تتجه الأنظار إلى استاد لوسيل، حين يلتقي منتخب قطر شقيقه الأردني في مباراة كبيرة بنهائي كأس آسيا 2023 لكرة القدم، حيث سيقود الصيني ما نينغ هذه المواجهة المنتظر أن تشهد حضوراً جماهيرياً كبيراً.
وحول طاقم التحكيم الصيني الكامل الذي سيقود هذه المباراة، قال الخبير التحكيمي في "العربي الجديد" جمال الشريف: "جرى اختيار الطاقم من نفس البلد، ما سيوفر عنصر الانسجام والتواصل السهل فيما بينهم، وخاصة مع حكم الفيديو المساعد في غرفة الفار، وهذا سيكسب الطاقم مزيداً من المرونة والدقة والسرعة في إنجاز المساعدة في حال كانت هناك قرارات سيتدخل فيها الفار".
وأضاف الشريف الذي قاد نهائي كأس آسيا 1992: "ما نينغ يبلغ من العمر 45 عاماً، إذاً هذه الفرصة الأخيرة له في نهائيات كأس آسيا أو على مستوى البطولات الكبيرة، بدأ التحكيم في الجامعة التي كان يدرس فيها، ومن ثم اعتمد حكماً على المستوى الوطني بعمر 24 عاماً، واعتمد حكماً في الدوري الصيني في 2010، أي حين كان عمره 31 عاماً، وفي 2011، رشحّ للائحة الدولية بعمر 32 عاماً، وبقي على اللائحة الدولية 13 عاماً يمثل التحكيم الصيني".
وأردف: "طبعاً شارك ما نينغ في مونديال قطر 2022 حكماً رابعاً، وساعد كحكم رابع في 6 مباريات، بالتالي سجل حضور أول حكم صيني بعد 20 عاماً، الحكام الصينيون على مستوى القارة الآسيوية أبعد بعض الشيء عن الحكام اليابانيين والكوريين، وخاصة من غرب القارة التي دائماً تمتلك مواهب وطاقات أكبر على المستوى التحكيمي، والتي بمعظمها من الحكام العرب".
وتابع الحكم المونديالي حديثه: "المباراة النهائية شرف كبير للحكم وهي مفصلية ولا تحتمل الأخطاء، وبظل وجود عناصر واحدة من بلد واحد، عملية التواصل اللغوي وتجربة التعاون السابق ستساعدان في تحكيم انسيابي وأكثر انسجاماً، ويصل إلى القرار الأفضل بالدقة والسرعة المناسبتين".
وأضاف أيضاً: "وأدار ما نينغ 3 مباريات، كان المنتخب القطري طرفاً في واحدة منها، لكنه لم يشرف على أي مباراة للأردن، وتوزعت مبارياته على كلّ الأدوار، منها دور المجموعات بين كوريا الجنوبية والبحرين، ومن ثم قطر وفلسطين في دور الـ16، واليابان وإيران في ربع النهائي، وكان عدد المخالفات التي احتسبها 78، بمعدل 26 مخالفة في المباراة، وهذا رقم يتناسب مع المسابقة الآسيوية، وهذا المعدل المتوسط على البطولات الآسيوية وخاصة كأس آسيا، وهذا يعني أنّه ليس متساهلاً وليس متشدداً".
وختم الشريف: "هناك حادثة سابقة بما أنّه طرد 3 لاعبين في مباراة واحدة، ما قد يعتبر أنّه حازم أكثر من اللازم، لكن في هذه البطولة، أشهر 12 إنذاراً بمعدل 4 إنذارات في المباراة، وهو جيد وطبيعي جداً ليس قليلاً ولا كثيراً، ولم يقم بأي حالة طرد، واحتسب ركلتي جزاء، منها واحدة لقطر وأخرى مهمة وحاسمة وشجاعة لصالح إيران أمام اليابان في الدقيقة 94، وكان قراره صحيحاً، بالمجمل، أدّى مباريات جيدة متوازنة وناجحة. أنا أعتقد أنّه قاد مبارياته الثلاث بنجاح، وبات مهيئاً لحياده، منتخبان عربيان، بالتالي هو حكم محايد من منطقة جغرافية أخرى (شرق القارة)، وما أطلق عن الحكم من تصريحات وفساد في إحدى مباريات دوري أبطال آسيا، أعتقد أنه عندما تكون الأدلة دامغة وجرى اتخاذ قرارات صارمة وحقيقية ومؤكدة، فلن يكون له أي مكان على اللائحة الدولية لبلده، وبالتالي لن تكون لديه أي فرصة دولية، وعندما يحضر في كأس آسيا، فإن كانت هناك شبهات بهذه الحادثة، فوجوده في هذه البطولة يدل على أن الحكم لا تمسّه أي شبهة وما أطلق عليه ليس صحيحاً".