لويس إنريكي ...رحلة الصعود إلى القمة بحاجة للصبر

12 مايو 2015
المدرب إنريكي والسعي وراء الثلاثية التاريخية (العربي الجديد)
+ الخط -
لم يدر في مخيلة أشد المتفائلين من عُشاق برشلونة الإسباني أنّ الفريق "الكتالوني" سيُحقق كل هذه النجاحات تحت قيادة مدربه الحالي، لويس إنريكي، الذي كان قاب قوسين أو أدنى من الرحيل عن صفوف "البلاوجرانا" بعد سبعة أشهر فقط من توليه رأس الإدارة الفنية، لكنه أصبح الآن على مرمى حجر من تحقيق ثلاثية تاريخية للمرة الثانية في تاريخ النادي.

إنريكي فقد ثقة الجماهير تماماً
واعتقد الجميع أنّ إنريكي كتب سطور نهايته مع الفريق "الكاتالوني" بيده، وذلك بعد الأزمة التي فجّرها مع نجم الفريق، الأرجنتيني ليونيل ميسي، في أولى مباريات "البلاوجرانا" خلال عام 2015، عندما أبقاه على مقاعد البدلاء، خلال خسارة الفريق بهدف نظيف أمام مضيفه ريال سوسييداد، في بطولة الدوري الإسباني.

ولم يعد المدرب، الذي تولى دفة قيادة فريق البارسا في بداية الموسم الجاري، محبوباً لدى جماهير الفريق في ذلك الوقت، حيث كانت الأزمة التي افتعلها إنريكي مع ميسي بمثابة النار التي اشعلت الفتيل بين المدرب الشاب من جهة، وجماهير فريق "البلاوجرانا" من جهة أخرى.

وفقد إنريكي الذي بدا وكأنه يسير على خطى صديقه بيب جوارديولا، المدير الفني السابق لنادي برشلونة الإسباني الذي كان قد قاد "البرسا" للأمجاد في أربع سنوات حصد خلالها 14 لقباً، ثقة جماهير فريقه مُبكراً، رغم أنه قد استهل مشواره مع الفريق بثمانية انتصارات متتالية دون تلقي أي هدف.

وساندت جماهير الفريق "الكتالوني"، النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، على حساب المدير الفني لفريقه، وذلك من خلال استفتاء أجرته صحيفة "سبورت" الإسبانية، وأظهر أن جماهير برشلونة قد قدمت دعمها المطلق لنجم الفريق، ليونيل ميسي، على حساب مدرب الفريق، لويس إنريكي، وذلك بحسب الاستفتاء الذي تساءلت فيه صحيفة "سبورت" عن الرابح في المعركة الدائرة بين ميسي وإنريكي

كذلك أجرت نفس الصحيفة، استطلاعاً للرأي عقب المباراة لجماهير برشلونة تساءلت فيه حول رأي الجماهير في بقاء إنريكي من عدمه داخل قلعة "كامب نو" وجاءت النتيجة لصالح رحيل المدرب الشاب بنسبة 96% من المشاركين في الاستطلاع، بينما أيد بقاء المدرب الشاب نسبة 4% فقط من المشاركين.

كرويف يدعو الجماهير للصبر
وأصبح إنريكي بعد المباراة التي خسرها فريقه أمام ريال سوسييداد على صفيح ساخن بعدما تعالت الكثير من الأصوات التي تُنادي برحيله، ولا سيّما وأن الخسارة قد تزامنت مع تدهور علاقته بنجم الفريق الدولي الأرجنتيني، ليونيل ميسي، الذي لقي دعماً من الجمهور.

إلا أن ثمة شخصاً مهماً في برشلونة طالب بالصبر على الفريق ودعم المدير الفني الحالي، لويس إنريكي، من أجل مواصلة مشواره مع النادي "الكتالوني"، وهنا يتعلق الأمر بأسطورة كرة القدم الهولندية ومدرب "البرسا" السابق، يوهان كرويف.

وأطلق المدرب الهولندي في ذلك الوقت تصريحاً قال فيه: "لقد قدّم الفريق مستوى جيداً تحت قيادة إنريكي خلال الثماني جولات الأولى في بطولة "الليجا"، لكن الفريق تراجع بعد ذلك بعد خسارته في الكلاسيكو الأول، لدينا لاعبون جدد ومدرب جديد ومن الطبيعي أن يحتاج الجميع وقتاً كافياً لإيجاد التجانس ومن ثم تتحسن النتائج والعروض، من الظلم الحكم على إنريكي بالفشل لمجرد خوضه هذا العدد القليل من المباريات".

المدرب الإسباني يجني مكافأة صبره
وأثبت المدرب، الذي تولى دفة قيادة فريق البارسا في بداية الموسم الجاري، للجميع أنه أهل للثقة التي أولاه إياها كرويف، حينما جنى مكافأة صبره الطويل، بعد أن أصبح المدرب الأفضل في تاريخ نادي برشلونة، وذلك من خلال نجاحه في قيادة فريقه لتحقيق 47 فوزاً في 55 مباراة لعبها عملاق كرة القدم الإسبانية تحت قيادته، ليُسطر بالتالي اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ "الكتالوني" العريق.

وبات إنريكي على مرمى حجر من قيادة فريقه لتحقيق الثلاثية التاريخية للمرة الثانية في تاريخ النادي، بعدما تخطى عقبة صعبة في طريقه نحو التتويج ببطولة دوري أبطال أوروبا لكرة القدم، من خلال فوزه المستحق على نظيره بايرن ميونخ بنتيجة ثلاثة أهداف دون مقابل، ليُصبح الفريق على بعد خطوة واحدة من التأهل إلى المباراة النهائية من البطولة، والتي ستُقام في برلين.

كذلك، اقترب برشلونة رُويداً رُويداً من الفوز ببطولة الدوري الإسباني لكرة القدم للمرة الثالثة والعشرين في تاريخه، بعدما حقّق برشلونة فوزاً صعباً على ضيفه ريال سوسييداد بهدفين نظيفين مستفيداً، في الوقت ذاته، من خدمة أسداها له فريقه فالنسيا بإرغامه مطارده المباشر وغريمه التقليدي ريال مدريد على التعادل (2 – 2).

وغرّد "البلاوجرانا" بعد هذه المباراة وحيداً في صدارة الدوري الإسباني بعدما رفع رصيده إلى 90 نقطة ليبتعد بفارق 4 نقاط عن ريال مدريد الذي تبخرت أماله نسبيّاً كون غريمه التقليدي برشلونة تنتظره مباراة صعبة أمام مضيفه أتلتيكو مدريد في الجولة المقبلة وأخرى سهلة على أرضه أمام ديبورتيفو لا كورونيا صاحب المركز ما قبل الأخير، في الجولة الأخيرة.

كما وبلغ الفريق الكتالوني، تحت قيادة مدربه، لويس إنريكي، نهائي بطولة كأس ملك إسبانيا لكرة القدم، حيث يتطلع للفوز بهذه البطولة للمرة السابعة والعشرين في تاريخه، عندما يلتقي بفريق أثليتيك بيلباو، في 30 من الشهر الجاري.
المساهمون