حلّ رئيس ريال مدريد السابق، رامون كالديرون ضيفاً على موقع وصحيفة "العربي الجديد"، وتحدّث عن العديد من القضايا، أبرزها مونديال قطر 2022، وأشاد خلال المقابلة بالتحضيرات التي ستؤدي على حدّ قوله إلى أفضل نسخة لكأس العالم، رغم ظروف كورونا الحالية.
وعن طريقة تعامل قطر مع الجائحة، وهي التي ستستضيف البطولة بعد عامين، قال: "كلّ العالم تأثر بجائحة كورونا. لقد "غيّر" الفيروس العالم بأسره بطريقة صادمة ومن الطبيعي ألا تكون قطر استثناءً. بالتأكيد تأثرت قطر، لكن بحسب ما علمت من الإعلام ومن العديد من الأصدقاء في قطر أن كلّ شيء يسير على ما يرام، وأنهم يسيرون في الطريق الصحيح في الوقت الحالي، وهذا ما نتج عنه انخفاض في مؤشر الإصابات والوفيات".
وأضاف في هذا الصدد "هذا الأمر سمح لقطر باستضافة العديد من الأحداث الرياضية في ظل كورونا، مثل الأدوار الإقصائية لدوري أبطال آسيا وإقامة دوري نجوم قطر، إضافة إلى العديد من الأحداث وبحضور عدد محدود من الجماهير وهذا ما لا نراه في العديد من الدول، لذا أعتقد أن المهمات تسير في الطريق الصحيح".
وزار كالديرون الدوحة في العديد من المناسبات، وقيّم التحضيرات الحالية مقارنة مع النسخ السابقة لكأس العالم "لا شك في أنه قبل عشر سنوات في ديسمبر/ كانون الأول 2010، عدد قليل من الناس كانوا يعتقدون أنّ 90% من منشآت مونديال قطر كالملاعب والبنى التحتية ستكون جاهزة قبل عامين. هذا ما يؤكد أن قطر الدولة الصغيرة بالمساحة وعدد السكان هي كبيرة بأفعالها، وأقول ذلك دائماً عن الأفكار الإبداعية والوفاء بالوعود، مع الأخذ في الاعتبار بأنهم قاموا بكلّ ذلك رغم العديد من المشاكل مثل الحصار "غير العادل" إضافة إلى الجائحة".
وتابع حديثه "واجه العالم مشاكل عديدة هذا العام، وهذا رائع بالنسبة لقطر وأنا أعلم جيدًا ما قام به حسن الذوادي (الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث) وناصر الخاطر (الرئيس التنفيذي للجنة قطر 2022)، لكنني متفاجئ بما قاموا به وأن كلّ شيء سيكون ممتازاً، وأنا قلتها كثيراً من قبل إن مونديال قطر سيكون الأفضل على الإطلاق".
وعن تعرّض قطر للعديد من الحملات الإعلامية بعد نيل شرف تنظيم كأس العالم 2022، ووضع مروجي تلك الادعاءات حالياً، قال "أعتقد أن أهم هذه الحملات والتعليقات جاءت من الجهل بالمعرفة أن دولة صغيرة بعدد سكان محدود ستكون قادرة على تنظيم كأس العالم. هذا الأمر كان منطقيًا في البداية وأي شخص كان من الممكن أن يفكر بنفس الطريقة، لكن قطر "فعلتها"، وبالتأكيد أن معظم التعليقات كانت بشأن العمال وأماكن الإقامة".
وأضاف "لقد زرت بعضها وأقولها بصراحة إن المشكلة ليست في قطر لكن المشكلة في الدول التي ينتمي إليها هؤلاء العمال فهم كانوا يعانون ولا يحصلون على عمل واحد على الأقل في بلادهم، وإذا حصلوا على عمل فهم يتقاضون 10 دولارات في اليوم، وعندما جاؤوا إلى قطر وجدوا الراتب يتراوح ما بين 400 و500 دولار في الشهر، إضافة إلى إعفائهم من الضرائب وحصولهم على مكان للإقامة وطعام وملابس وتنقلات. هل هذا صحيح أم لا؟! بالتأكيد أي شخص يرغب في الحصول على مليون دولار سنوياً، لكن هذه ليست قواعد العالم، وأعتقد أن العديد من الأشخاص علِموا أنهم كانوا على خطأ".
وتطرق الرئيس الذي حقق مع "الميرنغي" لقبين في الدوري خلال عهده (2006-2009) إلى انعكاس إقامة بطولة متقاربة المسافات في قطر على الجماهير في كأس العالم "للمرة الأولى في التاريخ ستقام البطولة بما هو أشبه بمدينة وليس دولة كبيرة، فلا حاجة للتنقل عبر الطائرات ليس فقط للجماهير بل أيضاً للاعبين الذين سيقيمون في نفس الفندق منذ يوم الوصول حتى يوم المغادرة".
وختم حديثه "بالتالي هذا سيكون مهماً جداً لمستوى اللاعبين، وأيضاً بالنسبة للجماهير سيكون الأمر أقل كلفة، والفرصة متاحة لحضور 3 أو 4 مباريات في نفس اليوم مع مسافات متقاربة جداً من 20 إلى 30 دقيقة، في ظل شبكة طرقات حديثة ومواصلات متطورة. سيكون الأمر رائعًا، وستُدهَش الجماهير برؤية الملاعب. فكلّ التسهيلات متوفرة وأعتقد أنها فرصة رائعة لأي شخص محب لكرة القدم بأن يسافر إلى قطر ويتابع المونديال".