بين ويمبلي وبيلفاست.. ضاعت إيطاليا

16 نوفمبر 2021
منتخب إيطاليا تعثّر أمام أيرلندا في الجولة الأخيرة (كلاوديو فيا/Getty)
+ الخط -

أربعة أشهر فقط كانت كافية لكي تضيع معها هوية منتخب استعاد في ليلة ويمبلي هيبة إيطاليا وقدرتها على إخافة المنافسين.

في ويمبلي كانت إيطاليا منتخباً أخاف الإنكليز، لم يتأثر بالتأخر في النتيجة، صنع اللعب، سيطر وفاز باللقب، استحقه عن جدارة، في بلفاست كانت إيطاليا منتخباً خائفاً، بلا رغبة ولا حماس، تائهاً بشكل غريب فلم يستحق التأهل تلك الليلة.

معه حق روبرتو مانشيني، التأهل كان يجب أن يحسم قبل الجولة الأخيرة، التعادل مع بلغاريا في فيرنسى كان كارثياً، عدم الفوز على سويسرا ذهاباً وإياباً مع ركلتي جزاء ضاعتا، كل ذلك كسر ظهر الفريق.

جورجينيو هو رمز عدم التأهل لإيطاليا، الجمهور يحمّله مسؤولية كبيرة، إضاعة ركلتي جزاء كانت مكلفة جداً، لم ينجح بعدها باستعادة الثقة، بدا شبحاً للاعب كان بعد ويمبلي من أبرز المرشحين للكرة الذهبية.

الغيابات عن إيطاليا مؤثرة طبعاً، لكنها ليست سبباً على الإطلاق لهذا الفقر في الأداء، غيابات سويسرا أكثر لكن جوعها وحماسها حسما الأمور، تماماً كما كانت إيطاليا في الصيف الماضي.

بعد ويمبلي فقد المنتخب الثقة، بدأ الخوف يتسلل إليه شيئاً فشيئاً، ضاع الأسلوب، ضربه بعض الغرور، أصبحت السيطرة بلا فاعلية، ومع خسارة الحماس والرغبة التي تميز إيطاليا دائماً فقد منتخب مانشيني قوته.

مانشيني بدوره فقد لمعانه الذي كان عليه في الصيف الماضي، تكتيكياً بدت إيطاليا بلا حلول وأفكار، غياب المهاجم الهداف عقّد الأمور كثيراً والمنتخب أكد للمرة الألف أنّه ليس قادراً على اللعب بمهاجم وهمي.

في خضم كلّ تلك الأجواء الصعبة هناك جانب إيجابي، الطريق إلى قطر لم تقفل كلياً، هناك فرصة عبر الملحق والأهم هناك وقت لذلك، أربعة أشهر تقريباً، خلالها كلّ ما على مانشيني فعله هو استعادة الحماس والرغبة عند اللاعبين، ليس امراً طبيعياً أن تكون رغبة أيرلندا بالفوز الذي لا يعني لها شيئاً أكبر من رغبة إيطاليا التي تسعى للمونديال.

موقف
التحديثات الحية

أربعة اشهر ربما تستعيد فيها إيطاليا سبيناتزولا، تستعيد جورجينيو ونجومها الآخرين، كيلليني وتأثيره الكبير، تستعيد فيها روحها التي فقدتها مؤخراً.

بين ويمبلي وبيلفاست أربعة اشهر ضاعت فيها إيطاليا، وبين بيلفاست ومباريات الملحق أربعة أشهر أيضاً، كلّ ما يرغبه الإيطاليون فيها، أن يجدوا منتخبهم من جديد، منتخب الصيف الماضي.

المساهمون