استمع إلى الملخص
- الانقسام والاحتقان في أوساط الجماهير يزداد بسبب الخسارة، مع بعض الجماهير تعتبرها انتصارًا لآرائهم ضد الاتحاد الجزائري والمدرب، مما يضع ضغوطًا إضافية قبل مواجهة أوغندا.
- مباراة أوغندا المقبلة تمثل فرصة للفريق لرد الاعتبار واستعادة الثقة والحظوظ في التأهل، في ظل تحديات تتطلب تحسين الأداء والتغلب على الخيبات السابقة.
الخسارة في الكرة واردة وعادية وطبيعية، في كل زمان ومكان، لكن أن تخسر على ميدانك في تصفيات كأس العالم، وتلعب بشكل سيئ، ولا تبذل جهداً، ولا تظهر أسفاً، فهو الأمر المُحيِّر الذي لا يمكن قبوله أمام منتخب غيني كان في المتناول، وكان يمكن إزاحته من المنافسة بفارق ست نقاط، لنجد أنفسنا ندخل عالم الحسابات قبل سبع جولات من نهاية التصفيات، التي ستكون شاقة ومتعبة، خاصة بعد فوز أوغندا على بوتسوانا، وموزامبيق على الصومال، وتجمع رباعي في المقدمة بمجموع ست نقاط، لكن يبقى مردود منتخبنا مثيراً للتساؤلات وعلامات الاستفهام، من كل الجوانب الفردية والجماعية، الفنية والتكتيكية والنفسية والبدنية، بالإضافة الى خيارات المدرب غير الموفقة.
والمؤسف أيضاً أن يفرح بعضنا بخسارة المنتخب، ويعتبروها انتصاراً لهم ولآرائهم ومواقفهم من رئيس الاتحاد الجزائري والمدرب وبعض اللاعبين، وانتصاراً للاعبين الغائبين عن التشكيلة، بسبب خيارات المدرب، وهو الأمر الذي يزيد من حجم الانقسام والاحتقان في أوساط الجماهير، ويزيد من حجم الضغوطات على المدرب واللاعبين قبل مواجهة أوغندا، يوم الاثنين المقبل، التي لا بديل فيها عن الفوز ورد الاعتبار، واستعادة الهيبة والحظوظ في التأهل إلى مونديال يشارك فيه ما يقارب نصف بلدان العالم، بعد خوض أسهل تصفيات في تاريخ المنافسة، صارت صعبة علينا بعد الخسارة، وبعد المردود الذي ظهر به الخُضر أمام المنتخب الغيني، المنافس المباشر لنا.
صحيح أن الخسارة هي امتداد لتراجع في مردود اللاعبين ونتائج المنتخب خلال السنتين الماضيتين، والأمر يحتاج إلى نفس جديد، ليس فقط في التعداد وعلى مستوى الإطار الفني، ولكن أيضاً في الخيارات الفنية والتكتيكية، حسب مقوماتنا ومتطلبات المنافسين، حتى نتجاوز الخيبات الثلاث التي تعرضنا لها في "كان" الكاميرون، وتصفيات كأس العالم أمام الكاميرون أيضاً، وفي كأس أمم أفريقيا بكوت ديفوار، مؤخراً، ولا تزال تشكل هاجساً يؤرق اللاعبين والجماهير، رغم توفر العديد من المواهب، التي بإمكانها رفع التحدي إذا وُظّفت وحُفّزت كما ينبغي، وسط أجواء مشحونة في الأوساط الإعلامية والجماهيرية المنقسمة حول الطاقم الفني واللاعبين.
مواجهة غينيا كانت سيئة من طرف الخُضر، وخيارات المدرب غير موفقة، ومردود اللاعبين كان ضعيفاً، خاصة على مستوى الهجوم بقيادة غويري وبنزية وبن رحمة والقائد براهيمي، الذي عوّضه المدرب للمرة الثالثة على التوالي، بسبب مردوده المتواضع، وعدم قدرته على قيادة الخُضر، في حين يستمر ضعف الدفاع، الذي تلقى سبعة أهداف في المباريات الثلاث الأخيرة، ويبقى تراجع مردود عطال وأيت نوري مثيراً لعلامات الاستفهام، من دون الحديث عن غياب الحرارة والإرادة والعزيمة في لعبة تُمارس بالأرجل والعقول والنفوس والجوارح، والرغبة والإصرار وروح الانتصار، وهي كلها شروط افتقدناها منذ أكثر من سنتين، للأسف الشديد.
أما مواجهة أوغندا هذا الاثنين، فعنوانها رد الاعتبار، واستعادة الثقة، والحظوظ في التأهل، والتصالح مع الجماهير الجزائرية، وهي المأمورية التي تبدو صعبة، لكنها غير مستحيلة، وإذا خسرناها مجدداً، فإن هؤلاء وأولئك لا يستحقون التأهل إلى المونديال، وحتى ولو تأهلوا، فلا يستحقون المشاركة في النهائيات، لأن الجزائر تستحق الأفضل والأجدر للدفاع عن ألوانها.