جيل مانزانو.. من حراسة المرمى وهوس الدراسة إلى عالم التحكيم

يعد جيل مانزانو (39 عاماً) أحد أشهر الحُكام الإسبان في القارة الأوروبية، بعدما أدار الكثير من المواجهات الكبرى خلال مسيرته الاحترافية، على رأسها "الكلاسكيو" بين ريال مدريد وغريمه التاريخي برشلونة، بالإضافة إلى إدارة مباريات دوري أبطال أوروبا.

ولد جيل مانزانو في الرابع من شهر فبراير/شباط عام 1984، ونشأ وسط عائلة تحب كرة القدم، لكنها تهتم بالدراسة، التي وضعتها على رأس أولوياتها، لأنه تضمن للإنسان الاستقرار وتحميه من الجهل، وفقاً لما ذكرته صحيفة "ماركا" الإسبانية.

وتربى جيل مانزانو في بلدة دون بينايتو الإسبانية، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 40 ألف نسمة، حيث يعتمد مواطنوها على الزراعة والتجارة، من أجل جني الأموال، وهذا ما زالت عائلة الحكم تفعله حتى الآن، رغم الشهرة الكبرى، التي جلبها لهم.

ولم ترغب والدة جيل مانزانو بأن يغادر نجلها البلدة الهادئة، لكن تعلق الشديد في عالم كرة القدم، جعلها توافق في النهاية بأن يلعب مع الفريق المحلي كحارس مرمى، ومن هناك انطلقة حكاية تعلقه بالتحكيم.

ومع وفاة والده الذين كان أحد النشطاء السياسيين المعروفين في البلدة، قررت والدة جيل مانزانو أن يلتزم ابنها في تعليمه، حتى أصبح مهووساً بالدراسة، بعدما درس في الجامعة العلوم البيئة، وحصل على شهادة الليسانس بامتياز، لكنه لم ينسى الاهتمام بصحته البدنية، نتيجة محافظته على التدريبات، واللعب كحارس مرمى في المباريات مع فريق الجامعة.

كرة عالمية

التحديثات الحية

الحكم ستيلر.. حكاية المحامي الذي كره الجامعة وأراد أن يكون طبيباً

صحيح أن جيل مانزانو حصل على شهادته الجامعية، وعاد إلى بلدته مرة أخرى، لكن فكرة الدخول في مجال التحكيم واصلت ملاحقته، حتى قرر الحصول على شهادة تخوله إدارة المواجهات، وهو ما فعله في عام 2001، عندما أصبح يُحكم في مباريات دوري الدرجة الرابعة في إسبانيا.

وحصل جيل مانزانو على تقييم جيد للغاية من لجنة الحُكام في الاتحاد الإسباني، ليجري بعدها منحه ترقية في عام 2006، حتى يدير المواجهات في منافسات دوري الدرجة الثالثة، لكنه كان يطمح لأن يصبح أحد حُكام "الليغا".

وفي عام 2012 تحقق حلم جيل مانزانو، بعدما أصبح حكماً في منافسات الدوري الإسباني، لكنه وضع هدفاً أساسياً في مسيرته الاحترافية، عبر السفر إلى المملكة المتحدة، من أجل تعلم اللغة الإنكليزية، كي يحصل على شارة الاتحاد الدولي لكرة القدم "يويفا"، وهو ما حدث في عام 2014.

وأصبح جيل مانزانو أحد الحُكام الإسبان الـ 3، الذين يتقنون اللغة الإنكليزية بشكل جيد للغاية (سانشيز مارتينيز، أليخاندرو هيرنانديز)، لكنه لم ينس نهائياً رغم شهرته، بلدته التي تربى ونشأ فيها، حيث يقضي فيها جميع أوقات إجازته، ويعمل في مزرعة عائلته.