غرائب أولمبياد لندن 1908.. منافس يحظى بتكريم ملكي بغصن سنديان وآخر يسابق نفسه

25 يوليو 2024
رمز الألعاب الأولمبية يظهر في كراكوف، بولندا في 5 أكتوبر 2019 (جاكوب بورزيكي /Getty)
+ الخط -

احتفظت النسخة الرابعة من دورة الألعاب الأولمبية التي أقيمت في لندن عام 1908 بالعديد من القصص والأحداث الغريبة والمثيرة للجدل، في وقت تستعد فيه العاصمة الفرنسية باريس لاحتضان النسخة الـ33، المقررة إقامتها خلال الفترة الممتدة بين 26 يوليو/تموز الجاري و14 أغسطس/آب القادم.

لندن تستضيف الحدث بدلاً من روما

في بداية الأمر، جرى اختيار العاصمة الإيطالية روما لاستضافة الدورة، ولكن نظراً لعدم جهوزيتها، تقرر نقل الألعاب إلى العاصمة البريطانية لندن، وعلى الرغم من المهلة القصيرة، إلا أن الحدث كان ناجحاً بامتياز، وذلك بمشاركة 2008 رياضيين بينهم 37 امرأة و1971 رجلاً يمثلون 22 بلداً، خلال فترة امتدت بين 27 إبريل/نيسان و31 أكتوبر/تشرين الأول، على هامش المعرض الفرنسي البريطاني، وكانت هذه النسخة انطلاقة نحو التغيير بوضع القواعد والأنظمة، كما شهدت استعراض الوفود للمرة الأولى، وتجهيز استاد خاص لاستضافة الحدث العالمي، ويتعلق الأمر بتشييد ملعب وايت سيتي في غضون عشرة أشهر، وبلغت تكاليفه حوالي 60 ألف جنيه إسترليني، وهو أول ملعب أولمبي في التاريخ، كما جرى تشييد مسبح أولمبي لأول مرة، احتضن سباقات السباحة.

الشكوى من انحياز الحكام

حققت دورة الألعاب الأولمبية لندن 1908 نجاحاً كبيراً رغم الأمطار المستمرة، حيث تنافست الدول المشاركة في 22 رياضة و110 مسابقات، أبرزها الملاكمة، والدراجات، والجمباز، وألعاب القوى، والزوارق الشراعية، والرماية، وكرة المضرب، وكرة القدم، والمصارعة، وكرة الماء، والتجذيف، والسباحة، لكن هذه النسخة شهدت كثيراً من الجدل في ظل الانحياز الكبير من قبل الحكام البريطانيين، ما دفع اللجنة المنظمة للاستعانة بحكام من جنسيات مختلفة بدءاً من الدورة الخامسة التي أقيمت في العاصمة السويدية استوكهولم.

الروح الرياضية حاضرة

كانت الروح الرياضية حاضرة بقوة في أولمبياد لندن أيضاً، وخطفت منافسة المصارعة اليونانية-الرومانية في الوزن المتوسط الأنظار في تلك الدورة، حيث جرى تأجيل المباراة النهائية التي جمعت بين السويدي موريتز أندرسون ومواطنه فريثيوف مارتنسون يوماً واحداً من أجل السماح للأخير بالتعافي من إصابة طفيفة تعرض لها سابقاً، ما سمح له بالمشاركة في النهائي والفوز بالنزال والتتويج بالميدالية الذهبية.

رياضي بريطاني يسابق نفسه

من أغرب قصص أولمبياد لندن 1908 هو خوض البريطاني ويندام هولسويل سباق الـ400 متر وحيداً، وكانت هي المرة الأولى والأخيرة التي تشهد مثل هذه الحالة في تاريخ الألعاب الأولمبية، وجاء ذلك بعد انسحاب منافسيه الأميركيين ويليام روبنز وجون كاربتنر من السباق احتجاجاً على قرار الحكام المتمثل في إرجاعهما إلى الحارة الثامنة، عقب اتهامهما بإعاقة هولسويل ودفعه عند خط الانطلاق في السباق الأول، قبل إعادته مرة أخرى.

منافس يحظى بتكريم ملكي بغصن سنديان

من الوقائع المثيرة في الدورة الرابعة للأولمبياد، كان الإيطالي بييتري دوراندو، بطل سباق الماراثون آنذاك، حيث كان في الصدارة لفترة طويلة، قبل أن ينهار في اللحظات الأخيرة، عقب دخوله المضمار، بعدما نال منه التعب الشديد، إذ سقط ونهض مرات عدة، ثم ساعده، على إنهاء السباق كل من الطبيب بوغلر ومسؤول التنظيم جاك أندرو، وبعض المساعدين الآخرين، لكن منافسه الأميركي جوني  هايز، الذي حل في المرتبة الثانية، قدم شكوى ضده بسبب نيله مساعدة خارجية، ليُستبعد إثر ذلك، ومن ثمَّ نُقل بييتري دوراندو إلى المستشفى، لكن هذه الحادثة دفعت الملكة ألكسندرا إلى تكريمه ومنحه جائزة مثل التي حصل عليها هايز، وتتمثل في ميدالية وشهادة تذكاريتين وغصن سنديان من حديقة ويندسور.

احتجاج أميركي على البريطانيين في منافسة شد الحبل

تعد منافسة شد الحبل من أكثر المسابقات شعبية في تاريخ الأولمبياد، ولكن في دورة 1908، تفوق فريق شرطة مدينة لندن على منافسه الأميركي آنذاك، ولكنهم احتجوا كثيراً واتهموا الإنكليز بالاستعداد طويلاً للمنافسة، ما دفع الفائزين لاقتراح إعادة المباراة، على أن يواجهوا منافسيهم حفاة الأقدام، لكن الأميركيين رفضوا هذا المقترح في الأخير.

المساهمون