ما من شك في أن القارة الأفريقية تُصنف الأكثر "فنيات فطرية" إلى جانب أميركا الجنوبية، وفي سرد تاريخي نتذكر أسماء كبيرة كتبت التاريخ وتركت بصمة على مر السنين.
فمن منا لم يسمع عن الجوهرة المغربية العربي بن مبارك، الذي خطف الأبصار في زمانه وأبهر جميع عشاق "الكورة" آنذاك، ثم تحولت الأنظار إلى المالي ساليف كايتا، الذي أبدع "برسماته" الكروية وأعطى للكرة المالية أبعاداً أخرى.
وواصلت القارة السمراء اكتشافاتها الكروية من خلال لمعان الجزائري الرائع رابح ماجر، الذي أمتع القارة الأوروبية بصولاته ومراوغاته عندما كان مع فريق بورتو البرتغالي، كما قدمت الجزائر لنا أيضاً لخضر بلومي، العملاق الذي قهر الألمان.
لا يختلف اثنان على أن مهد كرة القدم هو إنكلترا وأن معدن كرة القدم هو أفريقيا
وليس بعيداً عن الجزائر، وأعني تونس الخضراء التي قدمت لأفريقيا أوراق اعتماد "المايسترو" طارق ذياب، صاحب الكرة الذهبية الأفريقية لعام 1977، والذي سحر الجميع بصنعه للعب. الجيل نفسه أهدانا "الإمبراطور" المصري كامل الأوصاف محمود الخطيب الخارق للعادة.
وذكرنا للأسماء هنا ليس سوى "قطرة من بحر" لما تزخر به قارة أفريقيا من نجوم كروية، على غرار الموهوب النيجيري أوكوشا، أو المغربي بودربالة أو الليبي الفذ طارق التايب.
وبقيت القارة في زمن ليس بالقصير تعيد تقديم نجوم عالميين، على رأسهم الثنائي الذي شرف كل العرب، والكلام هنا عن المصري محمد صلاح والجزائري رياض محرز، وهو ثنائي يساري ذهبي سيطر على الكرة الإنكليزية بالطول وبالعرض، والأرقام وحدها كفيلة بوضعهما على رأس البطولة الإنكليزية.
وبالمختصر، لا يختلف اثنان على أن مهد الكرة هو إنكلترا وأن معدن الكرة هو أفريقيا.