يبرز التراجع الكبير بالنسبة إلى إنتر ميلانو ومنافسه ميلان، الليلة، في قمة الدوري الإيطالي لكرة القدم، على مستوى الترتيب والنتائج، وكذلك في التعامل مع الملفات المهمة التي تتعلق أساسا بتمديد عقود النجوم، حيث تلقت جماهير الإنتر وإدارة الفريق صدمة قوية بعد أن تأكد أن المدافع السلوفاكي ميلان سكرينيار تعاقد رسمياً مع باريس سان جيرمان الفرنسي، وبالتالي سيرحل عن الفريق في الميركاتو الصيفي في صفقة انتقال حر لن يستفيد منها الفريق مالياً.
والأصعب هو الفراغ الذي سيتركه في الموسم القادم، وكذلك الأزمات التي سيتسبب فيها إلى حدود نهاية الموسم الحالي، بما أنه يحمل شارة القيادة، وجماهير الفريق قد تطالب بسحبها منه، خاصة أن بعض المجموعات وجهت رسالة إلى السلوفاكي في الأيام الماضية، تدعوه فيها إلى البقاء مع الفريق في الموسم القادم وعدم الرحيل، ولكنّه اختار الرحيل وحسم موقفه.
أمّا نادي ميلان، فقد مدّد عقد نجم وسط ميدانه الجزائري إسماعيل بن ناصر بعد مفاوضات طويلة، ولكنّه الآن يُواجه أزمة كبيرة بعنوان البرتغالي رافايل لياو، أفضل لاعب في الفريق، بعد أن تحدثت صحف إيطالية عن توقف المفاوضات بين إدارة النادي ووكيل اللاعب بخصوص تمديد العقد، ورغم أن إدارة "الروسونيري" نفت الأمر، إلا أن تأخر الاتفاق الرسمي يؤكد وجود أزمة حقيقية منعت من التوصل إلى حل رسمي يُنهي الجدل ويضمن للنادي ألا يعيش على وقع أزمة السلوفاكي سكرينيار.
والعجز عن تمديد عقود نجوم الفريقين يؤكد الأزمة المالية التي يُعانيان منها، ذلك أن الفريقين لم يتحركا في الميركاتو الشتوي رغم النقائص الكبيرة التي ظهرت على دفاع ميلان، الذي أصبح يمثل نقطة الضعف الأساسية في الفريق، حيث اهتزت شباك "الروسونيري" في كل المباريات تقريباً من دون أن تكون لهم القدرة على تفادي خطورة المنافسين، حيث كانت الخماسية التي دخلت مرماهم أمام ساسولو مؤشراً كبيراً على الضعف الذي بات عليه الفريق.
كما افتقر إنتر إلى الحلول كلما أصيب لاعبه الكرواتي مارشيلو بروزوفيتش، الذي أصبح لا يُعوض في وسط الميدان، وكلما غاب عن إحدى المباريات، تظهر عيوب وسط الميدان، ولكن النادي لا يملك أموالاً للتعاقد مع لاعبين من مستوى عال يمكنهم تقديم الإضافة، كما أن الفريق لم يقدر على التعاقد مع مدافع جديد يحل محل اللاعب السلوفاكي منذ الآن، بسبب ضعف موارد الفريق وعدم قدرة مالكه الصيني على تمويل الميزانية.