انتهت فترة التوقف الدولي وعُدنا مجدداً إلى ساحة المواجهات الأوروبية الخاصة بالأندية. الدوريات في القارة العجوز فتحت أبوابها، ويبدو أن مباريات اليوم السبت ستكون نارية ومهمة للعديد من المدربين الذين واجهوا مشاكل في الفترة الماضية.
مورينيو يعود إلى البيت
يمرُّ مانشستر يونايتد، في الوقت الحالي، بظروف صعبة تحت قيادة المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو، ويحتل المركز الثامن برصيد 13 نقطة، وبفارق 7 نقاط عن صاحب المركز الأول، وذلك بعدما تعرّض لثلاث هزائم في الموسم الحالي.
مواجهة اليوم السبت لن تكون عادية بالنسبة لمورينيو، فالتعثر في الزيارة المنتظرة إلى لندن لن يمرّ مرور الكرام، لا على الصحافة الإنكليزية، ولا حتى على جماهير مانشستر يونايتد وإدارته.
مورينيو إذاً يعود مجدداً وفي أحلك أيامه مع الشياطين الحمر إلى لندن، لمواجهة الفريق الذي حقق معه العديد من الألقاب، وتحديداً نادي تشلسي.
هناك على ملعب ستامفورد بريدج ستكون المهمة صعبة للغاية، أمام فريق المدرب الإيطالي ماوريسيو ساري، الذي أعاد الانضباط إلى البلوز، وأخرج كلّ قدرات لاعبيه، لا سيما المتألق إيدين هازارد، الذي استطاع أن يؤكد للجميع إمكانياته الكبيرة، وقدرته على تقديم الإضافة وصناعة الفارق متى ما أراد ذلك.
خسارة مورينيو أمام تشلسي ستكون لها ارتدادات سلبية عليه وعلى ترتيب الفريق. الهزيمة خارج الديار ستعني ربما إمكانية إقالته من منصبه، خاصة في ظل الإشاعات التي ربطت اسم الفرنسي زين الدين زيدان بالنادي الإنكليزي العريق.
مشكلة مانشستر يونايتد في الموسم الحالي ليست فقط في الناحية الهجومية وعدم قدرة الخط الأمامي على التسجيل في الكثير من الأوقات، إنما المعضلة التي تقلق "السبيشال وان" هي الدفاع الهشّ الذي كلّف الحارس ديفيد دي خيا الكثير من الأهداف، وبالتالي فإن "باص جوزيه" الشهير لم تعد له قيمة تُذكر، وبات من علامات الماضي، مما يفرض على الرجل البرتغالي ابتكار حلول جديدة، وإلا سيجد نفسه خارج أسوار أولد ترافورد.
كوفاتش والتفاؤل
"ستكون مباراة مثيرة وشيقة للغاية في فولفسبورغ، من الواضح أن مبارياتنا الأخيرة لم تسر كما كنا نأمل، الحياة مبنية على النجاح والفشل. النجاح مهمٌ ويحفزنا، سنعيد ذلك. لقد أعطى جميع اللاعبين 100% من اليوم الأول، آمل أن نتمكن من العثور على التشكيلة المناسبة التي ستحقق النقاط الثلاث".
بهذه الكلمات عبّر المدرب نيكو كوفاتش في المؤتمر الصحافي الذي سبق مباراة فريقه بايرن ميونخ أمام نظيره فولفسبورغ اليوم. الجميع يعلم أن مصير المدرب الألماني بات على المحك، بسبب النتائج السيئة التي حققها الفريق، واحتلاله المركز السادس، بعدما تعرّض لهزيمتين وتعادل في مناسبة واحدة، ليجد نفسه خارج دائرة التأهل لدوري أبطال أوروبا وبعيداً عن الصدارة للمرة الأولى منذ فترة طويلة.
كوفاتش، الذي برز في نادي أينتراخت فرانكفورت، يجد نفسه اليوم أمام صعوبات كبيرة، فتوماس مولر فقد الكثير من مستواه ولم يعد قادراً على تقديم الإضافة، فيما تقدم الجناحان أريين روبن وفرانك ريبيري في العمر، ولم يتم التعاقد مع لاعبين شباب لتعويضهما.
ولا تقتصر مشاكل المدرب على الشق الهجومي فقط، بل إن الدفاع يمثل مشكلة كبيرة له، لا سيما أن ثنائية ماتس هوملز وبواتينغ لم تعد كالسابق، أي لم يعد بايرن يمتلك الحصن الذي يحمي مرمى مانويل نوير، الذي بدوره يحاول استعادة مستواه منذ عودته من الإصابة قبل كأس العالم 2018 في روسيا.
لوبيتيغي ومستقبلٌ مجهول
في سانتياغو برنابيو قد تكون النهاية. هذه العبارة ترددها بعض جماهير ريال مدريد قبيل مباراة فريقهم أمام ليفانتي في مسابقة الدوري الإسباني اليوم.
ستكون المباراة عند الظهيرة تقريباً بالتوقيت المحلي، كلّ الأنظار ستتجه إلى المدرب جولين لوبيتيغي، الذي لم يجد حتى الآن الخلطة السحرية مع الفريق الملكي، إذ تعرّض للعديد من الانتقادات، بسبب سوء النتائج، وهو يحتل حالياً المركز الرابع في الترتيب.
الخسارة أمام ليفانتي ستعني أن فلورنتينيو بيريز قد يتحرك لجلب مدربٍ جديد قبل قمة الكلاسيكو الأسبوع المقبل، حتى لو كلّفه ذلك الكثير.
مشاكل ريال مدريد، وتحديداً المدرب، لا تقتصر على تراجع مستوى بعض اللاعبين، ولا حتى التأثر برحيل النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى يوفنتوس، إنما تنتقل أيضاً إلى غرف الملابس، والمعسكرات التي باتت تنشأ في الداخل، وعدم رضى بعض اللاعبين عن وضعهم الحالي. فعلى سبيل المثال، وجد الكرواتي لوكا مودريتش نفسه على مقاعد البدلاء هذا الموسم، بالرغم من حصده جائزة الكرة الذهبية من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" وكذلك الاتحاد الأوروبي يويفا، وهو الذي قاد منتخب بلاده إلى نهائي كأس العالم الذي خسره أمام فرنسا.
فالفيردي ينتظر الفرج
الفرج ربما يكون في أن يقدم الأرجنتيني ليونيل ميسي أفضل مستوياته كي ينقذ المدرب الإسباني إرنستو فالفيردي من مقصلة الإقصاء، وذلك بعدما تعثّر الفريق حتى اللحظة في أكثر من مرة، بالرغم من أنه دعم صفوفه بالعديد من اللاعبين.
لم يجد المدرب الإسباني حتى الآن الخلطة السرية لإعادة النادي الكتالوني إلى سابق عهده، هو يتبنى أسلوباً جديداً في اللعب، يختلف عن الفلسفة الخاصة بالفريق هناك.
ويعول فالفيردي على استعادة بعض اللاعبين مستواهم الحقيقي، لا سيما المهاجم الأوروغوياني لويس سواريز، وكذلك ظهور البرازيلي فيليب كوتينيو بشكل جيد هو الآخر، إضافة إلى كلّ من عثمان ديمبلي وآثر ميلو.