سيُواجه المصري محمد صلاح، نجم فريق ليفربول الإنكليزي، تحدياً مختلفاً هذا الموسم، فبعد سنوات كان خلالها منسجماً مع السنغالي ساديو ماني في قيادة هجوم "الريدز"، سيكون صلاح مطالباً بالتعامل مع الوضع الجديد في الفريق.
ولسوء حظ صلاح، فإن بداية الموسم رسمياً ستكون بمواجهة قوية ضد مانشستر سيتي في كأس الدرع الخيرية، التي سيحاول خلالها ليفربول حصد أول لقب في الموسم، معوضاً خيبة أمله في نهاية الموسم الماضي، عندما خسر نهائي دوري أبطال أوروبا ضد ريال مدريد، وخلالها خسر صلاح تحدياً كبيراً بعد أن أراد الثأر من الفريق الإسباني.
وسيحاول المصري قيادة ليفربول إلى أول لقب في مرحلة ما بعد رحيل السنغالي ماني، ذلك أن محمد صلاح سيكون النجم الوحيد في الفريق رغم الصفقات التي قام بها ليفربول في الميركاتو الصيفي، خاصة بعد أن نجح في الحصول على خدمات مهاجم بنفكيا البرتغالي داروين نونيز، في صفقة قياسية قاربت قيمتها 100 مليون يورو.
ولم يكن ليفربول موفقاً خلال المباريات الودية، حيث غاب الاستقرار عن أداء الفريق في المباريات التحضيرية، ولم تكن الجماهير مقتنعة بمستوى المجموعة، ولهذا فإن صلاح سيكون في موقف صعب، فهو أمل جماهير "الريدز" في الموسم القادم، وتحلم بأن يواصل إبداعه مثل ما فعل في المواسم الماضية.
وكان الانسجام بين صلاح وماني نقطة قوة ليفربول الأساسية، حيث نجحا في مساعدة الفريق على تسجيل الأهداف والتتويج بعدد من الألقاب بفضل قوتهما أمام المرمى، والتكامل الحاصل بينهما، ولكن الوضع الآن سيختلف بشكل كبير، إذ سيكون صلاح محروماً من الدور الذي كان يقوم به ماني، الذي ساعده كثيرا على تحسين أرقامه وحصد العديد من الجوائز الفردية.
واختار اللاعب السنغالي الرحيل عن ليفربول خلال الميركاتو الصيفي، وفضل خوض تجربة مع بايرن ميونخ الألماني، وكان صلاح من بين اللاعبين الذين بادروا بتوجيه رسالة إلى السنغالي بعد انتقاله رسمياً إلى الدوري الألماني، ما يكشف حجم الارتباط بين النجمين رغم التنافس القوي في الموسم الماضي بين المنتخبين المصري والسنغالي.
وفي مواجهة فريق يعتبر من أفضل الأندية في أوروبا في السنوات الأخيرة، فإن غياب البرتغالي جوتا سيزيد من مشاكل ليفربول ويجعل مهمة صلاح أصعب، بما أن اللاعب البرتغالي كان كثيراً ما يقدم المساعدة إلى هجوم فريقه من خلال صناعة الأهداف أو تشتيت تركيز المدافعين.
كما أن مواجهة "السيتي" ستكون الأولى للفرعون المصري، بعد أن مدد عقده مع ليفربول إثر مفاوضات طويلة، كان خلالها قريباً من الرحيل عن فريقه بسبب الاختلاف على الجوانب المالية، وكاد أن يكلف ليفربول خسارة أفضل لاعب في صفوفه.
وستكون مهمة صلاح، طوال الموسم القادم، مشابهة لما سيكون عليه الوضع خلال المباراة الأولى، فهجوم ليفربول سيعتمد بشكل كامل على النجم المصري، الذي سيرفع التحدي مجدداً في مهمة تأكيد أنه الأفضل بوجود ماني أو في غيابه، في سعيه لتأكيد أحقيته بأن يكون اللاعب الأفضل في الدوري الإنكليزي، كما أن العقد المميز الذي حصل عليه صلاح إثر موافقته على البقاء مع ليفربول سيجعل مهمته صعبة للغاية.
ولم يسبق أن عاش صلاح وضعاً مشابهاً يكون خلاله النجم الأول والوحيد في الفريق، وهي تجربة تشبه نسبيا ما يعاني منه صلاح عندما يلعب مع المنتخب المصري، حيث كان يعاني بسبب الضغط الكبير المسلط عليه وغياب التكامل مع بقية المهاجمين في المنتخب.
ووسط هذه الضغوط القوية، سيكون صلاح في تحد كبير ومختلف عن المواسم الماضية، ولكن مهارات النجم المصري ستلعب دوراً كبيراً في إسعاد الجماهير وإثبات أنّه اللاعب الأهم في الدوري الإنكليزي، بل إن اللاعب المصري سيكون مصدر الخطر الوحيد على مانشستر سيتي، الذي ينطلق بفرص كبيرة من أجل الفوز بكأس الدرع الخيرية أو الدوري الإنكليزي في مرحلة ثانية.