سلطنة المنتخب الفرنسي

16 نوفمبر 2021
منتخب فرنسا توج في مونديال 2018 (جون بيري/Getty)
+ الخط -

تشهد كرة القدم العالمية حاليا سطوة فرنسية لا غبار عليها، فهي حاليا بطلة العالم وبطلة دوري الأمم الأوروبية عن جدارة، وهذه الإنجازات لم تأتِ من فراغ، بل هي نتاج دراسات طويلة المدى انتهجها الاتحاد الفرنسي من أجل السيطرة والزعامة.

والكل كان يدرك في السبعينيات تخلف المنتخب الفرنسي قياسا ببعض المنتخبات الأوروبية الأخرى، مثل إيطاليا وألمانيا، أبرز منتخبات "القارة العجوز" تتويجا بلقب كأس العالم.

وكان النموذج الألماني في تكوين اللاعبين حلم يريد استنساخه الجميع في تلك الأوقات، وأول من أصرّ على ذلك الاتحاد الفرنسي، الذي قرر تكوين عديد الأكاديميات، من أجل إعداد أجيال واعدة لكسر الزعامتين الألمانية والإيطالية، ومع مرور السنين، شهد العالم بروز نجوم فرنسيين ترعرعوا وكبروا داخل هذه المدارس، وعلى رأسهم زين الدين زيدان وديشامب وتورام ودجوركاييف، والقائمة طويلة.

من دون أن ننسى الجيل الذي سبقهم، والذي فتح أبواب التتويجات الدولية عام 1984 بأول بطولة أوروبية للأمم لفرنسا، بوجود بلاتيني وجيراس وتيغانا وفرننديس. وبعد 14 عاما من هذا الإنجاز الأوروبي، جاء الإعجاز العالمي، أيضاً على الأراضي الفرنسية، بأول لقب لكأس العالم أمام "البعبع" البرازيلي. حينها انتبه عالم الكرة لقيمة الكرة الفرنسية المتفجرة آنذاك، بقيادة الراحل إيمي جاكي "مدرب الديوك"، الذي أبهر العالم بدهائه التكتيكي.

والمدرب الحالي للمنتخب الفرنسي ديشامب عاش التتويج لاعباً آنذاك، وبعد ذلك مدرباً، ليكون واحداً فقط من ضمن ثلاثة نالوا شرف التتويج بلقب كأس العالم بصفة لاعب ومدرب إلى جانب البرازيلي ماريو زغالو والألماني فرانس بيكنباور.

المدرب الفرنسي الذي حطم كل الأرقام القياسية في تاريخ المنتخب ما زال طامعا في تكرار نفس الإنجاز برفع التاج العالمي للمرة الثانية تواليا والثالثة في تاريخ فرنسا، ولكن هذه المرة ستكون المنافسة أقوى بكثير من النسخة السابقة، بحكم العودة القوية للألمان والطليان الإنكليز والإسبان، بالإضافة لعلو كعب البرازيل والأرجنتين، ما يشير إلى مونديال قطري من نار في الانتظار.

المساهمون