"كارثة وطنية": ألمانيا تُبكي البرازيل بسباعية تاريخية

09 يوليو 2014
الأفراح الألمانية تكررت سبع مرات (getty)
+ الخط -

بكت البرازيل على تاريخ كرتها العالمية بعدما ودّع منتخب بلادها بطولة كأس العالم التي تستضيفها على أراضيها، عقب الخسارة التاريخية القاسية أمام المانيا (7-1) في مباراة الدور نصف النهائي للمونديال التي جرت على إستاد جوفيرنادور ماجاليس، لتخرج مطأطأة الرأس، وصدمت عشاقها بصورة لا تصدق، في الوقت الذي احتفل فيه الألمان بالثأر من هزيمة نهائي 2002، وبلوغ المباراة النهائية المقررة يوم 13 من شهر تموز/يوليو الحالي.

وقدمت البرازيل أسوأ وجه لها في تاريخ بطولات كأس العالم، بعدما اهتزت شباكها أمام الماكينات الألمانية بخمسة أهداف في غضون نصف ساعة فقط من الشوط الأول، إثر جملة من الأخطاء الدفاعية الغريبة التي ارتكبها المدافعون، فيما قدمت ألمانيا وجهها التكتيكي المشرق ونالت مكافأة التأهل للمشهد الختامي بهدفين آخرين في الشوط الثاني، قبل أن يحفظ أوسكار ماء وجه السامبا البرازيلية بهدف الشرف في الوقت بدل الضائع.

وتناوب على تسجيل أهداف ألمانيا كل من كلوزة ومولر وسامي خضيرة وداني كروس (2) وشورليه (2)، لينتظر الألمان هوية المتأهل الثاني للمباراة النهائية التي ستكشف بعد نهاية مباراة الارجنتين وهولندا المقررة مساء يوم الأربعاء.

20 دقيقة تكفي للحسم!

لم تكن البداية الهجومية التي استهلها المنتخب البرازيلي مع انطلاق الصافرة عنواناً لما ستؤول إليه المجريات إطلاقاً، حيث مضت 20 دقيقة فقط لتؤكد أنها مجرد هباء منثور، إذ سرعان ما تهاوت القوة البرازيلية شيئاً فشيئاً لدرجة تأكد المتابعون أن حسم المعركة بين المنتخبين تم في ظرف 20 دقيقة فقط!

ضرب الألمان البرازيليين، وبسطوا سيطرتهم التامة بفكرٍ تكتيكيٍ عالٍ، من خلال خطة الانتشار (4-2-3-1)  التي كانت بمثابة العصا السحرية التي تسببت في سباتٍ عميق للبرازيل وأثرت على حالة الخط الخلفي الغريبة لصاحب الأرض والجمهور، والغفلة التي لا يرتكبها من يتقن المستديرة، فشدد الألمان قبضتهم على المجريات من خلال تواجد الرباعي هويديس وهامليس ويروم وبواتينج والمتقدم فيليب لام في الدفاع، واتكأ نسق صناعة الألعاب على سامي خضيرة وشفاينشتايجر في الوسط، مع الإسناد المقدم من توني كروس وأوزيل وميروسلاف كلوزة لإيصال الكرات لتوماس مولر.

ونجح الألمان في مساعيهم، إذ لم تكد تمض العشر دقائق الأولى حتى وصل المنتخب الألماني لشباك الحارس سيزار، حين عكس توني كروس ركنية وصلت لتوماس مولر الغائب عن الرقابة الدفاعية البرازيلية، فلم يجد صعوبة في إيداعها بشباك الحارس سيزار هدف السبق الأول لألمانيا (د. 11).

زلزال ألماني تسبب بكارثة!

اعتقد الجميع أن الهدف سيوقظ البرازيل، التي اعتمدت على تواجد مايكون ودانتي وديفيد لويز ومارسيلو في الدفاع، ولويس جوستافو وفرناندينيو وبرنارد في الوسط والثلاثي هالك وأوسكار وفريد، لكن على النقيض تماماً حيث تاه لاعبو السامبا وفتحوا الطريق أمام أي كرات عابرة تهدد مرمى جوليو سيزار، وعلى إثر ذلك وجد الألمان ضالتهم في فرض الإيقاع المنشود وسط ضياع برازيلي غريب، فعزز الهداف التاريخي لكأس العالم كلوزة تقدم الألمان بهدف ثان حين استقبل كرة مولر وسجلها في الشباك هدفاً (د. 23) وسط ذهول لاعبي البرازيل واشتد الزلزال الألماني مخلفاً مزيداً من الأهداف، فبعد ثلاثة دقائق من الصدمة نجح توني كروس في تسجيل الهدف الثالث، مستغلاً غياب الدفاع البرازيلي فاستقبل كرة فيلب لام العرضية ودكها في الشباك (د.26).

لم تكتف الماكينات الألمانية بذلك، وفي الطروحات التي تكفيهم لحسم الموقعة، بل عادت لاستغلال الشخصية المهزوزة للبرازيل وبعد دقيقتين فقط، خطف توني كروس الكرة من الدفاع "المصدوم" ومررها لخضيرة الذي راوغ الدفاع بسهولة وأعادها لكروس ليضعها الأخير في الشباك هدفاً رابعاً (د.27) لألمانيا، ذرفت معه دموع الحزن والذهول من الجماهير الحاضرة التي عالجها سامي خضيرة بهدف خامس في ظرف دقيقتين أيضاً، حين راوغ الدفاع ومرر لأوزيل فأعادها لخضيرة ليودعها في مرمى سيزار (د. 29)!!

ولا شيء فعله البرازيليون الذين ظلوا يبكون من هول الصدمة، وكاد الألمان ينيجون في تسجيل المزيد لكن مرور الوقت أسعف البرازيل، لينتهي الشوط الأول بخماسية تاريخية لألمانيا.

فضيحة تاريخية!

هاجم البرازيليون مع انطلاقة الشوط الثاني، في محاولات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، قابله تألق لافت للحارس الألماني نوير الذي ظهر أخيراً بعد غياب في الشوط الأول، حيث مرر فريد للبديل راميريس فسددها الأخير بقوة أنقذها نوير بحضور لافت، ثم كرر نوير فعلته مع تسديدة برنارد، وجاء الدور على فريد الذي أطلق كرة قوية كان لها نوير من جديد.

ولم تقف ألمانيا مكتوفة الأيدي أو أنها اتكأت على تقدمها، بل بحثت عن مزيد من الاحتفالات، وكاد مولر يسجل هدفاً لكن سيزار تدخل ومنع الكرة من الدخول في الشباك، لكنه فشل في رد الهدف السادس الذي سجله البديل شورليه من تمريرة لام (د. 69)، الذي حول اللقاء رسمياً لحصة تدريبية للألمان، رغم التبديلات التي أجراها المدرب سكولاري بإشراك ويليان دون جدوى.

وواصل الألمان رسم اللوحات والتعبير عن أفراحهم بالانتصار التاريخي من خلال تبادل الكرة في وسط الملعب على صورة تؤكد أنهم باتوا في مران حقيقي، وعاد شورليه لزيارة شباك سيزار حين سدد كرة قوية استقرت في المرمى هدفاً سابعاً لألمانيا (د. 79) فخرجت على إثره باقي جماهير البرازيل وسط الدموع، وأهدر أوزيل هدفاً ثامناً، فيما سجل أوسكار هدفاً شرفياً للبرازيل (د. 90) في ختام اللقاء الذي آلت نهايته بمحصلة تهديفية تاريخية بلغت (7-1).

المساهمون