برشلونة بين "الغرق والجحيم".. المعاناة التي لا مهرب منها

09 ديسمبر 2021
تنتظر تشافي مهمة صعبة في برشلونة (ستيفان ماتزكي/Getty)
+ الخط -

للمرة الأولى منذ 21 عاماً، لم ينجح برشلونة في تجاوز دور مجموعات دوري أبطال أوروبا لكرة القدم. كان هذا العنوان الأبرز في الصحافة الإسبانية، التي تناولت الموضوع طويلاً بعد السقوط أمام بايرن ميونخ الأربعاء على ملعب أليانز أرينا، لينتقل للعب في مسابقة الدوري الأوروبي.

نعي الصحافة

اختصرت صحيفة ماركا الخميس حال برشلونة الحالي بعد الخروج المدوي من الأبطال، فكتبت عنواناً معبراً، هو "الغرق"، مع صورة للمدافع جيرارد بيكيه، الذي ظهرت عليه حالة الحزن والألم عقب هذه الهزيمة الأليمة. واسترسلت بعدها الصحيفة في سقوط البارسا، قائلة: "برشلونة يغرق ويودع التشامبيونز مهزوماً بنتيجة كبيرة، برشلونة يهبط للدوري الأوروبي وأزمته تتفاقم".

من جانبها، كانت صحيفة "آس" أكثر سوداوية بعدما كتبت "إلى الجحيم" لتصف ما حدث لبرشلونة مع صورة لحارس الفريق الكتالوني مارك أندريه تير شتيغن، حين كانت شباكه تهتزّ خلال المباراة. وأردفت الصحيفة: "البارسا في كارثة تاريخية بسقوطه لأول مرة منذ 21 عاماً في دور المجموعات وانتقاله للعب في الدوري الأوروبي". ربما أجمعت الصحف الإسبانية بلسان واحد على قساوة المشهد.

موندو ديبورتيفو وضعت صورة لتير شتيغن في أثناء فشله في التصدي لأحد أهداف بايرن تحت عنوان "تحت الصفر.. البارسا يسقط في دور المجموعات لأول مرة منذ 21 عاماً، وسيكون عليه اللعب في الدوري الأوروبي وسط أخطاء كروية ونقص في الموارد، برشلونة اصطدم بالواقع أمام خصمٍ أقوى منه".

في المقابل، كتبت صحيفة "سبورت" المقرّبة من البيت الكتالوني: "وداعٌ حزين للتشامبيونز، برشلونة خارج ثمن النهائي بعد دور مجموعات كارثي، برشلونة ظهر مجدداً بمستوى أقل بكثير أمام بايرن، وسيلعب في اليوروباليغ اعتباراً من شهر فبراير".

آس/ ماركا
الصحيفتان كانتا قاسيتين جداً على برشلونة (آس/ ماركا)

المشكلة ليست في تشافي

ظهرت علامات الغضب واضحة على النجم السابق في برشلونة تشافي هيرنانديز، مدرب النادي الحالي، وبعد الهزيمة قال: "اليوم تبدأ مرحلة جديدة"، لكن عن أي مرحلة يتحدث مدرب السد القطري سابقاً، الذي شهد هناك نجاحات قادته إلى البلاوغرانا مجدداً؟

تشافي في حديثه لقناة موفيستار +، تحدث بكلّ صراحة الأربعاء، قائلاً: "لا أحب كلمة فشل. من يحاول لا يفشل أبداً. يمكننا الحديث عن الإحباط مثلاً. سنعمل بجد من أجل وضع البارسا في المكانة التي يستحقها، أنا في الوقت الحالي أشعر بالغضب، لأن برشلونة لا يستحق هذا، الآن بتنا في الدوري الأوروبي، الواقع يقول إن علينا المنافسة، هدفنا الفوز بكلّ المباريات".

بدا واضحاً للعلن أن المشكلة ليست في تشافي، برشلونة يحتاج للكثير من العمل في الفترة المقبلة، ربما لم تكن المشكلة حتى في الهولندي رونالد كومان، الكثير من المعاناة طوال الوقت بافتقار الفريق إلى الأسماء القادرة على صناعة الفارق.

ممفيس ديباي لم ينجح حتى الآن في إبهار الجماهير، أما عثمان ديمبيلي، فمشاركته باتت تعتبر إنجازاً في ظلّ الإصابات التي يعاني منها، فيما يعتبر منيغيزا نقطة ضعف لا يمكن التقليل من أهميتها في مركز الظهير. أما جيرارد بيكيه، فقد يكون هذا موسمه الأخير مع النادي الكتالوني، بانتظار ظهور داني ألفيش قريباً مع نهاية العالم الحالي.

لكن المشكلة تبدو أكبر من مجرد لاعب، وحتى أكبر من رحيل الأرجنتيني ليونيل ميسي، برشلونة أصيب بالصميم فعلياً، لم يعد مرعباً، لأنه خسر الكثير من المعارك إدارياً، بل لنقل مالياً. هو يرزح تحت الديون التي تثقل كاهله، وتمنعه من إبرام صفقات كما كان الحال في السابق، يوم بدأ جوسيب ماريا بارتوميو يشتري واحداً تلو الآخر دون هوادة، ما أدّى إلى هذه الكارثة الفنية والمالية.

 (Photo by Stefan Matzke - sampics/Corbis via Getty Images)
خيبة لاعبي برشلونة بعد الهزيمة أمام بايرن (ستيفان ماتزكي/Getty)
المساهمون