ماذا يحدث لصلاح ومحرز

16 مارس 2024
يعاني النجمان محرز وصلاح على الصعيد الدولي مؤخراً (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- غاب محمد صلاح ورياض محرز عن منتخبي مصر والجزائر بسبب طلبات إعفاء من أنديتهم وحاجتهم للراحة والتعافي، وليس بسبب الاعتزال الدولي أو النتائج السلبية.
- ليفربول طلب إعفاء صلاح للعلاج من إصابة، بينما أعرب محرز عن حاجته للتفكير في مستقبله الدولي، مما يعكس تفهم الأطراف المعنية لظروف اللاعبين.
- يُنظر إلى صلاح ومحرز كعناصر أساسية في خطط إعادة بناء منتخبيهما للمنافسات القادمة، مع التأكيد على أهمية الدعم والتفهم المتبادل بين اللاعبين والأجهزة الفنية.

أثار غياب الثنائي محمد صلاح ورياض محرز عن منتخبي مصر والجزائر في فترة التوقف الدولي القادمة الكثير من التساؤلات وعلامات الاستفهام  حول ما وصف بالإعفاء من طرف البعض، والإبعاد من طرف البعض الآخر.

بينما اعتبرها الكثير من المتابعين مجرد استجابة لطلب فريق ليفربول من جهة، ومحرز من جهة أخرى، وسرعان ما تعود الأمور الى نصابها شهر يونيو/ حزيران المقبل، ولا تتعلق برغبة الثنائي في الاعتزال دولياً بسبب النتائج السلبية للمنتخبين المصري والجزائري وتغيير الطاقمين الفنيين وغضب الجماهير المصرية والجزائرية من نجميهما بسبب مردودهما المتراجع خلال الفترة الماضية، وخصوصاً في نهائيات كأس أمم افريقيا الأخيرة.

وكانت إدارة فريق ليفربول أرسلت قبل أيام خطاباً إلى الاتحاد المصري تطلب فيه إعفاء محمد صلاح من السفر إلى الإمارات العربية المتحدة للمشاركة في دورة دولية، حتى يواصل العلاج مع الطاقم الطبي لليفربول، ويتعافى كلياً من الإصابة التي تعرض لها في كوت ديفوار.

وهو الطلب الذي قوبل بالرفض في البداية، قبل أن يتواصل محمد صلاح مع المدرب الجديد للمنتخب المصري حسام حسن الذي أعلن بعد ذلك في ندوة صحافية إعفاء قائد منتخب بلاده بطلب منه كما قال، ما يعني أن الإعفاء جاء استجابة لطلب النادي الإنكليزي واللاعب على حد سواء، رغم عودته إلى الميادين كأساسي من خلال مشاركته الخميس الماضي في مباراة فريقه أمام سبارتا براغ في بطولة "الدوري الأوروبي".

أما رياض محرز، فقد تواصل بداية الأسبوع الماضي مع رئيس الاتحاد الجزائري وليد صادي، ليخبره بأنه بحاجة إلى وقت ليتخذ قرار الاستمرار أو التوقف عن اللعب دولياً، ثم تواصل مع المدرب الجديد للمنتخب فلاديمير بيتكوفيتش، ليطلب إعفاءه من حضور المعسكر القادم والمشاركة في المباراتين الوديتين ضد بوليفيا وجنوب أفريقيا لأسباب نفسية.

وعندما حاول المدرب إقناعه بحضور أول تجمع له باعتباره القائد الذي يعول عليه في إعادة البناء، أصر محرز على موقفه، مؤكداً أنه بصدد التفكير في مستقبله مع المنتخب، لأنه ينوي التوقف عن اللعب دولياً بسبب الظروف النفسية التي يمر بها نتيجة الضغوط الجماهيرية والإعلامية التي تعرض لها مع زملائه.

صحيح أن مستوى صلاح ومحرز تراجع في السنتين الماضيتين، مما عرضهما لانتقادات كبيرة منذ إخفاقهما في قيادة منتخبيهما إلى مونديال قطر، وإخفاقهما في نهائيات كأس أمم أفريقيا في كوت ديفوار، لكن لا أحد يشكك في إمكاناتهما، وقدراتهما على الاستمرار في قيادة منتخبيهما في تصفيات كأس العالم 2026 وكأس أمم أفريقيا 2025، وتعويض ما فاتهما.

ولا أحد يريد لهما الخروج من الباب الضيق، خصوصاً أن حسام حسن وفلاديمير بيتكوفيتش يعتمدان عليهما في المرحلة المقبلة، ولم يبديا أية نية في استبعادهما، وعليه يجب تفهم عدم رضاهما عن تصرف صلاح ومحرز في هذا الظرف الصعب والحساس الذي يقتضي التزام القائدين بمسؤولياتهما تجاه منتخبي مصر والجزائر.

يصعب تصور مصر والجزائر دون صلاح ومحرز، لكن لا منتخب في العالم يتوقف عند لاعب واحد مهما كانت قيمته ومستواه وإنجازاته التي يجب علينا تقديرها وتثمينها مهما كانت الظروف، لأن الأمر يتعلق بأولادنا الذين لا ترفضهم أوطانهم حتى ولو ابتعدوا عن الصواب وقصروا في حقها، وبحق عشاقهم ومحبيهم.

المساهمون