نجم فلسطين لـ"العربي الجديد": نعيش أياماً عصيبة ولن ننسى موقف الجزائر

24 أكتوبر 2023
مراعبة لاعب منتخب فلسطين لكرة القدم (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

تُعَدّ الرياضة الفلسطينية أحد القطاعات المتضررة من حرب الإبادة التي يشنّها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أيام، ما خلّف الكثير من الشهداء المدنيين والأبرياء، ودمّر بيوتاً وهجّر العديد من الأهالي والعائلات إلى مناطق أخرى. 

وتحدث نجم منتخب فلسطين، سامح مراعبة، في تصريحات خصّ بها "العربي الجديد" عن الأوضاع المأساوية التي يعيشها قطاع غزة بسبب المجازر الإسرائيلية، وتأثير ذلك في تحضيرات منتخب "الفدائي"، الذي يستعد لدخول تصفيات كأس العالم وكأس آسيا المقبلتين.

وقال سامح مراعبة: "نعيش أياماً عصيبة، في ظل عمليات القصف والتدمير المتواصلة على قطاع غزة، التي أودت بحياة الآلاف من الأبرياء، جُلّهم من الأطفال والشيوخ والنساء، في انتهاكات فظيعة لم يسبق لها مثيل، خصوصاً أن الهدوء والسلام كانا يخيمان على الأوضاع منذ فترة، قبل أن تتحرك الآلة العسكرية الإسرائيلية التي عاثت فساداً، مدمرة كلّ شيء، وحتى المستشفيات والمساجد والمدارس لم تسلم، في مجزرة حقيقية الغرض منها واضح، وهو العمل والسعي لإبادة أو تهجير أهالينا في غزة، ولكن هيهات، لأن كل محاولاتهم الدنيئة ستسقط في الماء، في ظل الصمود الذي أبانه سكان غزة الذين يضرب بهم المثل في الصمود".

وأضاف: "قلوبنا تتقطع لما آلت إليه الأوضاع في غزة، فكل شيء هناك بات خراباً ودماراً، كما أن جثث الشهداء في كل مكان، دون الحديث عن الصور الفظيعة للأطفال الذين لم يسلموا أيضاً من العمليات الإرهابية من طرف جيش الاحتلال، الذي يواصل عملياته القذرة بتزكية من الدول الغربية التي لطالما كانت تساند هذا المستعمر الغاشم، ليس لدينا ما نفعله سوى الدعاء لأهالينا الذين يرفضون الاستسلام، وما زالوا متمسكين بموطنهم الذي يرفضون مغادرته رغم كل شيء".

وأردف: "خروج الدول العربية في مسيرات حاشدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني من شأنه أن يرفع من معنويات أهالينا بعض الشيء، ونحن نتابع يومياً المظاهرات المنددة بالأعمال التخريبية الإسرائيلية، فالجميع أيقن ظلم هذا العدو الذي انتهك حقوق الإنسان، بعد المجزرة التي قام بها على مدار الأسابيع الأخيرة، إلى درجة أن الغضب قد وصل إلى كل مدن وعواصم العالم، التي هبّت لمساندة فلسطين". 

وتابع: "العالم بأسره أصبح مدركاً للمجازر الفظيعة لهذا المستعمر، الذي استشاط غضباً أكثر فأكثر، بعد رؤيته للمسيرات تصل إلى البقاع كلها، كما أن الصور القادمة من مختلف الملاعب الأوروبية آلمته أكثر وأكثر، كيف لا ونوادٍ لم تكن تعير القضية أي اهتمام وقفت إلى جانبنا في الآونة الأخيرة، على غرار ما حصل في لقاء ريال سوسيداد الأخير في الدوري الإسباني، حيث رفعت جماهير هذا النادي الأعلام الفلسطينية، في سابقة بالملاعب الإسبانية".

وعن رأيه في تضامن الجماهير الجزائرية مع القضية الفلسطينية، قال: "مهما قلت عن الشعب الجزائري لن أفيه حقه، فلطالما كان السند الأبرز للقضية، ولم يتأخر يوماً لنصرة شعبنا المظلوم الذي يكنّ محبة واحتراماً كبيرين لكل ما هو جزائري، وعن نفسي لقد تابعت المسيرات الضخمة بكل ولايات الجزائر الخميس الماضي، ولم أُفاجأ بتلك الحشود التي خرجت للتعبير عن تضامنها مع سكان غزة، نحن بلد واحد، ونتقاسم الكثير من الأمور، ويكفي أن الجزائريين أكثر من يشعر بهذه المأساة، بحكم أنهم قد عاشوا الأوضاع نفسها إبان الاستعمار الفرنسي".

وأكد أنه "تجمعنا علاقة أخوة بالشعب الجزائري، وأنا لا أزال أتذكر ذلك الاستقبال الأسطوري الذي حظينا به عند قدومنا في 2017 لمواجهة المنتخب الأولمبي الجزائري، فصور ملعب 5 يوليو الأولمبي الذي كان مسرحاً لتلك المقابلة لم تُمحَ من مخيلتي، فالحضور الذي تجاوز 60 ألف مشجع كانوا جميعاً خلف منتخب الفدائي، الذي يمكن القول إنه قد خاض اللقاء الأفضل منذ تأسيسه، كيف لا وقد لعبنا في أجواء خيالية أشعرتنا بأننا لعبنا في بلدنا فلسطين الذي آمل أن يتحرر يوماً، ولما لا يستضيف مباراة بين الفدائي والمنتخب الجزائري؟".

وواصل مراعبة: "دعم ومواقف نجوم كرة القدم مهمة للغاية، لكونهم يعتبرون مرآة فاضحة لمجازر هذا العدو الذي لم ولن يتقبل منشورات مشابهة لتلك التي شاهدناها لنجوم مثل كريم بن زيمة الذي كان دوماً خلف القضية الفلسطينية، شأنه في ذلك شأن رياض محرز، نجم منتخب الجزائر الذي أحدثت رسالته الأخيرة ضجة كبيرة، كيف لا وهي قد حملت اتهامات خطيرة لإسرائيل، دون نسيان موقف يوسف عطال الذي نشكره بالمناسبة على فعله الرجولي تجاه القضية الفلسطينية، حتى وإن كان ذلك سيهدد مسيرته الاحترافية، وهو الذي أُوقف من إدارة نادي نيس. لا يفاجئني إطلاقاً الدعم الذي نحظى به من طرف الأسرة الرياضية الجزائرية، وهنا سأعرج إلى الصور والفيديوهات الجميلة التي وصلت إلينا من مباراة الجزائر أمام الرأس الأخضر، عندما دخل اللاعبون كلهم بوشاح فلسطين، مع ترديد كل الجماهير الحاضرة بالملعب لعبارة (فلسطين الشهداء)".

كما ذكر بقوله: "كرة القدم باتت تشكل مصدر إزعاج كبير لإسرائيل، وهو السبب الذي يجعلهم يستهدفون الملاعب والمنشآت الرياضية، وحتى لاعبي كرة القدم، لكونهم يخشون حضور منتخب الفدائي في المحافل الرياضية، وهذه المناسبات قد تفضحهم أمام العالم بأكمله، ولهذا هم يسعون لتدمير كل المرافق الرياضية، ولكنهم لن ينجحوا في الوصول إلى ما يصبون إليه، لكوننا سنضحي في سبيل رفع راية فلسطين عالياً، والبداية بالعمل على تقديم مشوار بطولي في تصفيات كأس العالم، وكذا التصفيات المؤهلة لبطولة كأس أمم آسيا، وإن كنا قد تأثرنا من العمليات العسكرية الأخيرة التي تسبب توقيف الدوري ومختلف النشاطات الرياضية".

وسرد مراعبة قصة اعتقاله من طرف جنود الاحتلال، قائلاً: "لقد كنت ضحية جنود الاحتلال الذي اعتقلني في 2014 لأزيد من سبعة أشهر كاملة، رغم إدراكه أنني لاعب كرة قدم محترف، حيث لم يعر ذلك أي اهتمام، ولو أن ذلك لم يحل دون تركي لكرة القدم التي ما زلت أمارسها رغم كل شيء، واتشرف بأنني جزء من منتخب فلسطين الذي أدافع عن ألوانه منذ عدة سنوات".

وختم: "حسرة كلّ لاعبي منتخب فلسطين شديدة بعد قرار الفيفا برفض الاستقبال بالجزائر، لقد كنا نأمل أن نخوض التصفيات بهذا البلد الشقيق، لكوننا على يقين بأننا سنحظى بدعم كبير لن نجده حتى في فلسطين، بالنظر إلى الحب الذي يكنّه لنا الجزائريون، لقد تفاعلوا مع احتمال الاستضافة بالجزائر، والكل كان يمني النفس في العودة من جديد للجزائر، ولكن الفيفا رفضت هذا المقترح بحجة استحالة اللعب خارج القارة الآسيوية، على العموم، هذا لن يثني عزيمتنا، بل سيدفعنا للكفاح خلال التصفيات لعل وعسى ننجح في صنع المفاجأة ضمن مجموعة تبدو متوازنة، وإن كان المنتخب الأسترالي يبقى المرشح الأبرز فيها".

المساهمون