من عامل في مصنع إلى المشاركة في"الكان".. هكذا تغيرت مسيرة ميندي

11 يناير 2022
ميندي حالفه الحظ قبل المشاركة في كأس أفريقيا (روس ماك دونالد/Getty)
+ الخط -

تُعتبر المشاركة في كأس أفريقيا حدثاً مهماً في مسيرة اللاعبين، خاصة أولئك الذين كانوا يعانون قبل سنوات قليلة من بداية المنافسات، ولم يكن أحد يتوقع أن يصبحوا نجوماً أو محترفين في دوريات أوروبية قوية.

وما عاشه فيرناندي مندي (27 عاماً)، مدافع منتخب غينيا بيساو، يؤكد أن الثقة بالنفس والإيمان بالقدرات سلاح كل اللاعبين من أجل تحقيق نتائج باهرة تمكنهم من الحضور في بطولات قوية مثل كأس أفريقيا، وخاصة بعد كل المعاناة التي واجهها قبل عامين.

عامل في مصنع شاحنات

ذكر ميندي في حوار مع موقع "فوت أماتور" الفرنسي، أنّ فريق أنجييه رصده في إحدى المباريات، وطلب منه الخضوع للاختبار، وقد تجاوز الاختبار الأول بنجاح، واختير ضمن ثلاثة لاعبين من أجل إجراء اختبار نهائي شارك فيه بعض اللاعبين الذين ينوي النادي التعاقد معهم، ومرة أخرى كان ضمن الثلاثي الذي وقع عليه الاختيار.

وتلقى ميندي، مفاجأة غير سارة، عندما قرّر أنجييه الاستغناء عنه، وبالتالي غادر الفريق دون أن يتمتع بفرصة كاملة، خاصة أن أنجييه يُعتبر من الأندية القوية في فرنسا، وقد احتفظ بذكريات إيجابية من هذه التجربة، وخاصة عندما تعاهد اللاعبون على أن من يصبح محترفاً قبل البقية يهدي رفاقه حذاءً رياضياً، وهو ما حصل عليه لاحقاً من لودوفيك ياجورك الذي نحت مسيرة موفقة في الدرجة الأولى الفرنسية.

وتمتع ميندي بفرصة جديدة، حيث أعلمه صديقه بأن فريق "فلاشوا" الذي ينشط في قسم الهواة، يبحث عن لاعب بخصاله، وفعلاً انضمّ إلى هذا الفريق سنة 2014، وقد تعرض لإصابة خطِرة جعلته لا يشارك في المباريات خلال الموسم الأول، قبل أن يظهر في الموسم الثاني ويقدم مستوى جيداً، ولكن ذلك لم يكن كافياً من أجل مساعدته على تجاوز المشاكل التي يعاني منها، بما أنّه كان يحصل على 380 يورو شهرياً، وهو مبلغ لا يكفي لتغطية حاجياته المتزايدة ومساعدة عائلته.

وهذا الوضع دفعه إلى البحث عن عمل إضافي يساعده على تغطية نفقاته المتزايدة، حيث اشتغل لفترة في أحد المصانع لواحدة من أكبر الشركات في العالم في صناعة الشاحنات الثقيلة، وذلك بهدف تأمين قوته، وقد كان عمله مساعداً ومرهقاً ويتطلب مجهوداً بدنياً.

اختبار دون استشارة فريقه

خلال مناسبتين، خضع ميندي لاختبار يُقام في مدينة نانت الفرنسية سنوياً، لكن دون أن يوفق في الفوز بالفرصة التي ينتظرها، قبل أن يقترح عليه أحد اللاعبين الخضوع لاختبار مع فريق محترف في أسكتلندا، وهو ما يمثل فرصة تاريخية بالنسبة إليه من أجل خوض تجربة احترافية ستكون الأولى في مسيرته.

واضطرّ ميندي إلى إخفاء سفره عن فريقه، وكذلك عن المسؤولين في المصنع الذي كان يشتغل فيه، خوفاً من رفضهم السماح له بالخضوع للاختبار، وبالتالي ضياع فرصة قد لا تتكرر مجدداً، ولهذا فقد اختار المجازفة بالسفر في سرية كاملة إلى أن تجاوز الاختبار بنجاح.

وتمكن من اجتياز الاختبار بنجاح ليتعاقد مع فريق ريث روفيرز في الدرجة الثانية، لكنّه واجه صعوبات كبيرة، وطلب الرحيل عن النادي لينتقل إلى فريق في القسم الخامس قبل أن يعود هذا الموسم إلى روفيرز ويلعب بشكل منتظم، ما ساعده على الحصول على الالتحاق بمنتخب غينيا بيساو ويتمتع بفرصة المشاركة في كأس أفريقيا، وفي ظرف قصير أصبح لاعباً دولياً ومحترفاً بعد المعاناة التي واجهها في بداية مسيرته.

المساهمون