كريم مطمور: مهما كانت النتائج هذا أفضل جيل في تاريخ الكرة الجزائرية

كشف النجم الجزائري السابق كريم مطمور أن المنتخب الجزائري قادر على التأهل إلى الدور ثمن النهائي من مسابقة كأس الأمم الأفريقية التي تدور حالياً في الكاميرون، مشيراً إلى أن المباراة المرتقبة أمام منتخب ساحل العاج ستكون صعبة لكنها ليست مستحيلة.

وتحدث مطمور الذي سبق له أن مثّل منتخب الجزائر الأول لكرة القدم، في عديد من المنافسات الدولية مثل كأس العالم بجنوب أفريقيا وكأس الأمم الأفريقية عام 2010، في حوار خصّ به "العربي الجديد" عن كثير من الأمور التي شهدها العرس الأفريقي بالكاميرون.

ولعب كريم مطمور خلال مسيرته الاحترافية لأندية مثل فرايبورغ، وبوروسيا مونشنغلادباخ وآينتراخت فرانكفورت وكايزر سلاوترن الألمانية، والعربي الكويتي، وهدرسفيلد تاون، وميونخ 1860 وأديلايد يونايتد.

كيف تلقيت نبأ الخسارة أمام غينيا الاستوائية بعد سلسلة من 35 مباراة دون خسارة؟

هذا محزن نوعاً ما، لأننا كنا نأمل كثيراً أن يفوز المنتخب، خاصة بعد التعادل في المباراة الأولى أمام سيراليون. بدأنا جيداً، ثم كان الهبوط، وهذا مؤسف، لكنه جزء من الرياضة. الظروف لم تكن جيدة على الفريقين، لكن كان هناك فارق بيننا وبين المنافسين من حيث عمق اللعب والفنيات، غير أن هذا المستوى لم يكن متماشياً مع أرضية الميدان السيئة. كذلك لاحظت أيضاً بعض التسرع مع مجريات المباراة، الأمر محبط قليلاً، لكن لا تزال هناك مباراة ضد ساحل العاج، المنافس القوي، ويجب أن يكون هناك ردّ فعل.

ما مشكلة المنتخب الجزائري في هذا الكان برأيك؟

لا يمكن الحديث عن مشاكل، فالأمر الأول أنّ الاستعدادات لم تكن مثالية، لأن الظروف في الكاميرون خاصة، وهناك رطوبة غير عادية، وأجسام اللاعبين لم تتعود ذلك، وهو ما ظهر في المباراة الأولى عندما لعبنا عند الساعة الثانية بعد الظهر وسط حرارة شديدة ورطوبة عالية، ومن الطبيعي أن تجد صعوبات. لكن لا يجب أن نبقى نتحدث عن الماضي، ويجب أن نتعلم مما حدث ونعود للتحضير لما هو قادم. كان هذا أحد العوامل بالإضافة إلى أن هناك ضغطاً عندما تدخل لأي منافسة، وهناك عصبية، وهذا ما يعقّد الأمور بعض الشيء.

ما رأيك في جمال بلماضي؟ هل تعتقد أنه المسؤول عن النتيجة الأخيرة؟

يجب ألا نذهب في هذا الاتجاه، ونبحث عن المذنب، أولاً الأمور لم تنتهِ بعد، لا تزال أمامنا مباراة، إذا فزنا وتأهل المنتخب سيكون ذلك جيداً، ما يعني أننا لم نخسر شيئاً، لكن في الرياضة توجد فترات جيدة وأخرى سيئة، المنتخب الوطني يمرّ بفترة أقل توهجاً.

هل وقع بلماضي في أخطاء مثل عدم استدعائه أندي ديلور؟

لا أعتقد ذلك، فما يحدث بعيد تماماً عن دعوة لاعب أو التخلي عن آخر، المنتخب الوطني لا يعتمد على لاعب واحد، هو منظومة، لكن هكذا تسير الأمور، فترات صعبة يمرون بها، لا يزال أمامهم مباراة، لهذا لا يجب الحكم عليهم قبل الإقصاء أو الفوز.

ما نصيحتك لبلماضي واللاعبين؟

لا أرى أنهم بحاجة لنصيحة، هم لاعبون كبار ويقومون بتحليل الوضع، ويوجد جهاز فني كبير، جميعهم يمتلك كفاءات والكثير من الخبرة، يعلمون أن لديهم مباراة مهمة يلعبونها، يشعرون بالهدوء وسيقدمون أقصى ما عندهم، لأنهم يعرفون ما ينتظرهم.

كيف تقارن جيلكم بالجيل الحالي؟ هل تعتقد أن المنتخب الآن هو الأفضل في التاريخ؟

دائماً ما تكون مقارنة الأجيال صعبة، المنتخب الحالي بطل أفريقيا وسجل سلسلة نتائج تاريخية، ويتفق الجميع على أنه من بين أقوى ما عرفه الجزائر. أما نحن في زماننا، فما حققناه يبقى خاصاً، جئنا من لا شيء، وكان علينا بناء كل شيء، كانت الأمور صعبة، لهذا لن أخوض في المقارنة. ما قدموه جميل وجيد، ونحن فخورون به. ما فعلناه نحن أيضاً كان جيداً، بالنظر للأداء، وهي الاستمرارية، وعوضاً عن المقارنة، أفضل أن أربط الأداء باستمرارية العمل الذي قمنا به سابقاً، وأنا سعيد وفخور بذلك.

كيف ترى مباراة ساحل العاج بعد تعادل ضد سيراليون وهزيمة أمام غينيا الاستوائية؟

ستكون مباراة خاصة، ساحل العاج يمتلكون نقاط قوة وفرديات قوية، لكن يبقى الفوز ممكناً، نحن الجزائر، لدينا فرديات مميزة قادرة على صنع الفارق، كل لاعب يمكنه ذلك، وهم أيضاً يخشوننا ويعلمون بأن أي جزائري قادر في أي لحظة وبأي طريقة على أن يصنع الفارق، حتى إن كان الفريق ليس بأفضل مستوياته، أنا متفائل، وإن تأهلنا ستعود الأمور إلى النقطة الصفر.

هل تعتقد أن منتخب ساحل العاج حالياً أقوى من الذي واجهتم في 2010؟

يبقى من الصعب المقارنة، لكن لديهم جيلاً مميزاً نعم، وأظن أنه أفضل جيل بالنسبة إليهم، لكل الأوقات، لكن هدف منتخبنا أن يتأهل مهما كانت الطريقة واسم المنافس، يجب التأهل فقط، والفوز بأي نتيجة، وأتمنى أن نبلغه.

هل هدفك في ساحل العاج هو الأهم بمشوارك؟

صحيح أنه كان هدفاً جميلاً، لكن هدفي بمصر في ملعب البليدة بصراحة كان خاصاً، في تصفيات كأس العالم، لهذا أجد صعوبة في اختيار أحدهما، كلاهما مهم. ويبقى الاختيار صعباً لأنهما خاصان بالنسبة إلي، وسيبقيان في ذاكرتي إلى الأبد.

ما الذي يمكن أن تقوله عن هذه الذكريات؟

هدف ساحل العاج كان تعديل النتيجة، كنا نعلم أنّ علينا الفوز، وامتلكنا قوة داخلية جعلتنا نشعر بأنه لا أحد يمكنه إيقافنا حتى عندما تأخرنا بهدفين لواحد عند الدقيقة الـ 89، كنا نعلم أنّ بقدرتنا أن نقلب النتيجة، بفضل هذه النتيجة، ربما هذا ما حدث للاعبينا في مباراتهم الأخيرة، ربما كانوا متحمسين لاستمرار السلسلة وبلوغ الرقم القياسي العالمي، وبهذا فقدوا الهدوء الذي كان نقطة قوتهم، أتمنى أن يستعيدوها ويتجاوزوا الدور الأول.

بعد تأهلكم ضد ساحل العاج، واجهتم مصر وسط الكثير من الجدل، هل جرى التلاعب بالنتيجة في هذه المواجهة؟

ربما لست في أفضل مقام لأتحدث عن هذا الأمر، لكنني كلاعب كرة قدم على أرضية الميدان، لم نشعر بأن المباراة عادية، بظروف لعب عادية، كل شيء كان غريباً، وشعرنا بذلك والكثير من الغضب، ما جعلنا نكمل اللقاء بثمانية لاعبين فقط. لم يكن مهماً ما قدمناه، لأن عملنا كان يذهب هباءً، أحسسنا بأن اللقاء خسرناه من البداية.

كيف ترى مستوى المنتخبات في كأس أفريقيا؟ من لفت انتباهك حتى الآن؟

المنافسة تبقى صعبة مثل الظروف التي يعانيها الجميع، وأتحدث عموماً عن جميع المنتخبات، فلم نرى أي مباراة كبيرة، الجميع عجز عن تقديم أداء جيد، لكي أكون صريحاً، لم نشاهد كرة قدم جميلة، لحد الآن يبقى من الصعب اختيار أي منتخب كان.

من ترشحه لنيل اللقب الأفريقي؟

كما قلت في البداية، وبالنظر لظروف صعبة مثل أرضية الميدان، مستوى المنتخبات يتراجع بتراجع مستوى الفنيات، لأن كل شيء يعتمد على القوة والإرادة والجاهزية البدنية، وهذا ما قد يجعل المنتخبات الأفضل على الورق غير مرشحة، لاعبوها يشاركون في عديد من المباريات، وأغلبهم جاء من أوروبا، ولم يعتد الأجواء، ومن المحتمل أن نرى هذه المرة مفاجأة جميلة.

كرة عربية

التحديثات الحية

ما حقيقة استعانة المنتخب الجزائري بـ "راق" لمعالجة العقم التهديفي؟

كيف ترى مهمة الاحتفاظ باللقب بالنسبة إلى منتخب الجزائر؟

كما قلت، ستكون صعبة، لكن الميزة التي نمتلكها وجود لاعبين مميزين فنياً وتكتيكياً، قد لا تكون ميزة في هذه النسخة لأنها تعتمد على القوة البدنية والإرادة، وفي أفريقيا تكون الأمور صعبة، نحن لاعبي كرة القدم، علينا أن نغير الذهنية ونقول إن كل لقاء هو معركة، وسنذهب للحرب.

هل يستطيع المنتخب الجزائري التأهل إلى كأس العالم؟

طبعاً أكيد، سيكونون في سياق آخر ومباراة ثانية، الأمور غير متشابهة مع كأس أفريقيا نهائياً، فهذه الأخير تُلعب تحت ظروف خاصة، أما تصفيات المونديال، فتبقى مختلفة.

كلمة أخيرة للجمهور الجزائري

واصلوا مساندة المنتخب الوطني بطريقة أو بأخرى، الجميع ينتظر واعتادوا تحقيق النتائج الجيدة، الهزيمة جزء من الرياضة، وفي الحياة ليس عدد المرات التي نسقط فيها هي الأهم، لأن المهم عدد المرات التي ننهض بعدها.