غوارديولا.. ظلمك لمحرز سيقتلك وغرورك سينهكك

02 فبراير 2021
محرز أول عربي توج بلقب الدوري الإنكليزي (Getty)
+ الخط -

جذور عائلية نبتت في ولاية تلمسان، وانتماء لا حدود له  للراية الجزائرية منذ نعومة أظفاره، هو فخر العرب الأول زمنياً في الدوري الإنكليزي الممتازة، وكابتن منتخب الجزائر وبطل أفريقيا رياض محرز.

النجم الجزائري المتوهج في سماء أقوى بطولة عالمية للأندية أهدى الجزائر وكلّ العرب، وخاصة فريقه السابق ليستر سيتي، أول لقب في تاريخه، مرصّعاً كذلك بلقب أفضل لاعب في الدوري لعام 2016.

هذا الإنجاز غير المسبوق من أي لاعبٍ عربي وأفريقي عجّل في رغبة كلّ العيارات الثقيلة في أوروبا للتوقيع معه، وهو ما فعله العملاق المانشستراوي الأزرق "مان سيتي"، بأمرٍ من مدربه الإسباني بيب غوارديولا.

رياض واصل رحلة الصعود إلى القمّة بحصد الألقاب الجماعية والفردية، مساهماً بصفةٍ كبيرة في تتويجات فريقه الحالي، ومن هنا بدأ المشوار!

مشوار الرجل الكاره للنجوم، الذي خلناه مات في نفس المدرب الإسباني في زمن المدّ الكتالوني، لأسماءٍ ساهمت في نجاح غوارديولا المتبرّج والنرجسي والمتهّم بالعنصرية، وهو الذي وقف خلف رحيل أسماءٍ أسطورية عن الفريق خلال فترة حكمه.

كلّنا يذكر ما حدث للكاميروني صامويل إيتو، ثالث أكبر الهدافين في تاريخ نادي برشلونة، والغزال الفرنسي هنري، أكبر هدّاف في تاريخ نادي أرسنال، والسلطان السويدي زلاتان إبراهيموفيتش، أحد أعظم رؤوس الحربة على مرّ التاريخ، من دون أن ننسى معاناة النجم الإيفواري يحيى توريهـ الذي تألّم وظُلم من بيب مرتين، في برشلونة وبعد ذلك في السيتي، متجرعاً من نفس كأس الغرابة والمواقف المثيرة للجدل، المتداخلة أحياناً بأسهم العنصرية.
جبروت الإسباني حطّ الرحال هذه المرة على نجمنا الجزائري رياض محرز، الذي لم يرق لغوارديولا تألّقه وتوهجه خاطفاً كلّ الأضواء والنجومية، وسط زخم من اللاعبين الأفذاذ مثل أغويرو ودي بروين وسيلفا.

تألقٌ أجّج نار الغيرة وأحرق أعصاب صاحب الأطوال الغريبة، الذي قرّر العودة إلى ممارسة أساليبه الفاضحة، بتدمير رياض بالموت البطيء من خلال حرمانه من المشاركة في التشكيلة الأساسية، ووضعه على دكة الاحتياط ظلماً وبهتاناً متحدياً كلّ الأعراف الكروية.

ومقابل هذا الظُلم الثقيل مثل ثقل الجبال، واصل محرز تحدي هذا اللئيم بلغة الأقدام وحقيقة الميدان، ليئنّ غوارديولا تحت وطأة توّهج رياض الذي أفلت من مصيدة التمرّد اللتي نصبها له بيب المغرور.

وسيشهد التاريخ أن محرز هو مطلب كلّ المدربين في العالم من دون استثناء،  ولن يعرف الإسباني قيمة رياض إلا بعد فوات الاوان. ظُلمُكَ سيقتُلكَ وغُرورُكَ سَيُنْهِكُكَ عاجلاً أم آجلاً.

المساهمون