تعارض إدارة ريال مدريد عودة البرتغالي كريستيانو رونالدو إلى النادي الملكي مجدداً، بعد سنوات المجد التي قاد خلالها "الدون" فريقه إلى الحصول على دوري الأبطال في أربع مناسبات منها 3 توالياً.
ونجح رونالدو، طوال مواسمه في مدريد، في تحطيم كل الأرقام القياسية الممكنة، ليحجز مكاناً مهما في تاريخ ريال مدريد ويصبح واحدا من أعظم اللاعبين الذين خاضوا تجربة معه على مرّ السنوات.
في الأثناء، ورغم كل هذه النجاحات، فإن ريال مدريد يضع نفسه، للموسم الثاني، خارج قائمة الأندية المعنية بالتعاقد مع رونالدو، ذلك أنّه في ميركاتو 2021، عندما رغب رونالدو في الرحيل عن يوفنتوس، لم يكن الريال متحمساً لفكرة عودته رغم أن الفريق كان يعاني وفي حاجة إلى دعم كبير في الهجوم، بسبب إصابة إيدين هازارد وضعف أداء غاريث بيل.
وفي ميركاتو 2022، ظهر الريال وكأن رحيل رونالدو عن مانشستر يونايتد مسألة لا تعنيه من قريب أو بعيد، رغم الأخبار التي تحدثت عن إمكانية انتقاله إلى أتلتيكو مدريد، الغريم التاريخي للريال، ولكن صحيفة "ماركا" أشارت إلى أن مجلس إدارة الملكي غير مهتم بملف البرتغالي.
ومن الواضح أن الريال أدرك أن الحسابات الاقتصادية تفرض على النادي التعاقد مع مواهب شابة، ومنحها فرصة البروز، بدل التعاقد مع أسماء من حجم رونالدو، قد يكون من الصعب عليها لاحقاً قيادة الفريق إلى الألقاب، وهي فلسفة ميزت تعاقدات الريال الأخيرة، حيث كان الفريق يبحث عن المواهب التي ينتظرها مستقبل واعد، وهي كلمة السر في معظم صفقاته تقريبا، منها الفرنسي كامفنغا أو مواطنه تشواميني.
كما أن علاقة "الدون" بريال مدريد وإدارته شهدت فتوراً منذ أن فرض على النادي بيع عقده في 2018، رغم أن الريال لم يكن مستعداً لحدث مشابه، ولكن رونالدو فرض سياسة الأمر الواقع، ليجد الرئيس فلورنتينو بيريز نفسه في موقف لا يحسد عليه لتعويض أهم لاعب في منظومة الفريق الهجومية، وهو ما يفسر الصعوبات التي واجهها الفريق في المباريات الأولى بعد رحيل نجمه.
ورغم أن إمكانية انتقال رونالدو إلى أتلتيكو مدريد تعتبر ضربة قوية لجماهير الريال، التي قد لا تقبل مشاهدة نجمها السابق منافساً في "الليغا"، إلا أن كل المعطيات تؤكد أن مشاهدة رونالدو بألوان ريال مدريد مجدداً باتت أمراً مستحيلاً، فالريال اختار اعتماد خطة جديدة، لا يبدو أن لرونالدو مكاناً في فيها، أو قدرات تسمح له بأن يفرض نفسه.