ميلان والوصول إلى القمة... لقب السكوديتو قريب

18 ابريل 2022
ماينان استطاع سدّ فراغ دوناروما (لوريس روسيلي/Getty)
+ الخط -

في اللحظة التي انتهى فيها الموسم الكروي الماضي، وبدأت أخبار سوق انتقالات اللاعبين تُطرح بقوة على خريطة الأندية، كانت جماهير ميلان تنتظر الفرج بفارغ الصبر، توقع بعضهم صفقات تشفي غليلهم، لا سيما بعد العودة إلى المسابقة الأبرز، دوري أبطال أوروبا، لكن الصدمة كانت في الميركاتو الصيفي برحيل أسماء وازنة في التشكيلة.

لن نذهب إلى مرحلة مستقبل ميلان في الموسم المقبل، خاصة في ظل الشائعات المرتبطة بعملية بيعه من قبل مصرف إيليوت، الذي وصل إلى الروسونيري بعد صفقة غريبة، أعلن فيها الرئيس السابق لي يونغهونغ إفلاسه إثر فترة قصيرة على رأس النادي، بعدما اشتراه من رئيسه الإيطالي الشهير، رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني.

لن ندخل أيضاً في حيثيات تلك الفترة، لأنها باتت خلف جماهير ميلان، والوضع الآن مختلف، فبعد سنوات من احتلال المركز الثامن والمنافسة على مقعد مؤهل للدوري الأوروبي، ارتقى مستوى الطموحات من أجل العودة للأبطال وتحقق، قبل أن يصبح الهدف الآن لقب السكوديتو، الغائب عن حزائنه منذ عام 2011.

إذاً مع إغلاق باب الميركاتو الصيفي الماضي، كانت جماهير ميلان تعيش حالة من القلق والتململ، هل سينجح الوافد الجديد، الفرنسي مايك ماينان، في سدّ الفراغ الذي خلّفه رحيل الإيطالي جيانلويجي دوناروما إلى باريس سان جيرمان الفرنسي. بطبيعة الحال كان الجواب مجبولاً بنسبة من التفاؤل نسبة، لأن الحارس كان قد حقق لقب الليغ1 مع ناديه السابق ليل، وكان بمثابة الجدار وأثبت قدرة على التعامل مع العديد من الكرات الصعبة بمختلف الوضعيات.

خيار باولو مالديني الأول كان في مكانه، استطاع ماينان حقيقة أن يدخل قلوب الجميع، لم يرتكب هفوات قاتلة بل حافظ على نظافة شباكه مؤخراً لخمس مباريات متتالية، حتى حين أصيب، شعر محبو النادي اللومباردي أنهم فقدوا جزءًا من قوتهم في الخط الخلفي، فقد كان يعطي الجميع الأمان، وهو ساهم في حصد العديد من النقاط التي وضعت ميلان حالياً في صدارة الكالتشيو.

ويمتلك ميلان ميزانية محددة لا يستطيع تجاوزها بسبب قانون اللعب المالي النظيف، كما أن إيليوت لم ينفق مبالغ طائلة، فقد كان الهدف شبه واضح وهو ترميم هذا النادي التاريخي المتوج بسبعة ألقاب في دوري الأبطال وإعادته إلى الساحة الكروية بأفضل حلّة، ثم إعادة بيعه لمستثمر يريد الدخول في عالم كرة القدم وتحصيل أكبر قدر من الأرباح المالية على أثر ذلك.

أصاب ميلان كما ذكرنا حين تعاقد مع الحارس ماينان، وأغلق ملف دوناروما الذي أراد خوض تجربة جديدة في مكانٍ مليء بالنجوم، بظلّ أن قدراته الحالية على حصد الألقاب أعلى من ميلان، رغم أن الجماهير لم تتقبل الأمر، باعتبار أن العاطفة دائماً ما تكون غلاّبة في مثل هذه المواقف.

عمل مالديني كان مدروساً بالفعل، فقد أنهى صفقة الإنكليزي فيكاي توموري، وأبقاه لسنوات مع ميلان، وهذا الأمر انعكس إيجاباً، تحول اللاعب مع مرور الوقت إلى بيضة القبّان في تشكيلة المدرب ستيفانو بيولي، لكن الغرابة تكمن في قرارات مدرب إنكلترا غاريث ساوثغيت، الذي لم يعتمد عليه حتى اللحظة، مفضلاً استدعاء هاري ماغواير، مدافع مانشستر يونايتد، بل قائده الذي لا ينفك يرتكب الهفوات والأخطاء جولة بعد أخرى في الدوري الإنكليزي الممتاز.

بالتالي، كانت صفقة توموري، الذي كان بالأصل معاراً من تشلسي، في مكانها، وأصاب باولو حين أنجزها وأغلق صفحة جديدة للمستقبل. كان واضحاً للعلن أن إمكانية التعاقد مع مهاجم جديدٍ وشاب بإمكانيات كبيرة وبسعر معقول أمر من سابع المستحيلات، في ظل وضع السوق حالياً مع ارتفاع أرقام اللاعبين الكبار، فكان الحلّ باستخدام أداة الفرنسي أوليفييه جيرو إلى جانب السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بسبب كثرة إصابات الأخير بحكم تقدّمه في السن، فكان لاعب أرسنال وتشلسي حاضراً وحاسماً في مناسبات عديدة، وأهدى ميلان نقاطاً غالية قد تلعب دوراً في الجولات القادمة في تتوجيه بلقب الدوري الإيطالي.

صحيحٌ أن ميلان لم ينجح في التعاقد مع صانع ألعاب بعد رحيل التركي هاكان تشالهان أوغلو إلى الغريم إنتر، وظهور الإسباني دياز بمستوى متذبذب، إذ كانت بدايته انفجارية وصاروخية بكلّ ما تعنيه الكلمة من معنى، قبل أن يتراجع تدريجياً إثر الإصابة، ويصبح غير قادرٍ على تقديم الدور الذي كان يلعبه في بداية الموسم.

على كلّ حال، استطاع ميلان خلق حالة غير متوقعة هذا الموسم في الدوري الإيطالي، قدّم لنا العديد من اللاعبين أنفسهم بشكلٍ جيد على غرار الفرنسي بيير كالولو متعدد المواهب، القادر على اللعب في مركز قلب الدفاع وحتى بمركز الظهير الأيمن، حتى إنه صنع هدفاً مميزاً يوم الجمعة ضد جنوى للبرتغالي رافائيل لياو، الذي لا بدّ من التوقف للحديث عنه وعن مدى تطوره يوماً بعد آخر، حيث كان قسم من الجماهير ينظر إليه على أنّه سيكون نيانغ آخر في عالم كرة القدم، الأخير كان موهبة مميزة لكنه فشل مع ميلان ثم اختفى تدريجياً عن سلم النجومية.

نجاح ميلان حتى اللحظة يعود إلى التوليفة المميزة من اللاعبين، لا سيما في خط الوسط بالحديث هنا عن فرانك كيسييه الذي يبدو أنه سيرحل إلى برشلونة مع انتهاء عقده في يونيو/ حزيران المقبل، وهذا الأمر سيكون خسارة للتشكيلة، إضافة إلى ما قدّمه الإيطالي ساندرو تونالي والجزائري إسماعيل بن ناصر، اللذان تطورا بشكلٍ هائل مع مرور المباريات، لا سيما الأول مقارنة ببدايته الموسم الماضي، مع التنويه إلى دور المدرب ستيفانو بيولي في العمل إلى جانب الإدارة واللاعبين.

فرق
المساهمون