع نجومية مفرطة من الأرجنتيني، من دون تسجيل أي هدف.

تلخص لقطة ما قبل الهدف الثاني سيناريو النهائي الحلم، لأن مرتدة برشلونة كانت عن طريق ليو، الرقم 10 يعاونه ثنائي متقدم ولاعب وسط على مقربة منه، وكل تركيز لاعبي يوفنتوس على ميسي فقط، وكأن بقية الأسماء تلعب مباراة أخرى في حضرة صانع لعب برشلونة.

وضع لاعبو يوفنتوس كامل تركيزهم على ميسي فقط، وحاولوا بشتى الطرق منعه من التسجيل، مع بسالة غير عادية من جانب الحارس بوفون، لكن كرة القدم في النهاية عبارة عن نظام تكتيكي مكتمل، بواسطة ملعب يضم 22 لاعبا، 11 ضد 11، معلومات عامة يعرفها الصغير قبل الكبير، ومع نجم بقيمة ميسي، يصبح برشلونة فريقا مكّونا من 12 أو 13 لاعبا، لأن البرغوت يُجبر منافسيه على محاصرته دائماً بلاعب، اثنين، ثلاثة، أربعة، وأحياناً خمسة كما حدث في الصورة الأخيرة.

المجهولون
رحل أندوني زوبيزاريتا في منتصف الموسم الحالي، وترك المنصة كمدير رياضي للفريق الكتالوني، وبعيداً عن كل هفواته فإن الحارس القديم صنع خيراً بالفريق حينما تعاقد مع الثنائي راكيتتش ولويس سواريز، لأن النجوم الجدد صنعوا الفارق الحقيقي رفقة ليونيل خلال الأوقات الحاسمة من عمر البطولات.

عودة لويس سواريز كانت محورية إلى حد كبير، بالوصول إلى أكبر قدر ممكن من التوازن على الأطراف، خصوصاً في ظل الدور التكتيكي البارز لزميله الكرواتي على الرواق الأيمن، وبعد وصول النجمين إلى مستوى أفضل، زاد ثبات ميسي في منتصف الملعب، كلاعب وسط رابع أكثر منه لاعب هجومي حر، في حالة تحول إيفان لدور الجناح، وصنع ليو فرصا أكثر من الأطراف، مع عودة الرقم 4 إلى العمق، وهكذا.

يعود ميسي ويسحب معه أكثر من لاعب، ليدخل الظهيران إلى الأمام، وتصبح الأطراف هجومية صريحة، مع المهاجم رقم 9، السريع القوي القادر على القطع من الثلث الأخير إلى داخل منطقة الجزاء، ليصبح ليو هو صانع السعادة ومقدم الهدايا لكل لاعبي برشلونة، ويكسر الملك رقم 10 المقولة الشهيرة للمعلق الراحل محمد لطيف، "الكرة اجوال" ويضيف لها لمسته الخاصة، والفن أيضاً.

اقرأ أيضاً

ضيف عزيز على ميسي يشاركه فطور الصباح

سيجار بيكيه في حجرات الملابس يتصدر احتفالات نجوم برشلونة

نهائي "التشامبيونز" في صور خالدة

لمتابعة الكاتب
المساهمون