تونس والجزائر الأفضل... هذه أبرز ظواهر التصفيات الأفريقية

01 ابريل 2021
منتخب تونس (Getty)
+ الخط -

شهدت تصفيات أمم أفريقيا العديد من الظواهر المثيرة، يتصدرها تحقيق الكرة العربية رقماً قياسياً في عدد المنتخبات المتأهلة إلى البطولة، تتصدرها 7 منتخبات من إجمالي 24 صعدت، هي الجزائر حامل اللقب، ومصر الأكثر تتويجاً، وتونس، والمغرب، والسودان، وموريتانيا، وجزر القمر، لتحطم الرقم القياسي في نسخة عام 2019 التي شهدت وقتها مشاركة 5 منتخبات عربية في البطولة القارية بمصر.

تأهل تاريخي لأول مرة

ومن الظواهر أيضاً، نجاح عدة منتخبات في حصد تأشيرة التأهل إلى البطولة لأول مرة في تاريخها الرياضي، يتصدرها منتخب جزر القمر، المنتخب العربي الصاعد تحت قيادة مديره الفني أمير عبدو، وحصد 9 نقاط في التصفيات، وهو أعلى عدد من النقاط يحققه منتخب جزر القمر في أي تصفيات شارك فيها، وحاز وصافة المجموعة السابعة. وكذلك تأهلت لأول مرة غامبيا بعد حصولها على صدارة المجموعة الرابعة متساوية مع الغابون برصيد 10 نقاط.

عودة النجوم الكبار

وكتبت التصفيات في ظاهرة أخرى، عودة النجوم الكبار الذين ابتعدوا لفترة عن منتخباتهم للتألق، منهم الغابوني الكبير بيير أوباميانغ، هداف أرسنال الإنكليزي، الذي قاد الغابون إلى التأهل بعد غياب دام 5 سنوات عن البطولة القارية، وسجل هدفين في التصفيات، وكذلك محمد صلاح هداف ليفربول الإنكليزي والمنتخب المصري الذي ظهر في آخر جولتين بعد ابتعاد طويل، وسجل هدفين جميلين في مرمى جزر القمر. وظهر إسلام سليماني هداف ليون الفرنسي والمنتخب الجزائري، الذي أعاده جمال بلماضي، المدير الفني، في مباراة زامبيا في الجولة الخامسة، وسجل هدفين من ثلاثية المحاربين، وأسهم في تأهله إلى البطولة القارية، بخلاف تألق كبار النجوم في القارة، مثل رياض محرز قائد الجزائر، وفيكتور أوسمين نجم نيجيريا، وأندري أيو قائد غانا، وفرانك كيسي نجم ساحل العاج، وهم نجوم أسهموا بأهدافهم في تأهل منتخباتهم بسهولة إلى البطولة القارية الكبرى وتخطي عقبة المجموعات دون مشقة.

سقوط المدربين

ومن ظواهر التصفيات سقوط عدد كبير من المدربين الكبار أصحاب الأسماء اللامعة في الكرة الأفريقية، ويتصدر هؤلاء الخبير الفرنسي وعميد المدربين الأجانب في أفريقيا كلود لوروا، الفائز بالبطولة في عام 1988 برفقة الكاميرون، الذي أخفق في قيادة منتخب توغو للتأهل، وجاء في المركز الرابع والأخير في المجموعة السابعة خلف مصر وجزر القمر وكينيا، وبات مهدداً بفقدان منصبه في الفترة المقبلة بعد 5 سنوات قاد فيها توغو.

وسقط أيضاً ميتشو الصربي، المدير الفني لمنتخب زامبيا الذي حل ثالثاً في المجموعة الثامنة، وصعدت منها الجزائر وزيمبابوي، ولم ينجح ميتشو في معادلة إنجازه مع أوغندا حينما صعد إلى أمم أفريقيا 2017، وهو من الأسماء الكبيرة في مجال التدريب في القارة، وقاد من قبل الزمالك المصري وأورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي.

 وسقط في دائرة الخروج المبكر أيضاً مدرب كبير، هو زوران فيليبوفيتش، المدير الفني لمنتخب ليبيا، الذي حل في مؤخرة جدول ترتيب المجموعة العاشرة، وفشل في تحقيق حلم الصعود، وبات استمراره محل شك كبير في منصبه، بعد تصاعد الضغوط عليه للاستقالة، وهو مدرب قاد منتخب صربيا، بالإضافة إلى فريق رد ستار الصربي الكبير، وفاز معه ببطولة الكأس، وعمل مدرباً في الوقت نفسه لغولدن الجنوب أفريقي قبل 10 سنوات.

نجاح المدرب الوطني

وكتبت التصفيات نجاح المدرب الوطني بشكل لافت في قيادة المنتخبات التي خاضت التصفيات في بلوغ النهائيات القارية، وأصبح "موضة" في عالم الكرة السمراء، بعد تفوق جمال بلماضي، المدير الفني للجزائر، وأليو سيسيه، المدير الفني للسنغال، في قيادة المنتخبين إلى نهائي أمم أفريقيا 2019 التي حسمتها الجزائر لمصلحتها وقتها بهدف، وتوّجت بطلة للقارة. ونجح بلماضي وسيسيه في مواصلة التألق خلال التصفيات، وحسما مبكراً صعود الجزائر والسنغال إلى النهائيات الكبرى، وانضم إليهما عدد كبير من المدربين مثل حسام البدري المدير الفني للمنتخب المصري، ومنذر الكبير، المدير الفني لمنتخب تونس، وتشارلز أوكونور المدير الفني لمنتخب غانا، وأمير عبدو، المدير الفني لمنتخب جزر القمر، ووبيتو أباتي المدير الفني لمنتخب إثيوبيا، وكامو كالو، المدير الفني لمنتخب بوركينا فاسو، وهو ما يُعَدّ انتصاراً للمدرب الوطني في القارة السمراء وخطوة نحو تقليل عدد المدربين الأجانب الوافدين على أفريقيا في السنوات المقبلة.

عودة منتخبات شاركت في تأسيس الكاف

وكتبت تصفيات كأس الأمم الأفريقية ظاهرة أخرى، تمثلت بعودة منتخبات شاركت في تأسيس الكاف قبل أكثر من 60 عاماً، هي منتخب السودان وإثيوبيا اللذان نجحا في حصد وصافة المجموعتين الرابعة والحادية عشرة، وحصد كل منهما 12 و9 نقاط على الترتيب، ونالا بطاقة التأهل إلى البطولة برفقة مصر الممثل الثالث وقت تأسيس الكاف، فيما غابت جنوب أفريقيا الشريك الرابع قبل تجميده لسنوات بعدها بسبب العنصرية. والطريف أن فشل جنوب أفريقيا في التأهل جاء بعد أيام قليلة من انتخاب رجل الأعمال الجنوب أفريقي باتريس موتسيبي رئيساً للكاف خلفاً للملغاشي أحمد أحمد الذي أُوقف قبل فترة من جانب الفيفا.

تونس والجزائر الأفضل

ورقمياً، نجح منتخب تونس في الحصول على صدارة قائمة منتخبات القارة في التصفيات، بعدما حصد تحت قيادة مدربه الوطني منذر الكبير أعلى عدد من النقاط (16 نقطة) تصدّر بها جدول ترتيب المجموعة العاشرة وحقق 5 انتصارات، وهو أكبر عدد من الانتصارات بين كل المنتخبات، يليه المغرب والجزائر ونيجيريا وغانا، وحصدت كل منها 14 نقطة في التصفيات، ونالت وصافة الأكثر حصداً للنقاط في التصفيات.

 وتنفرد الجزائر في الوقت نفسه بصدارة قائمة أكثر المنتخبات تسجيلاً للأهداف، لتحصد مع جمال بلماضي لقب أقوى خط هجوم برصيد 19 هدفاً، وسجلت في مباراتين فقط 10 أهداف. ونجحت منتخبات مصر وبوركينا فاسو والمغرب والجزائر والسنغال وتونس ونيجيريا في الخروج من الجولات الست في التصفيات دون التعرض لأي خسارة، وحسمت صدارة المجموعات الخاصة بها وتأهلت إلى البطولة. وباتت في حكم المؤكد مشاهدة نسخة قوية ورائعة لأمم أفريقيا في الكاميرون 2022 مع قوة المنتخبات المتأهلة.

فشل منتخبات كبرى في التأهل

وتبرز ظاهرة في تصفيات الكرة الأفريقية، هي فشل منتخبات كبرى في التأهل، من بينها منتخب الكونغو الديمقراطية أحد أقوى 10 منتخبات في التصنيف والمرشح بقوة للتأهل إلى كأس العالم، وكذلك جنوب أفريقيا التي توجت بطلة مرة والتي بلغت الدور ربع النهائي في النسخة الماضية بمصر إلى جانب منتخبات شاركت في النسخة الأخيرة 2019 مثل أنغولا وبوروندي وكينيا التي عجزت عن حصد تأشيرة التأهل.

المساهمون